منذ يومين تحدّث السيّد حسن نصرالله في كلمة له بمناسبة «يوم القدس العالمي»، الذي يُعتبر أحقية قضية فلسطين ومظلومية شعبها.
لا شك في ان السيّد أبدع في كلمته. ولكن هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها وهي:
أولاً: لمناسبة هذا اليوم وقدسية القدس لا بد أن نسأل السيّد نصرالله ماذا فعل «فيلق القدس» للقدس؟
ثانياً: ينتقد السيّد الدول العربية التي أبرمت صلحاً مع إسرائيل، ويعتبر ان مسار التطبيع من أهدافه تيئيس الشعب الفلسطيني.. فلو اعتبرنا ما يقوله السيّد صحيحاً هنا فلا بد أن نسأل ماذا فعل «فيلق القدس» من أجل القدس ومن أجل عدم تيئيس الشعب الفلسطيني؟؟
ثالثاً: يقول السيّد إنّ مسار الإنهاك الذي يحصل في أكثر من بلد، ورغم الحصار المفروض ورغم العقوبات، وهذه المسارات الثلاثة سقطت لكن لم يقل لنا كيف سقطت، وما هو البديل؟
رابعاً: يقول السيّد نصرالله إنّ آية الله الخامنئي أكد في يوم القدس التزامه الجاد والقطعيّ (يعني انه لا يمزح) بدعم فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة.
لا أعلم كيف يدعم آية الله خامنئي فلسطين؟ وهل هو بدعم «حماس» التي تعرقل الوصول الى حل بين الفلسطينيين وبين اليهود؟ وهل يظن آية الله خامنئي ان اسرائيل لا تستطيع القضاء على حماس لو أرادت؟ وهل يعلم آية الله ان وجود حماس هو أساسي بالنسبة لعدم التوصّل الى حل بين الفلسطينيين واليهود؟
وهنا لا بد أن نذكّر آية الله الخامنئي ان اسرائيل عام 1982، عندما أرادت القضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان احتلت لبنان، وحاصرت بيروت لمدة 100 يوم، ولم تتوقف إلاّ بعد أن أبرمت اتفاقاً مع «ابو عمار» على خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان.
وهنا نقول له أيضاً إنه لو أرادت اسرائيل أن تنهي «الحزب العظيم» في حرب 2006 لكانت قضت عليه، خاصة وأنّ الجميع يعلم أنّ هناك رجاءً من الحزب لرئيس الحكومة في ذلك الوقت الرئيس فؤاد السنيورة بالتدخل لأنه وبعد مرور ٣١ يوماً فقط كان الحزب مستعداً للاستسلام لو استمرت اسرائيل في اعتداءاتها لمدة يومين من توقف الحرب.
هناك حقيقة يعرفها السيّد نصرالله ويعرفها أيضاً آية الله الخامنئي، وهي ان وجود «حماس» ووجود الحزب في لبنان يصبّان في مصلحة اسرائيل، وأنّ اسرائيل لو أرادت أن تنهي حركة حماس أو حزب الله لكانت انتهت منذ زمن بعيد، ولكن اسرائيل ليس لها أية مصلحة في السلام في نظر الكثيرين من اليهود وخاصة المتطرفين، لأنّ السلام مع العرب ينهي وجود اسرائيل.
من ناحية ثانية، نريد أن نسأل آية الله علي الخامنئي: ماذا عن العملية التي قام بها «الموساد» في قلب طهران، وهل له أن يبرر ما حصل؟
فرقة من «الموساد» الاسرائيلي دخلت الى طهران وقصدت منزل مسؤول في الحرس الثوري في «فيلق القدس»، وتم استجوابه واعترف بأنّ هناك عمليات إرهابية يريد «فيلق القدس» القيام بها ضد مسؤولين أميركيين ومسؤولين يهود، ومكافأة له على اعترافه، أخلوا سبيله…
هذه ليست العملية الأولى.. فكما نعلم جيداً أنّ عدداً من العمليات قام بها «الموساد» ضد مركز «نطنز» تسببت بتعطيل وتدمير هذا المفاعل النووي الذي استغرق بناؤه سنوات.
اما بالنسبة للسيّد حسن فنريد أن نذكره بعملية اغتيال مسؤول عمليات الارسال التلفزيوني حسّان اللقيس، وكيف اغتالته اسرائيل بعد ساعات من مقابلة أجراها السيّد مع الزميل جان عزيز لتلفزيون O.T.V حيث كان السيّد يتعشّى مع الزميل جان عزيز فجاءت رسالة تقول إنّ اسرائيل اكتشفت الموقع الذي كان يجري فيه السيّد المقابلة، لذلك وبسرعة يجب أن ينتقل الى مكان آخر خوفاً من اغتياله، ومن أجل ذلك انتقل السيّد معتذراً من الزميل عزيز ولكن اسرائيل ولكي تقول للسيّد إنها قادرة على قتله في أية ساعة تريد أو تختار أرادت أن ترسل له رسالة حيث قامت باغتيال المسؤول عن أجهزة البث التلفزيوني أمام منزله بعد ساعات من المقابلة، وتحديداً عند صلاة الفجر، وهذه كانت رسالة واضحة للسيّد بأنّ اسرائيل تستطيع أن تطاله، أينما كان ومهما حاول الاختباء، وأنّ أجهزة «الموساد» عندما تنتهي من مصالحها فإنها ستقضي عليه.