IMLebanon

لولا إيران

 

يُحكى أن الملف الحكومي تحرك بعد “النقطة الخامسة والأخيرة” من خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله بمناسبة عيد التحرير.

 

وتكثر الترجيحات بشأن إمكانية حمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشيكلة جديدة إلى قصر بعبدا بعد الاستعانة بالصديق رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتابع البحث بين الحريري والصهر الذي لا يتدخل في التشكيل من قريب أو بعيد…

 

لعل وعسى…

 

لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى ستساهم الحكومة العتيدة، هذا إذا تيسرت ولادتها، في إنهاء معاناة لبنان واللبنانيين؟

 

الجواب ليس مهماً. المهم أنه “لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت قوية كما هي الآن لا في العديد ولا في الخبرة ولا في التجربة ولا في العدة ولا في العتاد”.

 

هذه هي “أول نقطة” بعد 21 سنة من تحرير الجنوب. والحمد لله المعنويات عال العال.

 

لنعد إلى “النقطة الخامسة والأخيرة” المتعلقة بالوضع الداخلي والنصائح على طريقة “شيخ الصلح” وإلا “يبقى البلد منتظراً، وعندنا مشاكل الدعم ورفع الدعم وترشيد الدعم والبطاقة التمويلية والوضع الاجتماعي والوضع المعيشي والمحروقات والأكل والخبز والدواء وو…”

 

بالتالي، حِلّوها يا شباب، وأنهوا لنا هذه المشاكل التي لا تفسد للصمود والإستقرار قضية. فالخوف يكمن “لو إيران لم تكن موجودة، ليس فقط على الصمود والاستقرار، القائم في لبنان رغم المعاناة في البعد الاقتصادي والمالي والمعيشي”. ولكن أيضاً “في فلسطين والعراق واليمن وسوريا، ولكنا سقطنا بيد داعش والتكفيريين”.

 

لو نعكس السؤال، لو لم يصنع داعش والتكفيريون، من يحتاج الى مثل هذا الوجود ليبرر أذرع المحور التي لا تعترف بدساتير وقوانين. وتعيث خرابها وفسادها، محمية ومستكينة وغير عابئة بـ”المشاكل المقدور عليها” التي تحصل في نعيم لبنان وسوريا والعراق واليمن؟

 

حينها ماذا كانت ستفعل إسرائيل لتقوِّض استقرار دول عربية متماسكة مستقرة ديموقراطية تحيط بها ولا أزمات لديها؟

 

بالتأكيد كان الكيان الصهيوني المغتصب سيضطر إلى تغيير كل خططه واستراتيجياته الحربية. ويحتاج الى ميزانيات أضخم لتأمين المزيد من الإنفاق العسكري. ولم يكن ليكتفي بما يقوم به حالياً من عدوان سافر، سواء في سوريا أو لبنان او العراق أو حتى العمق الإيراني، عندما تتطلب مصلحته ذلك. ولما ارتاح في تحقيق أهداف استراتيجية إقليمية ودولية على حساب العرب المنكوبين بإعتداءات المحور ورأسه وأذرعه.

 

ولم يكن ليتوسع كما يشاء ويتابع قضم الأراضي عبر سياسة الإستيطان، التي لم يوقفها يوماً الإعلان أن لدى المحور قدرة على إزالة إسرائيل من الوجود خلال عشر دقائق، لولا صمود الفلسطينيين وتمكنهم من إيصال معاناتهم إلى المحافل الدولية بفعل الذكاء في إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكشف الممارسات العنصرية والعدوانية تجاهه، وليس بالتهديد والوعيد. وبمعزل عن عبث الصواريخ التي تُستثمر لتحويل القضية إلى ورقة، لما شهدنا بعض الإلتفات الدولي الى حقوقهم في العيش في أمن وكرامة.

 

لكن في ظل المعادلات الحالية التي لا تساهم إلا بالقضاء على الدول التي تصنف تحت راية ” لولا إيران”، فقد كفى الله العدو الصهيوني شر القتال.

 

أما نحن في لبنان، فـ”لولا إيران”، لما كانت مافيات الفساد تعيش عصرها الذهبي وتحول دون وصولنا إلى أي بر أمان ما دام المحور وأذرعه يواصلون قضمهم السيادة، ويتباهون بالقوة والصمود، وكأن إفلاس لبنان تفصيل تافه.