بعد خطأه الأوّل الذّي ارتكبه عام 2010 مستنداً إلى معلومات خاطئة زوّده بها مسؤوله الإعلامي أعاد أمين عام حزب الله الكرّة بالأمس مرتكباً خطأ أفظع لأنّ مجموعته الإعلاميّة التي تعدّ له خطاباته وفقراته ويبدو أن لا تنسيق بينها ولم تسمع أبداً بمسمّى fake news فقدّموا لـ “سيّدهم” معلومات fake قوّلت الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وقدّموها له ليردّدها علينا من دون أن يتأكّد من صحّتها ودقّتها مع أنّ الحديث النبويّ الشّريف يقول «لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين»! “سيّد حسن” يبدو أنّ جماعة الإعلام عندك لا يعملون شغلهم كما يجب بل يشتغلون على الطّريقة المهذّبة copy /paste وعلى الطّريقة اللبنانيّة “بزّق ولزّق”، عيب يعملوا فيك هذا الضّرب مرّتين، لو كانوا يخافون على هيبتك وشيبتك و“صدقك ومصداقيّتك” لكلّفوا خاطرهم عناء البحث عمّا إذا كان هذا الكلام صحيحا “ولوْ.. كيف مرقت عليك”!! وحتّى لا تقع للمرّة الثّالثة في ذلك الجحر، أخبرهم من فضلك، أنّ هناك شيئاً إسمه خدمة تقصّي صحّة الأخبار وباللّغة العربيّة لأنّهم قد لا يجيدون إلا اللغتين الفارسيّة والعبريّة، لكان أرشدهم التفتيش باستخدام كلمات مفتاح باللغة الانكليزيّة مثل “Obama Speech Stanford” وكانوا وصلوا إلى النسخة الكاملة من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركيّ السابق في جامعة ستانفورد،وكانوا سيكتشفون أنّ وكالة فرانس برس سبق ودقّقت في هذا المحتوى الـ fake ونشرت الخبر اليقين فيه يوم الأربعاء 8 حزيران عام 2022 الساعة 15:32، بعد تداول مقطع فيديو مجتزأ ومحرّف من محاضرة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
الفيديو مقتطع وأوباما لم يكن يتحدّث خلاله عن خطط أميركية للتأثير على الرأي العام كما أعدت علينا بالأمس الكلام الكاذب المنسوب إلى أوباما ـ بصرف النّظر عن أنّ أوباما كذّاب كبير ـ وزيادة في معلوماتك “يظهر الفيديو الـ fake أوباما وهو يلقي كلمة أرفقت بما قيل إنّها ترجمة لمضمونها بعض مما جاء فيها هو ما قلته لنا بعضمة لسانك “المفترض أنّه لا يقول إلا الصّدق، ولكنّهم أعطوك معلومات مزيّفة مع أنّ ابنك الشّاعر جواد نصر الله “شغّال” ليل نهار على مواقع التّواصل الإجتماعي، أنت أولى بالاستفادة من مهارته ليتأكّد لك من صحّة ما يعطونك من معلومات لتخطب بها في النّاس، فليس كلّ النّاس يقول “آمين” لكلّ ما يسمعونه منك!!
سيّد حسن”، أعرف أنّك لا تتقن من اللّغات إلا الفارسيّة والعربيّة، ولكن يمكنك العثور على نصّ خطاب باراك أوباما كاملاً على مدوّنة أوباما الشخصيّة في موقع ميديوم وقد بثّ الخطاب مباشرة على قناة “cnbc” الأميركيّة،لا يجوز أن تقول للنّاس معلومات مضلّلة بيضحكوا علينا الخلجان والأميركان كمان، لأنّ أوباما كان يتحدّث في الحقيقة عن استغلال الأنظمة الاستبداديّة والقادة الأقوياء في بلدان مثل الصين والمجر والفيليبين لمواقع التواصل الاجتماعي، وقال “وبالطبع استخدم المستبدّون مثل بوتين هذه المنصّات كسلاح استراتيجيّ ضدّ الدول الديموقراطيّة التي يعتبرها تهديداً له. إنّ أشخاصاً مثل بوتين وستيف بانون (مستشار ترامب السابق) يعلمون، في هذا الصدد، أنّه ليس من الضروريّ أنّ يصدّق الناس هذه المعلومة لإضعاف المؤسسات الديموقراطيّة، ما عليك إلا إغراق المساحة العامّة” بالهراء… وأضاف أوباما في شرح ما يراه خطّة الأنظمة الاستبدادية “عليك فقط أن تطرح أسئلة كافية، وتنشر ما يكفي من الأوساخ، وتزرع ما يكفي من نظريات المؤامرة حتى لا يعرف المواطنون بعد الآن ماذا يصدّقون، وبمجرّد أن يفقدوا الثقة في قادتهم، وفي وسائل الإعلام التقليديّة، وفي المؤسسات السياسية، وفي بعضهم البعض، وفي إمكانية وجود حقيقة، تكون اللعبة قد نجحت”.
بعد هذا الخطأ الكبير قل لنا كيف ستصدّق أميركا تهديدك لها بأنّه “إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كلّ المنطقة وفي مقدمتها ربيبتكم “إسرائيل”، “سيّد حسن” هل عن جدّ أنت مصدّق أنّنا صدّقنا بالأمس إصرارك على أنّ الملف الرئاسي استحقاق داخلي وما يحصل في لبنان سببه الضغوط الأميركية وليست ضغوط حزبك وسلاحه ومن ورائكم إيران، عن جدّ حرام؟!
* في تشرين الثاني عام 2010، اقتبس الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله من رسالة لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الى ريمون إدّه، رداً على كتاب مفتوح وجهه الأخير إلى الأول عبر جريدة النهار عام 1976. لكن لم يمرّ وقت طويل حتى تبيّن أن “رسالة كيسنجر” كانت “مُتخيّلة” وكتبها صحافي لبناني هو الزميل سليم نصّار في مجلة “الحوادث”، قبل أن تتناقلها مخيلة المؤامرات العربية منذ ذلك الحين على أنها اعتراف بصحة محتوياتها.