Site icon IMLebanon

ردّاً على السيّد نصرالله… الشعب يعرف الدواء: الدستور والحياد… إستفتوه

 

في إطلالة هادئة بالشكل وبكلمات منتقاة بدقّة لحجب ما بين السطور، بمناسبة «عيد التحرير» في 25 أيّار 2022 أطلق الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله جملة مواقف سنعدّد القليل منها.

 

فهو قال:

 

1 – إنّ البعض في لبنان لا يعتبر إسرائيل عدوّاً.

 

2 – المقاومة لا تبحث عن إجماع داخلي ولا يضيرها الإنقسام وهي مُستمرة.

 

3- المعادلة الذهبية باقية، جيش وشعب ومقاومة.

 

4 – المقاومة ضمانة للثروة النفطيّة.

 

5 – الدولة ذاهبة إلى الإنهيار وعلينا معالجة مشاكلها الاقتصاديّة.

 

6- قلنا لهم اتركوا المقاومة حالياً لأنّ هموم الناس أولى.

 

7 – علينا الإختيار بين لبنان القوي والغني، ولبنان الضعيف والمتسوّل.

 

8 – مشكلة لبنان لا يحلّها إلّا النفط والغاز.

 

9 – إنّ المقاومة الوحيدة التي انتصرت ولم تَحكُم، هي المقاومة في لبنان وخصوصاً «حزب الله».

 

10 – الحضور في مجلس النواب والحكومة هو لحماية ظهر المقاومة.

 

11 – إنّ المقاومة تحمي لبنان في ظلّ الانقسام وتحقّق إنجاز الحماية.

 

12 – المقاومة أقوى ممّا تتوقعون أو تتصوّرون وأقوى من أيّ وقت مضى.

 

هي دزينة مواقف تمثّل بالنسبة لـ»حزب الله» عناوين الاستراتيجية الدفاعية التي يدعو إليها الحزب والتي دعا إليها سابقاً رئيس الجمهورية. فالسيّد نصرالله يُعلن أنّ المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، دون أنْ يُحَدِّد إذا كان هذا الكلام موجّهاً للعدوّ الصهيوني أو للداخل اللبنانيّ. وقد أتى هذا الكلام بعد اتّهامه البعض في لبنان أنّه لا يعتبر إسرائيل عدوّاً، وأنّ المقاومة لا تبحث عن إجماع داخلي، بل أكثر، فهي لا يُضيرها الانقسام عليها وهي مستمرة بدون استئذان!!!

 

كلّ هذا يعني بالنسبة إلى «حزب الله» أنّه لا يُعير اهتماماً ولا يُقيم وزناً لأيّ مكوّن لبنانيّ لا يُجاريه في استراتيجيته الموصولة والمربوطة بدولة يتفاخر الحزب أنّها مصدر تسليحه وتمويله وإلهامه، ويفتخر أنّ هناك مركز قراره الديني والفقهي والثقافي والعسكري وحقّ الإمرَة. وعندما يُكمِل السيّد نصرالله أنّ المقاومة هي ضمانة للثروة النفطيّة، فهو بذلك يتخطّى المعادلة الذهبيّة كما يسمّيها، أي «جيش وشعب ومقاومة».

 

فما يقوله وما يَقْصُدُه وما يُصِرّ عليه ويكرّره «حزب الله» على مختلف قياداته، وكذلك رئيس الجمهورية في أحاديثه وآخرها من روما والفاتيكان، وكذلك رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل في خطاباته ومقابلاته التلفزيونية، وكذلك باقي أتباعهم، من أنّ سلاح «حزب الله» يحمي الدولة اللبنانيّة والشعب اللبنانيّ، كلّ هذا يعني بنظرهم وبدون أيّ لبس، أن لا حاجة للجيش اللبنانيّ وربّما لا حاجة للقوى العسكريّة والامنيّة الأخرى لحماية الوطن، فالمقاومة هي التي تحمي وتبني ولذلك فهي لم تَخْتَر شعارها الانتخابي، نحمي ونبني، عن عَبَث.

 

وفي ظلّ الانهيار الاقتصادي والمالي المُريع الذي نَتَجَ عن نهب خزينة الدولة بالمباشر عن طريق الصفقات والسمسرات والهندسات الماليّة، او عن طريق تهريب كلّ ما هو مدعوم من مصرف لبنان، يعني من جيب المواطن، كالمحروقات والطحين والدواء والغذاء الى سوريا وغيرها، لا يجد السيّد نصرالله حلّاً إلّا بالنفط والغاز، وكأنّ ما حصل قد حصل وعفا الله عمّا مضى، فلا محاسبة ولا حساب ولا استرجاع للأموال المهدورة ولا تدقيق جنائي ولا من يحزنون.

 

ويُخَيّرنا السيّد نصرالله بين لبنان القويّ والغنيّ بحماية «حزب الله» والمحور الذي يضمّ دول المواجهة أي إيران وسوريا والعراق واليمن وفنزويلا، والكلّ شاهد على غِنَاها!! وبين لبنان الضعيف والمتسوّل الذي يسعى اليه باقي اللبنانيّين الذين يتوقون للعودة الى كنف الدول العربية والخليجيّة والاوروبيّة والأميركيّة مع كلّ ما يستتبع ذلك من انفتاح وازدهار.

 

أمّا المفارقة المُلفتة فهي في تأكيد السيّد نصرالله أنّ المقاومة التي انتصرت في لبنان لا تحكُم، وأنّ حضور «حزب الله» في مجلس النواب والحكومة هو فقط لحماية ظهر المقاومة. ما يعني أنّ «حزب الله» الذي يقول إنّه يحمي لبنان، هو مَنْ يطلب الحماية من خلال دخوله الى البرلمان والى مجلس الوزراء.

 

بمعنى آخر، فإنّ «حزب الله» يأخذ من الدولة اللبنانيّة متراساً او رهينة للدفاع عن بقائه وعن استمرار دوره في تنفيذ أجندات يرسمها ويضعها بنفسه ضارباً عرض الحائط بتطلعات وأحلام باقي اللبنانيّين.

 

خلاصة الاستراتيجية الذهبيّة لـ»حزب الله» وحلفائه:

 

– الجيش لزوم ما لا يلزم.

 

– الشعب متراس ورهينة لحماية المقاومة.

 

– المقاومة تحمي الدولة طالما إسرائيل على قيد الحياة.

 

نترك لممثّلي الأمّة الجُدُد اتخاذ الموقف المناسب من هذه الاستراتيجيّة.

 

أخشى أنّ معظمهم قد بلعوا أَلسِنَتَهم.

 

الشعب يعرف الدواء،

 

الدستور والحياد،

 

إستفتوه.