IMLebanon

خطاب نصرالله : رسالة مزدوجة للعدو وواشنطن عشيّة جولة بلينكن وزيارة هوكشتاين الرسائل الأمنيّة “الإسرائيليّة” والأميركيّة تهدّد بانزلاق المنطقة نحو الانفجار الكبير 

 

 

صحيح ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالامس، هو امتداد لمسار خطاباته بعد اندلاع حرب غزة وفتح جبهة لبنان العدو الاسرائيلي، لكنه حمل مضامين مهمة تحاكي التطورات المتسارعة الاخيرة .

 

ويتميز الخطاب بانه وضع النقاط على الحروف، اذا اراد العدو شن حرب على لبنان. فالخيارات المفتوحة، التي تحدث عنها في خطابه الاول بعد اندلاع حرب غزة والمواجهات على جبهة الجنوب اللبناني، اصبحت معلنة ” اذا فكر العدو في شن حرب على لبنان، عندئذ فان قتالنا سيكون من دون سقوف وضوابط”.

 

ولعل هذه الجملة هي الرسالة الابلغ من بين الرسائل العديدة التي تضمنها خطاب السيد نصرالله، وهي لا تحتاج الى تفسير او تحليل، بقدر ما تعبر بكل حزم عن ان حزب الله جاهز لمثل هذه الحرب، وواثق من قدراته على خوضها من دون تردد .

 

وفي تقدير مصدر سياسي ان اهمية هذا الكلام انه جاء بعد جريمة اغتيال العدو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية من بيروت، لان هذا الاعتداء الاسرائيلي شكل خرقا كبيرا لقواعد الاشتباك، الى حدود خطر احتمال توسع او اندلاع حرب مفتوحة وواسعة مع لبنان .

 

ووفقا للمصدر، فان رسالة السيد نصرالله موجهة للعدو الاسرائيلي اولا وللادارة الاميركية ثانيا. فالاميركي الذي يتحرك تحت عنوان نزع فتيل الانفجار على جبهة لبنان، هو نفسه الذي يشجع القادة الصهاينة وفي مقدمهم نتنياهو، على التمادي في حرب الابادة للشعب الفلسطيني في غزة، وعلى ما يرتكبه من استهدافات واغتيالات ضد رموز قادة المقاومة .

 

وبرأي المصدر ان “الاسرائيلي” والاميركي يدركان جيدا معنى كلام السيد نصرالله، مشيرا الى ان اهمية الرسالة ايضا انها تأتي عشية الجولة الجديدة لوزير الخارجية الاميركية بلينكن في المنطقة وزيارته للكيان “الاسرائيلي”، وكذلك زيارة الموفد الاميركي هوكشتاين لـ “تل ابيب”، قبل ان يزور بيروت في وقت لاحق، تحت عنوان نزع فتيل الانفجار على جبهة لبنان .

 

ورغم محاولة القيادتين السياسية والعسكرية للعدو التقليل من التعليق على خطاب السيد نصرالله الا ان التقارير “الاسرائيلية” ووسائل الاعلام عكست حالة الترقب الشديد التي سادت في الكيان “الاسرائيلي” قبل الخطاب، وكيف تابعه المسؤولون الصهاينة مباشرة وبدقة . وترافق ذلك مع اجراءات عسكرية وامنية كبيرة ليس في المناطق الحدودية مع لبنان فحسب، بل ايضا في عمق كيان العدو وفي المدن الكبرى مثل حيفا، حيث ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان سلطات المدينة امرت بفتح الملاجىء تحسبا لاي رد من حزب الله .

 

وفي هذا الاطار، يقول المصدر السياسي انه لم يكن مفاجئا ان يعلن السيد نصرالله عن عزم الحزب بالرد على جريمة الضاحية الجنوبية بقوله ” ما حصل في الضاحية خطر جدا، والجريمة لن تبقى من دون رد وعقاب، وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي”. وبرأي المصدر انه من خلال هذه العبارة، يمكن ان يكون الرد بعملية عسكرية مميزة في اطار المواجهة الميدانية، او بعملية امنية وعسكرية دقيقة ضد هدف يوازي حجم الجريمة والاعتداء على الضاحية الجنوبية، وان الرد لن يتأخر .

 

وتؤشر التطورات المتسارعة الاخيرة الى ان خطر الانزلاق الى حرب اوسع في المنطقة ارتفع نسبيا، منذ اغتيال القيادي في الحرس الثوري الايراني رضى موسوي في دمشق، ثم اغتيال العاروري ورفاقه في بيروت، وبعدها التفجيرات في ايران بذكرى اغتيال قاسم سليماني، وامس اغتيال احد قادة الحشد الشعبي في العراق .

 

واذا كانت المواقف والمعطيات لا تؤشر حتى الآن الى اندلاع حرب اقليمية، الا ان الحرب الامنية التي نشهدها مؤخرا بموازاة ارتفاع وتيرة التوتر في المنطقة تنذر بانفجار كبير .

 

ووفقا لمصدر نيابي، فان الادارة الاميركية تمارس لغة مزدوجة، فهي تقول انها تعمل على عدم توسع حرب غزة، وتنخرط في الوقت نفسه مباشرة في مشاركة العدو الاسرائيلي في هذه الحرب الامنية، وتشجعه على التمادي في حرب الابادة للشعب الفلسطيني، وفي استهداف رموز المقاومة والقادة العسكريين في محور المقاومة، عدا  استهدافها المباشر لدول وقوى المحور.

 

وبرأي المصدر ان ما تقوم به الولايات المتحدة يساعد على زيادة التوتر في المنطقة، لافتا الى ان تسخين الجبهات من باب المندب الى طهران يزيد من نسبة الانفجار الكبير . ويشير في هذا المجال الى التقرير الذي اوردته صحيفة “نيويورك تايمز” وما ورد على لسان القائد السابق ل “الناتو” جيمس ستافريديس، بان نسبة خطر اندلاع حرب اقليمية ارتفعت من ١٥ في المئة الى ٣٥ في المئة.