استوقفني في خطاب السيّد حسن نصرالله أول من أمس كلامه حين أخذ يشرح المعادلة الجديدة بين إسرائيل وبين المقاومة والتي اختصرها السيّد بقوله: إذا أطلقوا صواريخ علينا أي على أرض لبنانية ليس لها أي هدف عسكري أو سكاني فالرد سيكون بالمثل إذ سوف نردّ بصواريخ موجهة الى أمكنة ليس فيها أهداف عسكرية أو سكانية…
بكل بساطة أصبح الصراع مع العدو الاسرائيلي محصوراً «صاروخ بصاروخ» أمّا تحرير ما يسمى بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا فهذا مسمار جحا، نستعمله فقط لإبقاء السلاح بيد الحزب العظيم ونهرب من الاستراتيجية الدفاعية المطروحة منذ أكثر من 20 عاماً..
كذلك استوقفني حديث السيّد عن التزام أفراد الحزب بالتعليمات وذلك حين روى حادثة «راجمة الصواريخ» وقال إنّ الأوامر أعطيت لإطلاق 20 صاروخاً فقط وهكذا التزم «الشباب» بالتعليمات…
فعلاً لم أصدّق عندما سمعت السيّد يروي هذه القصة وبالطريقة التي كان يتحدث بها. لا أريد التوقف عند من بدأ بإطلاق الصواريخ: إسرائيل أم المقاومة؟ خصوصاً وأن تاريخ إسرائيل حافل ولكن «لعيون رئيس الجمهورية الاسلامية الجديد في إيران «شو المشكل» إذا احتفظنا ببعض الصواريخ».
عندي اليوم بعض الأسئلة أتمنى أن يجيبني السيّد عليها:
أولاً: هل يعلم السيّد كيف هي الأوضاع الاقتصادية في لبنان؟ وكيف كان لبنان في الماضي، وأين أصبح في هذا العهد الميمون؟ أنتم فرضتم أسوأ رئيس جمهورية في تاريخ لبنان وأبقيتم البلاد من دون رئيس لمدة عامين ونصف العام فقط لأنكم رفضتم أن ينتخب المجلس أي مرشح آخر علماً أنّ هناك الكثيرين الكثيرين من «الرجالات» الصالحين في لبنان يستحقون هذا المنصب عن جدارة… كذلك أنتم موجودون في المجلس النيابي وفي الحكومة ولم يعد عندكم أي عذر لتقول «ما خلونا» بالإذن من «الطفل المعجزة».
يا سيّد الشعب يعاني الفقر والقهر والذل ويقف أمام محطات البنزين ثلاث ساعات وأربع ساعات بانتظار أن يضع في خزان سيارته «تنكة» بنزين أو أقل.
يا سيّد لا يوجد حليب للأطفال ولا دواء خصوصاً أدوية الحرارة التي أصبحت مفقودة…
يا سيّد لا يوجد مازوت ولا غاز وأنت تعلم عِلم اليقين أنّ مصرف لبنان يموّل اقتصاد دولتين هما لبنان وسوريا، لأنّ سوريا محرومة من كل شيء.
يا سيّد عندما تريد أن تحكم دولة عليك أن تحاسب نفسك قبل أن يحاسبك الشعب…
يا سيّد لبنان ليس بلداً فقيراً ولا محتاجاً، ولكن بفضلكم أصبح لبنان دولة فاشلة وأصبح الشعب اللبناني من أفقر شعوب العالم…
يا سيّد أجر العاملة السريلانكية صار يوازي راتب وزير أو نائب أو طبيب أو مهندس أو مدير عام أو مسؤول كبير فهل تصدّق ذلك؟
يا سيّد بكل صراحة إذا كنت تظن أنك بقوة السلاح تستطيع أن تحكم البلد فنقول لك: إنّ الكثير من الديكتاتوريات زالت ونذكّر بالرئيس معمّر القذافي والرئيس صدّام حسين.
يا سيّد يجب عليك أن تسأل نفسك وأن تعمل «جردة» حساب سريعة، أين كان البلد وأين أصبح بفضلكم؟
يا سيّد هددت القاضي السابق صوان واللاحق البيطار وقلت إنك تريد أن يصدر قراره الفني والتقني… هذا شيء جميل ولكن نسألك يا سيّد من يحكم المطار ومن يحكم المرفأ؟ وكما قال السيّد صبحي الطفيلي أنت تحكم رئيس الجمهورية وأنت الذي عيّنته وأبقيت البلاد من دون رئيس عامين ونصف عام وأنت رئيس رئيس المجلس بالرغم من أنّ رئيس المجلس هو حاكم فعلي، ولا يستطيع أحد أن يحكمه.. أنت حاكم الحكومة وأنت تسأل مَن فجّر مرفأ بيروت.
تحدّث عن أسلحتك ولكن هناك آلاف الحوادث سأذكر بعضاً منها:
1- مَن قتل لقمان سليم ولماذا قُتل؟
2- مَن قتل جو بجاني المصوّر أمام أطفاله وعلى باب منزله؟
3- مَن قتل العقيد جوزيف سكاف ولماذا لم يستطع أحد أن يكتشف ذلك؟
4- مَن قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي في منطقة قرطبا شمالي لبنان؟
يا سيّد أنت تقبض الأموال من الجمهورية الاسلامية.. ألم تسأل نفسك ما هذا الكرم الذي يأتيك منها؟
ألم تسأل آية الله خامنئي وغيره من كبار المسؤولين في إيران لماذا قالوا إننا نسيطر على 4 عواصم عربية؟
يا سيّد ماذا عن البنزين والمازوت الذي وعدتنا به متى سيصل الى لبنان؟ وبأية عملة سندفع؟ وعلى افتراض أنهم سيقبضون ثمنه بالعملة اللبنانية السؤال الأول على أي سعر صرف سيقبضون العملة اللبنانية؟ ماذا سيفعلون بها؟ هل سيشترون دولارات؟
طبعاً، أظن أنك لا تهتم بالاقتصاد وأنّ اهتمامك فقط بالحروب ولكن نقول لك إنّ أكبر دولة لا تسقط عسكرياً بل اقتصادياً.. ونذكّر بحرب أميركا والروس حين اضطر الروس أن يشحدوا كيس طحين من أميركا لذا سقط الاتحاد السوڤياتي.
