لم تعد مفارقة أن يكون أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله مصرّاً على اختطاف لبنان واللبنانيّين إلى حيث إيران ومحورها تحت مسمّى “المقاومة”، ولم تعد مفارقة أبداً أن يكون نصرالله مصرّاً على إطلاق محاضراته في الهواء شرقاً وغرباً إلى حدّ الضّجر، وللمناسبة لا يوجد بلدٌ في العالم فيه هذا من العقد والاستفزاز الذي يُعانيه شعبه المصرّ على العيش برغم أنف الجميع وبرغم كلّ “المعادلات الهزيلة”، والمصرّ على الفرح حتى في أقسى أيام القهر المفروضة عليه غير لبنان، وبالرّغم من كلّ ما يفرضه حزب الله وأمينه العام عليه لبنان لن يكون إيران أبداً، ولن تستطيع لا إيران ولا حزبها الاستمرار في إكراهنا على عيش “المعادلة الهزيلة” كقدر مقدور لنا ولوطننا، ولا سيأتي يوم على هذه البلاد يخرج فيه كل أزلام إيران وعملاؤها الذين تآمروا على هذا الوطن إلى طهران تماماً مثلماً خرجت منظمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت بعدما دمّرت لبنان وبيروت بسبب اتخاذها هذا البلد رهينة لها!!
لا يزال نصرالله يستذكر ثلاثيّته الهزيلة التي قضت على لبنان وإن أنكر ذلك أو ادّعى عكسه، ومن المؤسف أنّه لا يريد الإعتراف أنّ الشّعب اللبناني يرفض حزبه وثلاثيّته ومخطّطاته ومقاومته لأنّ المقاومة لا تكون مفروضة بالإكراه أبداً ولا يكون قرارها مختطفاً لصالح رجل من غير شعب ولغة وهوية أبنائها.. هذه المرّة فشل نصرالله في الحديث عن الشّعب اللبناني فتحدّث عن “البيئة الحاضنة للمقاومة” باعتبارها “جزءا أساسيا من المعادلة”، وبالرّغم من الحال التي أوصل حزب الله لبنان إليها لا يزال نصرالله يكذب على نفسه وعلى بيئته الحاضنة خصوصاً عندما يقول “نحن باقون نحمي ونبني عبر معادلة الشعب والجيش والمقاومة”، فأيّ بناء يتحدّث عنه وكلّ ما جرّه على لبنان حتى اليوم لم يكن سوى الخراب!!
لبنان الذي يتحدّث عنه السيّد حسن نصرالله لا يشبه أبداً لبنان الذي أراده دائماً اللبنانيّون، وهو حكماً ليس بلد الحريّة التي نعرفها ونتغنّى بها لأنّ لبنان الذي يدّعيه ويختطفه نصرالله يريده عدوّاً لأهله ولإخوته العرب، إنّ أبسط تعريف للخيانة العظمى هو أنّها تهمة توجّه إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والإستقرار في بلاده، حزب الله حزب سياسي لبناني يلحق الضرر بالدّول العربيّة ويخوض حروباً على أراضي دولها. لم يعد أمين عام حزب الله حسن نصرالله يستحي لا من الشعب اللبناني ولا من الحقّ والحقيقة، وهو ماضٍ في التّعمية على المسمّيات معتمداً على تمويه الأسماء وتفريغها من معانيها، أسوأ ما يعيشه لبنان الغارق في قعر جهنم بفضل حزب الله ومن فرضه رئيساً على البلاد هو إصرار السيد حسن نصرالله على تصدير خطابه عن “المقاومة” في وقت كلّ اللبنانيّين بمن فيهم شريحة كبرى من بيئته تعرف أنّ الحقيقة ليست مقاومة بل ميليشيا ترهن لبنان وشعبه لصالح إيران وملفّها النووي فقط!