يبدو أنّ السيّد حسن نصرالله يعيش في كوكب آخر في هذه الدنيا، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن تعرّض دول المقاومة والممانعة لحصار وهجمات إرهابية يحاول الدفاع عن هذا المحور بقوة، وهنا لا بد أن نتمنى على السيد ان ينظر الى ما آلت إليه حال 4 دول في هذا المحور، وهي سوريا والعراق ولبنان واليمن… كيف كانت هذه البلدان قبل دخولها في محور المقاومة والممانعة، وكيف صارت بعد انخراطها في هذا المحور؟
الأهم أنّ قائد هذا المحور آية الله الخامنئي، الذي أكمل رسالة آية الله الخميني الذي جاء به الاميركيون بينما كان خائفاً من شاه إيران ولاجئاً في العراق.
بكل صراحة يا سيّد، ليس المحور هو الذي يعاني من أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية وعدم وجود حريات وانتفاء «الديموقراطية»، بل هي سياسة القمع والترهيب والارهاب والقتل والتدمير، كل هذا تحت شعار «ولاية الفقيه» بهدف التشيع.
فالخميني جاء من أجل تخريب العالم العربي، تحت شعار الاسلام، وتحت شعار ولاية الفقيه وتحت شعار التشيع.
كما يبدو أنّ شعار «لا إكراه في الدين» لم يمر عند آية الله، ولا يعرف معناه،.
بالمقارنة فإنّ المملكة العربية السعودية، التي ينتقدها السيّد في الصباح والظهر والمساء، هي التي فتحت أبوابها وأسواقها، وأعطت فرص عمل لـ500 ألف مواطن لبناني يحوّلون كل سنة 4 مليارات من الدولارات الى أهلهم في لبنان… والسؤال هنا يا سيّد: كم لبناني في إيران؟ وكم هي المبالغ المحوّلة؟؟؟ طبعاً صفر مكعّب.
النقطة الثانية التي تحدّث عنها السيّد حسن هي قوّة دول الممانعة والمقاومة… فأين كانت وأين صارت؟
يا سيّد… بالله عليك… هل يمكنك أن تقول لنا كيف كانت قوة العراق قبل عام 2003، أي أيام الرئيس صدّام حسين… وكيف صارت في عهد اللواء قاسم سليماني؟
على صعيد الجيش أنت الأعلم، وعلى صعيد الاقتتال اليومي بين ميليشيات عدة، كل واحدة منها تريد أن يكون الرئيس منها. أما على الصعيد المالي والاقتصادي، فالعراق كان من أغنى بلاد العالم، متطوّر مائياً وزراعياً ومصدّراً للنفط ومن أوائل الدول النفطية.
أما اليوم فصار بلداً فقيراً مقسّماً تدور فيه حروب في الشوارع، وفي كل منطقة ميليشيا تريد أن تنتزع الحكم من الميليشيات الأخرى.
أمّا سوريا… ففي جردة حساب سريعة، نرى أنّ نصف الشعب السوري مهجّر، أي 25 مليون مواطن خارج سوريا، مع ديون بـ1000 مليار دولار كي تعود كما كانت منذ 20 سنة.. أما الوضع الاقتصادي فتحت الصفر..
اليمن يا سيّد، كان بلداً فقيراً فصار بفضل الحوثيين وكلاء آية الله من أفقر بلاد العالم.
لبنان يا سيّد… بفضلكم وبفضل مشروع آية الله، تحوّل من بلد غني الى بلد فقير يعاني أزمات على جميع الأصعدة: الاقتصادية والسياحية والمصرفية وكل سبل الحياة سُدّت أمام المواطنين.
أما بالنسبة لعدم تدخلكم بالأمور الداخلية، فهنا لا بد أن نذكرك:
أولاً: من جاء الى الحكم بأفشل رئيس جمهورية في تاريخ لبنان؟
لقد انتشرت في لبنان بدعة جديدة: كل حكومة تُشكّل تحتاج الى سنة كاملة، أي صار التعطيل سمة الحكم، من تعطيل في الرئاسة الى تأخر في تشكيل الحكومات. هذا ما حدث مرتين: مرة مع الرئيس ميشال سليمان، ومرة مع الرئيس ميشال عون.. بالله عليك يا سيّد… كيف يمكن لأي دولة أن تتقدّم.. وهي تعيش ونصف «وقتها» تعطيل بتعطيل؟
لقد قيل إنّ الدول النامية تحتاج الى أن يكون العمل فيها 24/24 كي تعوّض ما فاتها لا أن يكون التعطيل مبدأ لها… أليس هذا غريباً وعجيباً في آن؟
نقطة أخرى، نحاول من خلالها توجيه تساؤل لك يا سيّد… فإنّ المضحك والمبكي، اتهامك للمملكة العربية السعودية انها كانت تؤيّد إسرائيل في حرب 2006… فهل تقصد أنّ إسرائيل تسمع كلمة المملكة وتنفّذها، أم أنّ الحاكم العسكري في إسرائيل صار سعودياً..؟ وأنت تعلم علم اليقين أنّ إسرائيل تحكم الولايات المتحدة… فكيف للمملكة أن تحكم إسرائيل؟
وأتساءل: هل الحرب الإلهية عام 2006، التي كلفت لبنان خمسة آلاف قتيل وجريح، ودمّرت البنى التحتية التي كلفت خمسة مليارات من الدولارات الأميركية… تستحق هذا «النصر الكبير»… ونختم بالقول: هذه الكلفة الباهظة هي ثمن النصر… فماذا لو لم ننتصر؟
كما نتمنى يا سيّد أن تخبرنا كيف بدأت حرب تموز 2006؟ أليست بدايتها عندما اختطف حزبك جنديين فرفعت يومذاك شعار «أنّ الحرب هي لتحرير أسرانا»، فمن يكون مسؤولاً عن هذه الحرب؟