كلمة السيّد حسن نصرالله خلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله بمناسبة يوم «الجريح» التي قال فيها: «إذا كان المسؤولون اللبنانيون يريدون إرضاء أميركا فلن يستطيعوا ذلك، لأنّ لا حدود لمطالبها»، مشدداً على ان «الخضوع للإملاءات الاميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مصائبه».
ورأى السيّد، انه كان من مصلحة لبنان أن يمتنع عن التصويت في الأمم المتحدة.. لكن لبنان صوّت ضد روسيا. كاشفاً أنّ المؤسف هو أنّ البيان الرسمي اللبناني الذي صدر باسم وزارة الخارجية اللبنانية وصل الى السفارة الاميركية في عوكر، والسفارة عدّلت فيه، ما يعني ان هذا البيان أُعِدّ وصيغ من قِبَل السفارة الاميركية… فهل هذه هي السيادة؟
وأوضح انه لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، لما كان يمكن لوزارة الخارجية اللبنانية إصدار بيان من هذا النوع، ثم ترسله الى السفارة الاميركية فتعدّل عليه وترفع الصوت من خلاله. فلو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل كان يمكنه التصويت الى جانب أميركا؟
فعلاً ما قاله السيّد حسن نصرالله صادق ودقيق، ولا غبار عليه ولا شك في أن كل الاتهامات الموجهة الى الحزب كلها افتراءات لأنّ الحزب ليس مسيطراً على الدولة!!! ولكن عندنا بعض الأسئلة نتوجه بها الى السيّد حسن نصرالله:
السؤال الأول: من يسيطر على مرفأ بيروت وعلى مطار بيروت؟ الدولة اللبنانية أم الحزب؟
السؤال الثاني: يَدّعي السيّد انه يملك 150 ألف صاروخ.. فهل يمكن أن يُعْلِمنا كيف ومن أين جاءت هذه الصواريخ ومن دفع ثمنها؟
الجواب طبعاً عند السيّد فهذه الصواريخ هي من الدولة الاسلامية الإيرانية ولا يقتصر العطاء الايراني على الصواريخ، بل يشمل جميع الاسلحة التي تحتاجها المقاومة، بالاضافة الى إعطاء المقاومة مليار دولار، كرواتب وملياراً ثانياً للسلاح. فهل كل هذا العطاء من أجل فلسطين؟
لم تكتفِ الدولة الايرانية بهذا العطاء. فمنذ عام 1983 وحتى يومنا هذا، بل أنشأت منذ بداية ثورة آية الله الخميني ما يُسمّى بـ»فيلق القدس» من الحرس الثوري وعيّنت رئيساً له هو القائد قاسم سليماني.
فهل كانت كل هذه العطاءات من أجل استعادة القدس؟
والغريب العجيب ان كل هذه الأموال التي صُرفت لم ينتج عنها إطلاق أية رصاصة من أجل تحرير القدس، بل ان كل ما حصل بصراحة يتلخّص بما يلي:
أولاً: احتلال العراق وتقسيمه بين شيعة وسنّة وأكراد، حيث اصبحت في العراق ثلاث دول.. والمصيبة الكبرى ان تأليف حكومة هناك أصبح من المستحيلات، لأنّ الخلاف السنّي – الشيعي صار أهم من تحرير القدس.
ثانياً: سوريا: الوقوف الى جانب الأسد حيث ذهب الحزب الى هناك ووقف الى جانب الرئيس بشار حيث قتلوا مليون مواطن من الشعب السوري، فهل كان هذا من أجل تحرير فلسطين والقدس؟
بالعودة الى السيّد نصل الى سؤال جديد: ثالثاً ورابعاً: هل الذهاب الى سوريا، كان من أجل مصلحة لبنان، ومن أجل مصلحة المقاومة ضد إسرائيل؟
خامساً: قال السيّد: إما ميشال عون أو لا رئيس، وبالفعل مضت سنتان ونصف السنة من دون رئيس جمهورية لأنّ المقاومة لا تسيطر على القرار!
سادساً: وهل تتألف حكومة من دون موافقة الحزب؟ طبعاً الحزب ليس له أي علاقة.
سابعاً: هل يسمح الحزب بالاستراتيجية الدفاعية؟ طبعاً يجب أن نتذكر ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في المجلس النيابي إذ توجّه الى الرئيس ميشال سليمان قائلاً: هذا الاتفاق «انقعه واشرب مياهه». طبعاً هذا كان من ضمن انضباط الحزب ودعمه للدولة!
ثامناً: هل يرضى الحزب بتنفيذ القرارين الدوليين: 1559 و 1701؟
تاسعاً: هل يسمح الحزب أن لا يكون هناك سلاح غير سلاح الدولة؟
يا سيّد كنا نتمنى أن نصدّق ما قلته في يوم الشهيد.. ولكن
«أسمع كلامك يعجبني
فأرى أفعالك أتْعجّب»
وكل تصريح وأنتم بخير، لكن أبشرّك بأنّ عودة الدولة لا بد وأن تكون حتميّة مهما طال الزمن.