انتهى البلد.. بالأمس تداول اللبنانيّون عبر تطبيق واتس أب قصيدة الأديب والشّاعر أحمد علي الزّين “مبروك عليك البلاد” التي خاطب فيها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في آب العام 2020، تداولها اللبنانيّون مجدداً ناعين بها لبنان الذي أصبح كما وصفه أحمد علي الزّين في قصيدته:
“مبروك عليك البلاد
فزت بها كاملة، من أولها إلى آخرها، بالحرب والسلم،
بالعسف والخطف والنسف والنهب والسطو،
والاغتيال،
وكلّه مدرج في باب الاجتهاد ومشتقاته.
مبروك عليك البلاد
بدل أن تكبر في زمانك،
صغرت بين يديك!
صارت كرة، تتقاذفها، تارة بين لبنان ودمشق، وتارة بين اليمن وبغداد، وكثيرًا ما أصابت البيوت في بيروت، فتشظّى قلبي، ولبس أهلي السواد،
يبدو أيّها الرجل،
أنك مغرم بالحداد
فمبروك عليك البلاد”.
في 14 حزيران 2020 كتبنا في هذا الهامش وتحت هذا العنوان (مئويّة نهاية لبنان) كتبنا مستيقنين أننا على حافة نهاية لبنان، وعن يقين نقول إنّنا اليوم سنشهد سقوط لبنان في الشّارع: “لن يرتدع حزب الله عمّا يقوم به والأسباب لا يجب أن يختلف عليها اثنان من اللبنانيّين، فالحزب الّذي أرسل آلاف الشباب الشيعة اللبنانيّين ليموتوا وتراق دماؤهم دفاعاً عن نظام بائس قاتلٍ مجرم، الحزب الّذي ضحّى بهذه الأرواح والأَعْمار لن يجد حرجاً في تبديد أموال اللبنانيّين وجنى أعمارهم وتعب غربتهم من أجل محاولة إنقاذ نظام بشّار الأسد مجدّداً، وكلّ ما سوى ذلك أكاذيب وتقيّة يمارسها الحزب بوقاحة شديدة على بيئته الحاضنة وجمهوره “الغاشي” وكأنّ لحظة المجاعة لن تضرب هذا الجمهور كما تضرب كافّة اللبنانيّين؟! نحن على حافّة نهاية الكيان اللبناني في ذكرى مئويّته الأولى بسبب إحدى الطوائف التي تختطفه، وما يحدث أخطر بكثير مما كنّا نتصوّر، الناس فقدت قدرتها على الاحتمال، ووسط هذا المشهد السوداويّ يظلّ السّبب الحقيقيّ الذي أوصل لبنان إلى هذا الحال المأسويّة هو حزب الله وسلاحه وأجندته الإيرانية.
ومهما سيكون الشّكل الذي سيستمرّ لبنان عليه، الأكيد أنّه لن يكون لبنان حزب الله ولا إيران ولا النّظام السّوري، نسأل الله أن يلطف بنا وبوطننا الذّاهب إلى مجهولٍ قاتم السّواد بعدما أنهكته الاحتلالات المتوالية انتهاء بالاحتلال الإيراني الذي أريد لنا دائماً أن نصدّق أنّه “صديق” للبنان و”للعرب” أيضاً!! من المؤسف أنّه لا بدّ لنا من القول إنّ الذين يديرون أمور اللبنانيين “مافيا” مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد وانهياره التامّ، والحقّ يقال إنّه لا حلّ ولا أمل للبنان إلا بالانهيار!”.
اليوم يبدأ حرب التخويف استعداداً لتغيير الديموغرافيا سنكون أمام لبنانات مريضة تبكي على نفسها، مطاردة تهرب تحت وطأة الشارع ستستنفر الطّوائف.. الحرب لا تحتاج إلا سبباً لاندلاعها، وستندلع، بشكل أو بآخر، وستندلع بفضل حسن نصرالله وحزب الله.. لله درّ الشاعر أحمد علي الزين اختصر منذ عام ما احتاج اللبنانيّون إلى عامٍ آخر لتصديقه…
“ماذا أقول لك؟ مبروك عليك البلاد؟
من بقي فيها صار متسولاً أو منتحرًا أو متهمًا،
وهذا الذي لا ملامح له “صاحب السراي الكبير”، الذي احتلّه أخيراً، نتيجة عطب بليغ في التاريخ، والذي لا يعرف أن أحدا ليس أكبر من بلده، ولم ينتبه أنه صَغُر أكثر في أيامه، الذي سُميَّ قبل مائة من السنين، لبنان الكبير .
وذلك المُشفق عليه الجالس في القصر العالي، يبدو لا يبالي، أو يبدو، لم يرسلوا إليه التقرير الأخير:
أن علينا وعليه وعلى الوطن السلام”…