IMLebanon

هل بدأت المخاوف تتحقق؟

وبدأت معالم الإهتراء والتحلُّل تظهر في جسم الدولة اللبنانية:

طاولات بالجملة تنهار في أسبوع واحد:

طاولة الحوار.

وطاولة مجلس النواب.

وطاولة مجلس الوزراء.

***

طاولة الحوار فقدت وظيفتها التي كانت محددة بالتهدئة، فالوضع بات معقداً إلى درجة لم تعد تنفع معه المهدِّئات، والأرانب التي كان الرئيس نبيه بري يُخرجها من أكمامه استُنفِدَت بالكامل، فمهما حاولت هذه الطاولة إبتكار مواضيع جانبية، فإن الموضوع الأهم المتمثل في منافسة العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجيه، على رئاسة الجمهورية، من شأنه أن يقضي على كل أمل بخروج هذه الطاولة من النفق.

إذاً طاولة الحوار غير قادرة على التوصل إلى توافق حول موضوع الرئاسة التي حين تنضج طبختها لا يعود هناك لزوم لها، وهكذا تكون سقطت بالضربة القاضية.

***

طاولة مجلس النواب فقدت بدورها رونقها ووظيفتها، فبعد أربعة وأربعين جلسة، غير مجدية وغير موفقة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ماذا يؤمَل من هذه الطاولة بعد؟

وبالمناسبة فإنه مجلس الأعوام الثمانية أي مجلس الولايتين، من دون أن يحقق أي خرق على مستوى رئاسة الجمهورية، حتى أنَّه المجلس الأقل إنتاجية في تاريخ المجالس النيابية.

***

أما طاولة مجلس الوزراء فانفجرت بمَن فيها ومَن عليها، فهل نعود إلى المراسيم الجوَّالة؟

أو هل تكون الإستقالة وتصريف الأعمال من المنازل هي الحل؟

وهل تؤدي هذه الإستقالة إلى وقف قرارات مليارات الليرات؟

***

إنَّ المعضلة الحقيقية تتمثَّل ليس فقط في فشل هذه الطاولات الثلاث، بل في عدم وجود أي بديل كآلية حكم أو معالجة للأوضاع في البلد! فهل هي مصادفة أنَّ المؤسسات تتساقط تباعاً؟

والأخطر من كل ذلك أنَّ الإنهيار لا يقتصر فقط على المؤسسات الرسمية، بل إنَّ تسونامي الإنهيار يضرب أيضاً المؤسسات الخاصة، فعملياً ليس هناك من فوارق كبيرة بين هذين النوعين من المؤسسات بمعنى أنّه حين يبدأ النوع الأول بالسقوط يكون النوع الثاني على شفير السقوط، مع فارق وحيد هو أنَّ المؤسسات الخاصة تعرف كيف تحصِّن نفسها ولو بالحد الأدنى.

***

إذاً الصورة غير مشرقة وغير مريحة على الإطلاق، فكيف يمكن مقاربة الأمور والأزمات والمعضلات بعد هذا الإنهيار القريب من الإنهيار الشامل؟

المشكلة أنَّ لا أحد يملك إجابة عن هذه الأسئلة، وفي الأساس لم يعد أحدٌ موجوداً ليُقدِّم الإجابة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، كيف الخروج من مأزق النفايات التي تخنق اللبنانيين؟

ماذا عن الصراعات التي تخصها والتي يبدو أنَّ لا مخرج منها؟

تكفي أزمة النفايات للقول إنَّ بلداً لا يستطيع معالجة نفاياته، كيف يمكن له أن يعيد بناء مؤسساته؟

لا بدَّ لليل أن ينجلي.