بكل صراحة ووضوح يجب أن نتوقف عند ما قاله غبطة البطريرك بشارة الراعي في عظته أمس من بكركي…
كلام جدّي ومسؤول وواضح، إذ أكد غبطته أنه علينا أن نعترف أننا فشلنا في الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية لذلك علينا أن نذهب فوراً الى إجراء الانتخابات على القانون القائم وهذا يعني على قانون 1960 الذي يحاول البعض وصفه بأنه كارثة والبعض الآخر يحذر ويفضل الشغور على إجراء الانتخابات على أساسه.
فعلاً علينا ولو لمرة واحدة أن نكون واقعيين، وهنا نتوقف عند قانون الــ60 لنسأل:
أولاً: أليْس أنّ قانون الــ60 هو الذي جاء بالرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد شغور دام 3 سنوات، وهنا نسأل: انتخاب رئيس أفضل أو البقاء من دون رئيس؟
ثانياً: انتخب المجلس الحالي الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية وبعد انتخابه جرى تكليف الرئيس سعد الحريري وشكلت حكومة جديدة وأصبح لدينا رئيس جديد للجمهورية ورئيس للحكومة وحكومة وذلك بشكل طبيعي قياساً الى ما كان يجري في السابق.
ثالثاً: يمكن القول إنّ الأمور استقامت بعد انتخاب رئيس للجمهورية ونيل رئيس الحكومة وحكومته الثقة وأصبح الوضع في لبنان شبه طبيعي.
إنطلاقاً من ذلك نعود الى قول رئيس المجلس إنّ أبغض الحلال هو إجراء انتخابات على قانون الــ60 ولكن لا بد من إجراء الانتخابات، وأعطيت فرصة للوصول الى اتفاق خلال شهر إذا أمكن.
وزير الداخلية الزميل الاستاذ نهاد المشنوق كان قبل انتهاء المهلة القانونية قد قدّم الى مجلس الوزراء مرسوم إجراء الانتخابات، والحكومة بدورها حولت الكتاب الى رئيس الجمهورية ولكن فخامته كان يرغب في أن يمارس ضغطاً على الجميع عسى ولعلّ أن يتوصلوا الى اتفاق حول قانون جديد، ولكن لا تجري الرياح كما تشتهي السفن لأنّ الاتفاق على قانون جديد يبدو أنّه صعب أو شبه مستحيل.
أمام هذا الواقع نرى أنّ غبطته قد فتح نافذة في الوضع المتأزم والمظلم كي يساعد على إجراء الانتخابات لأنه كما قال غبطته أفضل من التمديد.
وبالمناسبة فإنّ كلام مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في ذكرى الإسراء والمعراج حول الثوابت الثلاثة التي لا يجوز المس بها وهي:
1- العيش المشترك.
2- المؤسسات الدستورية.
3- أمن الجنوب وعدم التلاعب به، يعني أنه مع إجراء انتخابات بأي قانون متوفر أفضل من أنّ لا نجريها… وفي موضوع الجنوب نظن أنّ الرئيس سعد الحريري كفّى ووفّى في ذهابه لأوّل مرة في تاريخ لبنان الى الجنوب وتحديداً الى الناقورة ورمزيتها…
كلمة أخيرة نقولها للصديق الشيخ سامي الجميّل رئيس “حزب الكتائب” اننا نعرف أنّ المعارضة مربحة ولكن نلفت نظره الى أنها إن لم تكن قائمة على معلومات دقيقة فإنها تعود على صاحبها بالضرر، لذلك قوله إنّ الحكومة خلال 5 أشهر لم تعقد جلسة واحدة من أجل الاتفاق على قانون انتخابات ليس دقيقاً وهذا ينعكس على صدقيته.
عوني الكعكي