IMLebanon

حسن نصرالله وقاتل رفيق الحريري  

 

يطلّ أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليخطب في اللبنانيين في الذكرى الثانية على مقتل مصطفى بدر الدّين المتهم الرئيس في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبدر الدّين صاحب ملفّ “مثخن” بجرائم التفجير الإرهابيّة منذ العام 1983 والعمليّات الإرهابيّة الضخمة التي نفذها في الكويت وحكم عليه فيها بالإعدام، ومع هذا لم ينفّذ فيه هذا الحكم، فبعد سنوات ثمانٍ مع اجتياح صدام حسين للكويت سيفجّر “الشّبح” باب الزنزانة ويغادرها مع رفيقه يوسف الموسوي حيث كانت بانتظارهما سيّارة بلوحة ديبلوماسيّة هرّبته، عادة يكون الإرهابيّون بسبعة أرواح، روحه الأخيرة خرجت في 13 أيار العام 2016 في دمشق عندما قتل في ظروف ما زالت غامضة، وكان يدخّن النّرجيلة!

 

“الشّبح” كان يُدخّن النرجيلة وأصابته شظيّة في رقبته، لا مات في ميدان ولا مات في اغتيال، “مات وهو يُدخّن النارجيلة”، سبحان ربِّ العزّة “وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ”… “إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”، صدق الله العظيم… بعض النّاس تشعر كأنهم ماتوا بالأمس بالرّغم من مرور سنوات على وفاتهم، وبعضهم تشعر كأنّهم ماتوا منذ عشرين عاماً بالرّغم من مرور سنتين على وفاتهم، مصطفى بدر الدّين من هذا النوع الثاني، وعندما نعاه حزب إيران التي كان بدر الدين ينفّذ أجندتها في تفجيرات الكويت، لم يذكر الحزب في CV تاريخه أيّ نشاط  قبل العام 1982 عند بدء نشاطه مع حزب الله، لكأنّ بدر الدّين جاء من الفراغ إلى حزب الله، مع أنّه قبل انتقاله إلى صفوف ميليشيا جديدة صاعدة هي”حركة أمل الإسلاميّة” عمل في صفوف فرقة أمن الـ 17 في ميليشيا منظمة فتح…

قيل قبل عامين أنّ “الشّبح الإيراني” بحسب ما نقلته صحيفة لبنانية هو”قتيل الصدفة” ونقلت عن جهات اطلعت على مقتله أنّه كان يتحضّر للنوم في مركز للحزب يقع في محيط مطار دمشق الدولي، كان يستريح ويدخّن النرجيلة، واستهدف مسلحون من المعارضة المركز بقذيفة صاروخية أدّت الى انهيار جدار من الغرفة التي كان فيها وأصيب بشظيّة في رقبته من دون تضرر باقي اعضاء جسمه وتوفي على الفور وأصيب مرافقيه بجروح طفيفة، وأنّه قتل من طريق المصادفة”…

يحيط حزب الله مقتل قاتل الرئيس رفيق الحريري بصمت، اكتفى باتهام اسرائيل بقتله من دون تفاصيل، ويطمس حزب الله تاريخ مصطفى بدر الدّين مع المنظمة الفلسطينيّة عن تصميم وإصرار وتعمّد، فأهل الجنوب الذين ذاقوا الأمّرين من انتهاك الميليشيات الفلسطينية لأرضهم وعرضهم، لن يبتلعوا سهولة انتقال جهاد مغنيّة ومصطفى بدر الدّين إلى الجانب الإيراني، منعاً لشُبهة نقل البندقيّة من كتف إلى كتف، ولأنّ الميليشيات الفلسطينية لم تكن يوماً في أرض لبنان على طريق القدس، بل كانت طريقها تمر في القرى الجنوب وفي جونية وفي الفاكهاني مقرّ الفرقة التي خدم فيها “الشبح” و”الثعلب”!!

غالباً يستشهد حزب الله بكلام العدوّ للتدليل على صدق ما يقوله الحزب، في الخامس من أيار الجاري اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حزب الله بقتل رئيس الأركان فيه بعد أخذه تعليمات من ايران.

ونشر أدرعي صورة لمطار دمشق الدولي، وكتب تحتها “هنا في مطار دمشق قتل حزب الله بتعليمات مباشرة من أمينه العام وأسياده الإيرانيين في فيلق القدس رئيس أركانه مصطفى بدر الدين” وتساءل “متى ستكون لكم الجرأة للبوح بالحقيقة؟” وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت قد اتهم قادة في حزب الله اللبناني بالمسؤولية عن مقتل القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين، في شهر آذار من العام  الماضي، مشيرا إلى أن ما يذاع حول ملابسات مقتل بدر الدين ينسجم مع المعلومات التي تمتلكها إسرائيل بهذا الخصوص، ويثبت “عمق الأزمة التي تواجه حزب الله وحجم وحشيته”.

كائناً من كان من قتل مصطفى بدر الدين ثمة قاعدة إلهية مؤكدة بأنّ “القاتل يقتل ولو بعد حين”، ومهما احتفل حزب الله بالذكريات السنوية لمقتل بدر الدّين ومهما كان ما سيقوله أمين عام حزب الله يوم الاثنين المقبل عن مصطفى بدر الدين، هذا لن يغيّر شيئاً في حقيقة أنّه إرهابي كبير ومتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هذا إن لم يكن العقل المدبّر والمنفّذ لها!