IMLebanon

قلّ كلمتك وامشِ

لا أدري لماذا تذكرت هذا العنوان الذي كان يعتمده المغفور له الصحافي الكبير الاستاذ كامل مروّة صاحب ورئيس تحرير جريدتي «الحياة» و«Daily star» التي كانت تصدر باللغة الانكليزية.

استعرت هذا العنوان عندما قرأت تصريحاً لرئيس الحكومة ورد فيه أنه أعطى رأيه في التحالف الذي أنشأته المملكة العربية السعودية وأعلنه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال الرئيس إنه مع هذا التحالف ومشى… وعندما يجتمع مجلس الوزراء سوف يعرض الموضوع عليه.

طبعاً هذا الكلام لم يعجب وزير خارجية «حزب الله» جبران باسيل فأعلن أنه يرفض هذا التحالف لأن أحداً لم يتباحث معه او يتصل به، ولم يكتفِ بأقواله، بل أصدر بياناً باسم وزارة الخارجية يعلن عدم موافقته على الانضمام الى هذا التحالف.

شيء طبيعي أن يقول الوزير جبران باسيل ما قاله لأنه يريد أن يرد الفضل للذي عينه وزيراً وهذا أضعف الإيمان.

على كل حال المشكلة ليست هنا، إنما المشكلة هي بالرفض الكبير من «حزب الله» وبشكل خاص إعلام «حزب الله» الذي جن جنونه وكأن لبنان أرسل قوات عسكرية جرارة لتحارب الارهاب.

يا جماعة منذ بداية الثورة السورية والجيش اللبناني يقف بالمرصاد لحماية الحدود اللبنانية – السورية، بالاذن من قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري الذي يطالب بفتح الحدود بين لبنان وسوريا والعراق… لذلك فنحن لسنا بحاجة لكي نعلن عن انضمام لبنان لهذا الحلف لأننا نمارس حقنا في الدفاع عن حدودنا من دون مساعدة أحد… لا بل المملكة العربية السعودية هي الدولة التي لها فضل في دعم الجيش اللبناني بـ3 مليارات دولار لشراء أسلحة، ثم أرسلت مليار دولار إضافياً للجيش وقوى الامن اللبنانية، بالاضافة الى مساعدة أميركية محدودة وبريطانية وغيرها من المساعدات الخجولة.

أهمية التحالف الذي أعلنه الامير محمد بن سلمان أن المملكة العربية السعودية وبعد انتظار طويل، أي منذ مجيء آية الله الخميني الى طهران بمشروع ولاية الفقيه (والحقيقة أن مشروع الخميني هو مشروع فتنة شيعية – سنية) منذ ذلك الحين والسعودية تحاول بالطرق الديبلوماسية وبطول البال استيعاب المؤامرة وتحاول أن تحل الأمور بالتي هي أحسن…

هكذا فعلت في البحرين ولم تتدخل إلاّ بعد تفاقم الأمور التي أصبحت خارجة عن سلطة الدولة في المنامة، فاضطرت وبعد سنوات من الانتظار الى التدخل لحل المشكلة وهكذا كان.

أما في اليمن وبعدما سيطر الحوثيون، بمساعدة الرئيس السابق الشاويش علي عبدالله صالح وجيشه على صنعاء العاصمة وانتقل الى عدن ليكمل سيطرته على كامل اليمن، اضطرت السعودية أن تأخذ قراراً تاريخياً بالتصدّي للمشروع الايراني عسكرياً بـ»عاصفة الحزم» فحررت عدن وعاد الرئيس المنتخب هادي اليها والقوات السعودية تساعد القوات اليمنية الشرعية لاستعادة سائر المناطق اليمنية… طبعاً يحاول بعض المعارضة أن يعتبر عودة مدينة عدن الى الشرعية هزيمة للمملكة العربية السعودية في اليمن… فليعتبروا ما يريدون، فالحقيقة واضحة للعيان.

أما اليوم فهذا القرار بإنشاء التحالف هو الرد الطبيعي على مشروع آية الله الخميني حول تشييع العالم الاسلامي وهي الخطوة التي كان يجب أن تكون قبل تمدد هذا المشروع وتركه ينمو… والمملكة تنتظر منذ العام 1980.

شكراً للمملكة على هذا القرار التاريخي الذي سيعيد الامور في العراق وسوريا ولبنان الى أهلها الحقيقيين وليس الى مشروع الفتنة.