قبل أيام، انتشرت عبر تطبيق «الواتساب» صورة لإحدى الفرق الأجنبية التي تستضيفها مهرجانات جونية الدولية الصيف المقبل. المُستغرب كان أنّ مكان الحفلة ليس ملعب فؤاد شهاب، كما درجت العادة، بل أحد مواقف السيارات التابع لكازينو لبنان، والواقع عقارياً في بلدة غزير. ترافق ذلك مع معلومات عن أنّ رئيس اتحاد بلديات كسروان ــ الفتوح، رئيس بلدية جونية جوان حبيش، رفض الموافقة على طلب استئجار ملعب فؤاد شهاب البلدي من قبل لجنة مهرجانات جونية الدولية ــ التي ترأسها زينة افرام، زوجة رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام.
قسمٌ رأى أنّ للأمر علاقة بتصفية حسابات بين حبيش وافرام، نتيجة الخلافات بينهما التي تعود إلى عام 2010، يوم اتهم الثاني الاول بهدر أموال عامة تبين أنه بريء منها. وحتى اليوم، لا تزال محاولات عقد مصالحة بينهما متعذرة. قسمٌ آخر رأى أنّ حبيش اتخذ قراره رداً على كلام عضو المجلس البلدي فادي فياض (هو أيضاً المدير العام لشركة «سانيتا» التي يملكها افرام)، خلال المؤتمر التنموي الذي نظمته القوات اللبنانية قبل أسبوع، بأنّ بلدية جونية برئاسة أنطوان افرام هي التي سعت إلى تنفيذ أوتوستراد جونية.
يوضح فياض في اتصال مع «الأخبار» أنّ لجنة مهرجانات جونية تقدّمت في تموز 2016 «وكما دائماً، بطلب استئجار ملعب الرئيس فؤاد شهاب، من البلدية التي لا تُكلفها المهرجانات ليرة واحدة». لم يلقَ المنظمون جواباً، «وفوجئنا بالمماطلة. نُظّم لقاء بين حبيش ولجنة المهرجانات وكان إيجابياً. لكن اللجنة أُبلِغَت قبل أسبوع استحالة استئجار الملعب. سألتُ حبيش عن السبب، فقال إنه سيكون هناك نشاط آخر في الموعد نفسه». ينفي أن تكون المهرجانات ستُنظم في موقف الكازينو، «الهدف أن نبقى في جونية». أما إذا تعذر ذلك، «فليسأل أبناء جونية المعنيين عن السبب».
لا يعتبر فياض أنّ في الأمر رسالة سياسية، «بل تفرّد في الرأي من قبل رئيس البلدية. تواصلنا مع كلّ القوى السياسية ومع العميد شامل روكز، وأكدوا دعمهم للمهرجان. المشكلة محصورة بشخص».
من جهته، يقول حبيش لـ»الأخبار»: «حين كان دورهم (افرام) في البلدية لم نتدخل. لكلّ مجلس بلدي الحق في أن يتصرف وفق ما يراه مناسباً. القصة ليست نكايات انتخابية». ويوضح أنه «عرضنا عليهم شغل موقف سيارات الملعب البلدي، ولكنهم رفضوا». هذه المرّة تريد البلدية أن تُنظم مهرجاناً «طابعه ثقافي أكثر وفني وموجّه للأولاد ومتاح لكل أبناء جونية».