IMLebanon

اصاب غبطة البطريرك: مطلوب رجال قرار

الزيارة التي قام بها غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الشوف جاءت تكملة لتلك المبادرة التاريخية التي نسج خيوطها غبطة البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير أمد الله في عمره والتي تمت بالتوافق بينه وبين رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

وجاء خطاب الراعي في المختارة متماسكاً متكاملاً… فهو ألقاه في باحة القصر الجنبلاطي العريق إثر انتهاء القداس في كنيسة «سيدة الدر» التي عادت تستقبل المسيحيين بعد طول هجران، وإثر عملية الترميم.

وأهم ما في الخطاب نقطتان متلازمتان: النقطة الأولى التشديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية… وهو ما درج غبطته على تضمينه كل موقف وعظة وخطاب وتصريح وكلام في لقاءاته الكثيفة في الداخل والخارج، مع القادة والزعماء والشخصيات والوفود الشعبية أيضاً.

أمّا النقطة الثانية فهي الدعوة التي وجهها غبطته الى المعنيين جميعاً لبروز رجالات تاريخيين يتخذون قرارات تاريخية، مستشهداً بالمصالحة في الشوف المشار إليها في مطلع هذا الكلام، والتي لولا وجود رجال أمثال سلفه في السدّة البطريركية الكارينال صفير وسيّد المختارة وليد جنبلاط لما كانت تلك الخطوة المهمة قد تمّت، ولكان المهجرون من الجبل ما زالوا مهجرين، ولما كانت المنازل والممتلكات قد أٌعيدت بأكثريتها الساحقة، وعليه فالمطلوب اليوم مبادرة يقوم بها رجال شجعان يتفقون على إخراج رئاسة الجمهورية من المأزق الذي تغرق فيه ما يكربج البلد.

ونحن نثني على كلام غبطته وندعو الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون وسواهم الى وقفة تاريخية… ونخص بالذكر الزعامات والقيادات المسيحية والمارونية تحديداً الى مثل هذه الوقفة الرجولية… فلينزل الجميع الى مجلس النواب وانتخاب المرشح الذي يحظى بتأييد الأكثرية المسيحية الواضحة والتي لا شك فيها.

وفي تقديرنا أنّ الرئيس سعد الحريري، الذي لا يهمّه سوى مصلحة لبنان، لن يكون متخلّفاً عن هكذا مبادرة… وهو الذي بات الفراغ الرئاسي يشكّل هاجساً لديه كما لدى معظم اللبنانيين الذين تهمّهم مصلحة لبنان فوق كل مصلحة.

ونرى أنّ الرئيس الحريري في وارد تسريع الحل، فهو لا يمكن إلاّ أن يكون مع الأكثرية المسيحية، وهو الذي كان يقول بتوصّل المسيحيين الى توافق ليمشي به، وما صدر عن مستشاره النائب السابق الدكتور غطاس خوري، على هامش الحدث الأخير في المختارة يوم أول من أمس السبت حول الاستعداد للمشي بمبادرة رئاسية جديدة، قد يكون دليلاً جدياً حول موقف الرئيس سعد الحريري.