IMLebanon

ضربني وبكى… سبقني واشتكى  

 

هذا المثل ينطبق بشكل كامل على ما يسمّى بدولة قطر حيث أنّ إدانة تورّط قطر في دعم الإرهاب ضد دولة البحرين ودعم المعارضين بالمال والسلاح أمر لا يمكن إدارة الظهر له وكأنّه لم يحصل.

 

وكذلك الحال بالنسبة لمصر التي عانت طويلاً ليس مع أيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بل من أيام الرئيس حسني مبارك، الذي كان ينتقد حكام قطر في أكثر من مرة ويوسّط المملكة العربية السعودية كما ومجلس التعاون الخليجي لسلوكياتهم، ناهيك بإحاطة القرضاوي وتبنّي آراءه وأفكاره ومساندته مادياً لدعم “الإخوان المسلمين” في مصر…

والحقيقة انه لم تقف أعمال قطر على ما تفعله في اليمن ومصر بل قامت بدعم بعض المعارضين السعوديين في لندن…

أمام هذه التصرفات غير المقبولة وغير المسؤولة اضطرت دول مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ قرار بعزل قطر ومقاطعتها علّها تستفيق وتعود الى رشدها…

ولكن بدل أن تهدأ وتستجيب الى الوساطة الكويتية التي قام بها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ذهبت الى الاستنجاد بالقوات العسكرية التركية وكأنه لا يكفيها القاعدة الاميركية في العديد، بل انها جاءت بالقوات العسكرية التركية خصوصاً وأنّ نظام أردوغان يعتبر نظاماً لـ”الإخوان المسلمين” ما يعني أنّ دويلة قطر تريد تصعيد المواقف ضد اخوانها في مجلس التعاون..

ليس هذا فقط بل ذهبت الى أبعد من ذلك إذ أنها تطالب دول مجلس التعاون الخليجي بأن تقيم علاقات طيّبة مع إيران، وهذه هي الطامة الكبرى، إذ يطلب من الدول العربية أي من السعودية أن تتفاوض مع إيران على العراق، بعبارة أدق، أي أن تعترف المملكة بكل التجاوزات التي تقوم بها الميليشيات الشيعية ضد أهل السُنّة في العراق وأن تحوّل العراق الى دولة شيعية تابعة لولاية الفقيه… طبعاً هذا طلب بسيط جداً ولا يمس بعروبة وإسلامية العراق الذي وقف أيام صدّام حسين ضد مشروع “ولاية الفقيه” الذي يريد تشييع العالم العربي وأن يصبح أهل السُنّة شيعة… لماذا؟ لأنّ آية الله الخميني، الذي يعود أصله الى السيخ وهو طبعاً بوذي الأصل، جاء بمشروع تشييع أهل السُنّة… والحقيقة أنّ مشروع الخميني هو للسيطرة على العالم العربي سارقاً العلم الفلسطيني لكي يقول للشعوب العربية إنّه مع تحرير فلسطين وطرد اليهود، ولم يكتفِ بذلك بل ادعى أنّ أميركا هي “الشيطان الأكبر” وأنّ إسرائيل هي “الشيطان الأصغر” حيث تبيّـن أنّ فضيحة “إيران غيت” فضيحة علاقات إيران مع أميركا وأنها تشتري السلاح من أميركا لا بل أميركا زوّدت إيران بالسلاح ضد العراق.

من يصدّق أنّ إيران تريد أن تساعد العرب ضد “إسرائيل” وهنا ينطبق عليهم القول “اسمع كلامك يعجبني أرى أفعالك أتعجّب”…

وبالرغم من أنّ الرئيس الاميركي، بعدما اجتمع مع الوكيل، أي مع أمير قطر بالوكالة الشيخ تميم -لأنّ الأمير الحقيقي لا يزال الأب- وأعطاه المستندات التي تثبت تورّط قطر بالارهاب في البحرين وليبيا والسعودية وعلاقتها مع إيران.

كان ردّ فعل أمير قطر بالوكالة أن هاجم المملكة العربية السعودية، وسائر دول الخليج غير عابئ بالمخاطر التي يمكن أن يستولدها هذا التصرّف رغم حكمة السعودية وقيادتها.

أخيراً، ننصح قطر بأن تعود الى رشدها وتعود الى ملاذها الأوّل والأخير المتمثل بمجلس التعاون الخليجي كعودة الابن الضال.

عوني الكعكي