IMLebanon

لم يبلغوا بعد سنّ الرشد ؟!!

 

بعد زيارة قام بها الى القصر الجمهوري والاجتماع الى رئيس الجمهورية ميشال عون، صرّح الرئيس المكلف سعد الحريري، متفائلاً، بأن الجميع يريد تشكيل الحكومة بسرعة، ولم يبق سوى عقدة واحدة، اجتهد الاعلام مستنتجاً انها عقدة الوزير السنّي المعارض، ولم يأت احد على عقدة اعادة النظر ببعض الحقائب التي اثارت جدلاً واسعاً، وقياساً على عدم جدّية المعنيين بتشكيل الحكومة، لا شيء يحول دون إنبات عقدة الحقائب مجدداً، والغرق مرة اخرى في فترة «تأخير اضافية، لا يدفع ثمـنها سوى الشعب اللبـناني.

 

محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، صرّح من بكركي ان التشكيل اصبح قريباً، في حين ان وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقاء طويل مع الحريري، امتلأت في خلاله البطون، لم يصدر عنه سوى «بشرى» للبنانيين عن تفاهمه مع الحريري على «استكمال الاتصالات»، بما يعني ان طبخة التشكيل لم تنضج بعد، و«الوقت قدامنا».

 

رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، يرى ان المشكلة في لبنان، والتي تعوق العديد من الاستحقاقات، هي النظام الطائفي «المطعّم» بالمذهبية، ولا حلّ لهذه المشاكل سوى بقيام الدولة المدنية، وهذه «نغمة» سمعها اللبنانيون عشرات المرات، وكانت تنطفئ سريعاً، وتعقيباً على هذا الطرح، من المفيد استعادة شعار كان يطلقه الرئيس الراحل الياس الهراوي عندما كان يُسأل عن اسباب أخذ رأي الوصاية السورية في كل شاردة وواردة، حيث كان يجيب «لأن اللبنانيين لم يبلغوا بعد سن الرشد». ونسأل الرئيس برّي، هل بلغ اللبنانيون، بمن فيهم اهل الحكم والسياسيون، سن الرشد ليأخذوا هذه القفزة العملاقة؟ واذا كان الجواب بالايجاب، لماذا لا تطرح على طاولة الحوار في بعبدا، مواضيع عدة خلافية تقسم اللبنانيين، مثل الدولة المدنية، والغاء المحاكم الطائفية، واللامركزية الادارية الموسعة، والنظام الفدرالي وغيرها من المواضيع التي تتطلب جرأة في الحوار والنقاش.

 

* * * * *

 

اعود مجدداً الى اقتراح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتفعيل الحـكومة المستقيلة، وعقد جلسات لمجلس الوزراء، ودراسة واقرار القضايا الملحّة ذات المصلحة العامة، في حـال استمرّ تعطيل تشكيل الحكومة، درءاً للأخطار المحدقة بلبنان وشعبه، وكان لافتاً أمس تصريح النائب هاني قبيسي عضو كتلة التنمية والتحرير التي يـرأسها نبيه برّي، ان الحكومة قد تنعقد قريبـاً لدرس واقرار موازنة العام 2019، وفقاً – وهذا المهمّ – لاجتهاد قانوني ودستوري صدر في العام 1969، على اعتبار ان الموازنة هي العمود الفقري لمطلق دولة، وهي أهمّ الضرورات التي تبيح المحـظورات، ومؤتمـر «سـيـدر» من هـذه الضـرورات وكذلك الاقتصاد، والعملة الوطنية والبطالة المخيفة.

 

خطوة قد تزيح ملاك الموت عن لبنان.