IMLebanon

هل بردت همّة الروسي؟  

 

لم يسبق أن لقي قرار إقليمي / عالمي على مستوى رفيع ترحاباً وتجاوباً واستعداداً للتعاون، كما لقيت المبادرة الروسية حول خطة عودة النازحين السوريين الى بلدهم… فالتجاوب كان شبه عام إن لم يكن عاماً من الدول المعنية بالنازحين مباشرة ومن غير المعنية.

 

لبنان كان أوّل المبادرين الى ملاقاة المبادرة الروسية. الرئيس سعد الحريري كان خارج لبنان فتلقف المسألة بإعلان تأييد لبنان خطة موسكو مشفوعاً بالإستعداد للتعاون من أجل تنفيذها، في ما يعنيه. ولبنان يعنيه الكثير في هذه «القضية». الرئيس العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل لم يكونوا أقل حماسة، واللافت أنّ الأطراف اللبنانية الداخلية بدورها، وبالرغم ممّا بينها من خلافات على كل كبيرة وصغيرة، رحبّت وبحماسة أيضاً.

أما على الصعيد الخارجي (العربي والإقليمي والدولي) فلم يكن التأييد بأقل حماسة. سواء في الدول المعنية مباشرة مثل «دول الطوق»: الأردن والعراق وتركيا وإيران إضافة الى لبنان، والمجموعات العربية كلها. والإتحاد الأوروبي وبعض دوله هي أيضاً معنية مباشرة: ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وكندا على سبيل المثال لا الحصر (وهي البلدان التي إستقبلت نازحين سوريين بنسب مختلفة).

وحدها الولايات المتحدة الأميركية لم يبد منها أي موقف عريض من الخطة الروسية. يحدث هذا في وقت أعلنت روسيا، بلسان رئيسها فلاديمير بوتين ووزير خارجيتها وسائر المسؤولين المعنيين أنّ مبادرتها تتم بالتفاهم مع الجانب الأميركي.

صمت أميركي مطبق، وكأنّ واشنطن غير معنية بهذه المسألة الحسّاسة. أو كأنها لم تكن على علم بها. أما الجانب الروسي فواصل مساعيه الحثيثة حتى ما قبل بضعة أيام خلت: فلم نعد نسمع شيئاً عما آلت إليه مساعي وضع الخطة موضع التنفيذ: أين أصبح تشكيل اللجان؟ وهل تمّ وضع الآلية التنفيذية، أو الآليات باعتبار أن لكل بلد من البلدان المعنية له خصوصية ذاتية؟… فالتعامل مع الموضوع في بيروت غيره في عمان، وغيره في بغداد، وغيره في أنقره وفي طهران… هناك قرار واحد أحد يأخذه الحاكم. أمّا هنا فالقوم منقسمون بحدّة. ولا نرى بداً من التذكير بالمواقف المتضاربة من اللجنة التي شكلها حزب اللّه لمتابعة هذه العملية، ولا من التي قيل إن تكتل «لبنان القوي» شكلها للغاية ذاتها. مع تسجيل إجماع على الدور الذي يقوم به مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في هذا المجال.

ولكن الملاحظ أنّ الجانب الروسي خرج من دائرة الصخب والضجيج التي دخلها في الأيام الأولى للإعلان عن خطته لعودة النازحين…

فهل بردت الهمّة؟

أو هل لأن العمل بصمت أجدى؟

أو لأن ثمة تردداً سلبياً في الموقف الأميركي؟