«جونية وفية… جونية عونية. وكسروان هي حصن التيار الوطني الحر». شعارات انتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعد فوز رئيس بلدية جونية جوان حبيش برئاسة اتحاد بلديات كسروان ــــ الفتوح بـ28 صوتاً مقابل 26 صوتاً لرئيس بلدية زوق مكايل إيلي بعينو.
خُتم عهد الرئيس السابق للاتحاد نهاد نوفل، بعد أن كان الحاكم بأمره لقرابة نصف قرن. «هذا انتصار للإنماء ولكل البلديات من دون تفرقة واستنسابية وهيمنة. سيزول الحرمان الذي تشكو منه البلديات»، بحسب ما أكد حبيش لـ«الأخبار». تحليل الأرقام لم ينتهِ بعد، لكن «هناك نحو ستة رؤساء بلديات أخلّوا بوعودهم».
كسروان لم تخذل العماد ميشال عون يوماً منذ 2005. العلاقة العونية ــ الكسروانية بدأت كردّة فعل ضد وجود القوات اللبنانية في هذه المنطقة التي لم تلتئم جراح حرب العديد من بلداتها. بعد 11 سنة، أصبحت كسروان ــ على المستوى النيابي واتحاد البلديات وبلدية عاصمة القضاء ــ توالي الرابية، من دون الحاجة إلى «ثنائيات» مهما كان نوعها. فشل اتفاق النوايا بين الرابية ومعراب في أن يُترجم في بلدية جونية، فرضي رجال «التيار» بذلك على مضض. فرصة ثانية منحوها لـ«شريكهم» الجديد في انتخابات الإتحاد. إلا أنّ رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وممثليه في كسروان أصروا على خوض معركة ضد عون لم تُخَض مثلها في أي قضاء آخر، وخسروا. التفاهم الثاني الذي «هزّته» انتخابات إتحاد البلديات الـ54 أمس، هو «وثيقة مار مخايل»، بعد أن اختارت البلدات «الشيعية» الثلاث التصويت لبعينو. يُبرر العونيون ذلك بأنّ هؤلاء «يتبعون تاريخياً لرئيس مجلس النواب نبيه برّي والنائب السابق منصور البون».
الخاسر الثالث سيكون شركة «سوكلين» بعدما سقط البعينو، مرشّح نوفل، أحد شركائها الرئيسيين. في يد حبيش ورقة ضغط جدية يواجه بها هذه الشركة وقد تكون إحدى أولوياته للمرحلة المقبلة إيجاد حل لملف النفايات عبر تقديم نموذج بعيداً عن منطق التسويات. ومن أبرز الفائزين في انتخابات أمس العميد المتقاعد شامل روكز، الذي بات يعتبر كسروان «المشتى» الخاص به. أما الرابح الاول، فهو التيار الوطني الحر الذي غرّد رئيسه جبران باسيل على «تويتر»: «لأن كرامة جونيه من كرامة كسروان ــ الفتوح… مبروك لرئيس بلدية جونيه جوان حبيش رئاسة الاتحاد».
إلا أنّ «فرحة» العونيين أتت ناقصة بعد خسارة رئيس بلدية غزير شارل حداد المرشح لمنصب نائب رئيس الإتحاد. فاز صديق شامل روكز، رئيس بلدية الكفور أنطوان أبي صعب بـ28 صوتاً مقابل 26 صوتاً لحداد. لا يحسم منسق كسروان في «التيار» جيلبير سلامة السبب «الأرجح أن يكون ذلك نتيجة تصويت بعض رؤساء البلدية في الفتوح»، مؤكداً أنها ليست «لعبة» عونية لإسقاط حداد: «استشرست من أجل شارل قدّ حبيش وأكثر».
في جورة بدران وغوسطا «شيخان» يحنيان رأسيهما. وقع الخسارة ثقيل على فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون اللذين أرادا «الإتحاد» لردّ الإعتبار بعد خسارة بلدية جونية. بدا العونيون أمس شامتين بالنائبين السابقين، البون على وجه الخصوص. هو الذي زار معراب قبل يوم من الإنتخابات، متباهياً بأنه رأس الحربة ضد حبيش وبأن بعينو مرشحه. يتخطى هذا الموقف إتحاد بلديات كسروان. البون حسم موقعه النيابي: مع جعجع ضدّ روكز.
لم ينسَ القيادي في «التيار» رولان خوري يوم سخر البون من «بُخل» بعض حلفائه على لائحة بلدية جونيه الذين اكتفوا بتقديم «الروستو» لزوارهم، ثم خسروا وخسر معهم البون. بعد خسارة الإتحاد، وعد خوري صديقه اللدود بإهدائه زجاجة عرق رديء، «علّه يعرف قيمة العرق الفاخر».