مع اعلان الموفد الرئاسي الفرنسي عن “تساؤل الدول الخمس المعنية بملف لبنان عن جدوى مواصلة دعمها المالي، بعد “هجمة” واشنطن في نيويورك، تدخل الازمة اللبنانية مرحلة دقيقة، لا تبشر مؤشراتها الى ان الحلول باتت قريبة، وسط المخاوف من عودة لعبة الدولار، في وقت لفت فيه غياب تام للمنصات ولمجموعات “واتساب” طوال الفترة الماضية دون عذر “شرعي”، في وقت ربط فيه وليد “بيك” الوضع اللبناني بالصراع الفرنسي – الاميركي في افريقيا وعليها.
فالملفات تتراكم ولا معالجات جدية، في ظل ترهل الإدارة وتفكك العديد من المؤسسات وشلل معظمها، أما السؤال الأكبر فيتمثل في تحدي الإجابة عن كيفية تمويل الدولة مستحقاتها ونفقاتها، من رواتب إلى نفقات تشغيلية، وهذه الأجوبة غير متوافرة.
هذا الانسداد في المشهد الداخلي، والارباك على المسرحين الاقليمي والدولي، اصابا الوضع اللبناني بشلل حاد، ما زاد من غموض والتباس الدور القطري وجديته وفعاليته، بعد خروج باريس مكرهة لصالح دخول الدوحة بطلة “دون طنة ورنة”، بهدوء ودون إعلام، بعيدا من لعبة الأسماء، حيث تقول اوساط ديبلوماسية إن التحرك القطري لا ينطلق من فراغ بل من دعم عربي خليجي تحديدا، ومن دعم غربي أميركي تحديدا، والمهلة ليست مفتوحة بل تقاس بالشهور المعدودة.
وتابعت المصادر ان مشاركة رئيس “التيار الوطني الحر”، جاء استكمالا لمواقفه من عكار، حيث وجه رسالة واضحة لحارة حريك، التي حتى الساعة يصر على عدم قطع شعرة معاوية معها، رغم ان مواقف المقربين من الاخيرة لا تشجع على استكمال الحوار، رغم ابداء ميرنا الشالوحي كل ايجابية ومرونة وحرص على انجاحه، وهو امر لا يمكن الاستمرار او القبول فيه الى ما شاء الله.
وكشفت المصادر ان المبادرة القطرية المسربة بعض تفاصيلها، ليست سوى رأس جبل الحراك الجدي الذي يتخطى المعلن، سواء لاسم الرئيس العتيد المقترح، والجدل اذا كانت اللائحة من اربعة او خمسة مرشحين، او المسعى الجانبي الذي تلعبه في اطار المهمة الموكلة اليها خليجيا مع الضاحية الجنوبية، والتي تذهب ابعد من الملف الرئاسي اللبناني، وتتقاطع مع دور طهران الراهن، في خيار التفاوض بين الرياض وحارة وحريك.
مصارد مواكبة للحراك تشير الى ان التحرك القطري، تواكبه حركة داخلية بعيدا عن الاعلام، فوض بجزء منها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”، الذي ادار محركاته بعد “غسل” ابو مصطفى يديه من الحوار، نتيجة اصرار الثلاثي المسيحي، “قوات تيار وكتائب” المشاركة، واستمرار المختارة في رفضها قبول ترشيح رئيس “تيار المردة”.
وختمت المصادر بان “مفرزة الحوار” القطرية السباقة، قررت بعد التشاور مع القيادة في الدوحة تمديد مهمتها في بيروت، ما فسر على ان ثمة شيئا ما قد تحقق، او ينتظر “ان “يستوي” خلال الساعات الـ48 القادمة، حيث الحديث عن لقاءات على درجة “عالية” من الاهمية قد تشهدها عين التينة، قادرة على كسر “الستاتيكو” التعطيلي القائم، في حال كتب لها النجاح.