Site icon IMLebanon

حزب الخيانة العُظمى

 

 

كأنّ الذين تسابقوا للردّ بالأمس على “هوبرة” أمين عام حزب إيران حسن نصرالله لم يتنبّهوا أنّه استغرق في مهاجمة المملكة العربيّة السعوديّة، لأنّ إيران تمنعه في هذه المرحلة من الهتاف ضدّ أميركا القاتل الحقيقي لقاسم سليماني، السعوديّة لا يد لها في العمليّة المتمكّنة التي أردت رجل محور الشرّ والإرهاب في المنطقة ومع هذا صبّ حسن نصرالله هجومه عليها لأنّه يعيش حالة عجزٍ غير مسبوق في لبنان مهما علا صوته حتى تبان أوداجه وهزّ إصبعه واعبقَّ وجهه أيضاً!

 

منذ عاميْن تهذي إيران وجوقتها وألسنتها بالانتقام من أميركا لقتلها قاسم سليماني، تصرخ ابنة قاسم سليماني وجهاز الآيفون (أحدث موديل) في يدها بأنّ الانتقام لوالدها من أميركا قريب جداً، فيما إيران ورئيسها ومرشدها يجلسون في ڤيينّا على طاولة مفاوضات تجمعهم بأميركا قاتلة قاسم سليماني، “أيه قوموا ياه”!! انتهيْنا فليرفع حزب الله صور قتلى إيران، في الأساس هو لم يعد يملك أكثر من رفع الصور على عيون شعبه وبيئته، وبالكاد تسمح له ماليته برفع الصور، هل نحن بحاجة إلى رفعه صورة عملاقة على جادّة الخميني لنعرف أنّ إيران تحتلّ لبنان؟ أليس بكافٍ أن يكون أوّل ما يشاهده من يقصد لبنان فور خروجه من المطار إسم خميني إيران، هل تجرؤ وزارة الدّاخليّة أن تخاطب رئيس البلدية المعنيّة بهذه الهرطقة ليقوم باستبدال اسم الخميني باسم شخصيّة لبنانيّة عالميّة؟.. وللمناسبة كم جادّة في لبنان تحمل إسم الخميني والخامنئي ومن لفّ لفّهم، وكأنّ دول العالم لا تعرف أنّ لبنان بات دولة محتلّة بالكامل من قبل إيران على يد ذراعها العسكري في لبنان وحزبها؟!

 

من المدهش أنّ جميع الأصوات التي خرجت لتردّ على أمين عام حزب الله حسن نصرالله انحصر كلامها في التّباكي على حال لبنان واللبنانيّين والأذى اللاحق بمصالحهم في دول الخليج العربي، وخرِسوا عن مساءلة نصرالله المعترف علناً وعلى الملأ أنّ ماله وسلاحه ومأكله ومشربه وكلّ ما له وعليه هو من إيران، وفي هذا اعترافٌ واضح وعلى الدّولة اللبنانيّة ورئيس حكومتها الحالي نجيب ميقاتي الذي انبرى ليدافع عن هذا الحزب ويقول إنّه حزب سياسي لبنانيّ. هل هناك مأساة وطنيّة أكثر من المطالبة بأن تكون العلاقات الخارجيّة للدّولة على طاولة الحوار؟!!

 

إنّ أبسط تعريف للخيانة العظمى بأنّها تهمة توجّه إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده، ويقاتل مع طرف آخر ضد بلاده، أليس هذا ما يفعله الحزب يا حضرة رئيس الحكومة الذي لم يجفّ بعد حبر ادّعائك أنّ “حزب إيران” حزب سياسي لبناني، وقد استكثروا عليك التّنصّل من هجومهم على المملكة العربيّة السعوديّة، لم يعد أمين عام حزب الله حسن نصرالله يستحي لا من الشعب اللبناني ولا من الحقّ والحقيقة وهو ماضٍ في التّعمية على لهاث إيران خلف السيّد الأميركي للتّوصل معه إلى اتفاقٍ نووي يخرج علينا بعد توقيعه ليدّعي أنّه نصر إلهي حقّقه وليّ نعمته وأمره في إيران ببركة دماء قاسم سليماني ودعاء علي الخامنئي، نصر إلهي في التفاوض والاتفاق مع الشّيطان الأكبر!!

 

حان الوقت لتقوم الدّولة اللبنانيّة بقراءة قانونيّة معلنة تفصّل فيها الخيانة العظمى التي يرتكبها حزب الله بحقّ هذا الوطن الذي تُراق دماؤه وتدمّر مقدّراته ويختطف وطناً وشعباً من أجل مصلحة إيران وأجنداتها، فإن لم تكن هذه هي الخيانة العظمى فبالله عليكم كيف تكون هذه الخيانة؟!