IMLebanon

يا سيد حسن… لماذا لا يكون لبنان مثل سنغافورة؟!  

 

 

بعيداً عن حديث المؤامرات العالمية والامبريالية والصهيونية، وبعيداً عن «الشيطان الأكبر» و»الشيطان الأصغر»…

 

بعيداً عن ذلك كله نطلب منك يا سيّد حسن، أن تجلس وتسأل نفسك: لماذا وصل لبنان الى هذا الدرك المتدني مالياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً؟

 

صحيح انك لا تتحمّل المسؤولية وحدك.. ولكن يا سيد… أنت الحاكم الفعلي للبنان منذ عشرات السنين، فإذا كنا لا نريد أن نظلمك أنت الحاكم الفعلي منذ اغتيال شهيد لبنان الكبير دولة الرئيس رفيق الحريري.

 

منذ ذلك التاريخ لا تُشَكّل حكومة في لبنان إلاّ إذا كنت موافقاً عليها… ولا يُنتخب رئيس إلاّ إذا وافقت عليه.. والأنكى انك أبقيت البلاد عامين ونصف العام من دون رئيس جمهورية حتى رضخ الجميع وقبلوا بانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً.. وأنت تعلم ما حدث مع حليفك الرئيسي دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري عندما زاره الرئيس ميشال عون طالباً منه تأييده كمرشح لرئاسة الجمهورية، كان جواب دولته: بكل صراحة لا أريد أن أنتخب رئيسين: أنت رئيس وصهرك الرئيس الثاني.

 

هذا يؤكد ان القرار في لبنان لك وحدك.. ولا يوجد أي شريك لك.. ما يعني انك أنت تقرر، وأنت تنفذ.. ولا يهمك أي رأي غير رأيك… حتى ولو كان حليفك الاساسي.

 

لن نطيل عليك الشرح… لأنّ اللبيب من الاشارة يفهم… أقول بينما كنت أطالع إحدى المجلات لفتني تحقيق عن جمهورية سنغافورة: كيف كانت وكيف صارت.. أضع هذه التقرير بين يديك، لترى ما يجري في العالم وتقارنه بما يجري في لبنان. أولاً، وما يجري في دولة ولاية الفقيه التي هي مَثَلك الأعلى في الحياة والتي تعتبر نفسك جندياً فيها.

 

أبدأ بتقرير عن الجمهورية الاسلامية الايرانية:

 

– الدين العام في إيران بلغ 416 مليار دولار أميركي بنهاية شهر أيلول الماضي، ويتوقع أن يصبح 440 ملياراً بنهاية السنة الحالية.

 

– نسبة السكان الذين هم تحت خط الفقر بلغت 50%، أي مقابل كل إيراني هناك إيراني آخر جائع.

 

– نسبة التضخم 48%.

 

– عدد العاطلين عن العمل 11 مليوناً يمثلون 16% من القوى العاملة.

 

– أما مَن ينتظر الفرج من اتفاقية ما، في (ڤيينا)، وانفراج الوضع المالي الايراني، فجلّ ما سيحصل عليه هو الإفراج التدريجي عن الأموال المجمّدة في الخارج بسياسة «خطوة خطوة» الكيسنجيرية، أي لقاء تنفيذ للشروط يُفرج عن بعض المال.. أما النفط فإنّ ما لا يعرفه الكثيرون ان إيران لن تحصل على الكثير منه لتصديره حيث انها أبرمت عقوداً للصين concession لاستخراج وتنقيب النفط ومشتقاته لمدة 25 سنة لقاء مشاريع للبنى التحتية والتسليح. لا تقوم بها الصين كرمى لـ»الوالي الفقيه».

 

وأعود الى ما ذكره التقرير عن جمهورية سنغافورة الواقعة في جنوب شرق آسيا:

 

– عدد سكان سنغافورة حوالى الستة ملايين نسمة، هم خليط من الصينيين والمالاويين والهنود ومن آسيويين من ثقافات مختلفة.

 

– قبل الاستقلال كان الناتج المحلي الإجمالي 511 دولاراً، وبعد الاستقلال ارتفع دخل المواطن السنغافوري الى مائة ألف دولار سنوياً.

 

– في سنغافورة استثمارات جعلت من البلاد، الأولى آسيوياً، وفي المركز الحادي عشر على مستوى العالم.

 

– قبل استقلال سنغافورة عام 1969، وقبيل انسحاب بريطانيا عام 1968، كانت بريطانيا هي المؤثرة الأولى في اقتصاد البلد لكن الحكومة أخذت تعتمد على نفسها بعد الاستقلال.

 

– بدأت سنغافورة بإعادة بناء اقتصادها في الربعين الثاني والثالث من العام 2009، ثم راحت تطمح لجعل البلد مركزاً للفنون والثقافة.. كما وضعت لنفسها نظاماً صحّياً للرعاية بكفاءة عالية وجنّدت 183 منظمة صحّية فاعلة لخدمة مواطنيها.

 

– في سنغافورة خطوط مواصلات متطوّرة ومتقدمة.

 

– لقد أنجزت الدولة ما يقارب العشرة آلاف مشروع، فتدنت نسبة البطالة الى صفر٪، ما يعني أنْ لا بطالة في سنغافورة.

 

– أما عن الفساد فحدّث ولا حرج، إذ ليس هناك فساد في سنغافورة، أي صفر٪ فساد أيضاً.

 

– لقد ازداد الدخل القومي بنسبة ٦ تريليونات دولار…

 

سنغافورة، خطّت طريقها بثبات وعزيمة وتصميم، فقضت على البطالة والفساد… هناك عمل دائب صادق… ومن أجل ذلك وصلت سنغافورة الى ما وصلت إليه.

 

وهنا أتساءل: لماذا لا يكون لبنان مثل سنغافورة؟!!