IMLebanon

نصرالله ونقص “الداتا”

 

 

أن لا يملك شخص عادي «داتا» كافية في موضوع ما، فهذا ليس عيباً كبيراً، أما أن يكون الشخص قيادياً تنقصه الداتا، فهذا شأنٌ مستغرب يثير أكثر من علامة استفهام حول آلية اتخاذ القرار في ظل «داتا» غير مكتمِلة؟

 

الداعي إلى هذه الملاحظة، خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي تحدث فيه عن الباخرة والغاز.

 

يقول الأمين العام لـ»حزب الله» في خطابه: «يجب على ‏الشركة اليونانية أن تعلم، على أصحابها وإداراتها أن يعلموا ‏أنهم شركاء في الإعتداء الذي يحصل الآن على لبنان، وهذا له تبعات، وأن عليها أن تسحب السفينة ‏سريعاً وفوراً وأن لا تتورط في هذا العدوان على لبنان وفي هذا الاستفزاز للبنان».

 

لم يمرّ هذا الكلام على خير، وكاد يتسبب بأزمة ديبلوماسية بين لبنان واليونان: أثينا استدعت القائمة بالأعمال اللبنانية في اليونان لإبلاغها احتجاجاً على كلام نصرالله وإعلامها أن السفينة «انرجان باور» ليست يونانية، وغير مملوكة من الدولة، وهي تمثل مجموعة شركات دولية ومن ضمنها يوجد بعض حمَلة الأسهم من رجال الأعمال اليونانيين، لكنهم يشكلون الأقلية.

 

أظهرت هذه الواقعة أن نصرالله يملك «داتا» خاطئة ومنقوصة، فكيف كاد يورِّط لبنان في مسألة مبنية على «داتا» غير صحيحة؟

 

هذه الإشكالية ظهرت إلى العلن فاستحوذت على الاهتمام، ولكن ماذا عن الإشكاليات المتعددة التي لا تظهر إلى العلن؟

 

السؤال هنا: هل يملك «حزب الله» كل «داتا» الملفات التي يتعاطى بها؟ ماذا عن «داتا» المخدِّرات التي باتت تشكِّل عبئاً كبيراً على بيئته سواء في الضاحية أو في البقاع؟ يُخشى أن مجتمعه لم يعد «بيئة حاضنة» له بل أصبح عبئاً عليه، لكن المعضلة أنه ليس قادراً على الخروج منه أو رفع المظلة عنه.

 

معضلة «حزب الله» اليوم أنه يأخذ الطائفة الشيعية الكريمة بمثابة «جيش له»، فماذا سيفعل في «زمن التسويات»؟ هل يبقيها رهينة بين يديه؟

 

هذه هي المعضلة الحقيقية التي لا يفككها مئة ألف صاروخ التي ستتحوَّل من فائض قوة إلى فائض عبء.