ما قاله الوزير الزميل الاستاذ نهاد المشنوق في مقابلته أول من أمس مع الزميل مارسيل غانم في برنامج «كلام الناس» من قناة «ال.بي.سي – L.B.C.I» كان واضحاً جداً ولكنه لم يجرح أي حزب أو أي مرجعية.
الوزير وضع اصبعه على الجرح إذ قال إنّ الحل الحقيقي لـ»حزب الله» بدل البطولات الإلهية بكل بساطة الاستراتيجية الدفاعية، وبكل صراحة يقول لـ»حزب الله» أن يعود ويكون حزباً لبنانياً إذ تنخرط عناصره في الجيش اللبناني وبذلك يكون قد حلّ المشكلة الحقيقية التي تواجه لبنان، خصوصاً عندما حذّر من أنّ القوى الدولية مصرّة على اعتبار «حزب الله» حزباً إرهابياً، وهناك في الأفق قرارات وخطوات سوف تتخذ ضد الحزب وستنعكس على اللبنانيين جميعاً، خصوصاً على الوضع الاقتصادي اللبناني الذي يعاني من صعوبات كبيرة بالإضافة الى القطاع المصرفي والضغط الدولي عليه.
سمّى الوزير المشنوق «حزب الله» بالاسم وكان أكثر صراحة بأنه ضد العملية التي حصلت في جرود عرسال وكان يتمنّى لو أنّ الجيش هو الذي نفذ تلك العملية خصوصاً أنّ الجيش عندما يُعطى الأوامر من القيادة السياسية فليس عنده مشكلة… إضافة الى أنه اكتسب خبرة كبيرة من معركة نهر البارد، وهذا كلام صريح وحقيقي وفي مصلحة لبنان لا سيما أمام العالم بأنّ لبنان يحارب الإرهاب وأيضاً تأكيد على أنه لا يوجد في لبنان بيئة حاضنة للإرهاب، أمّا عندما يقوم «حزب الله» بهذه العملية فهذا ليس في مصلحة لبنان… وهنا علينا أن لا نخبّئ رأسنا في التراب وأنّ «حزب الله» قام في هذه العملية لمصلحة لبنان، ذلك أنّ الأوامر صدرت عن الإيراني وأنّ التفاوض كان مع «الايرانيين» و»النصرة».
إنّ ما هدف إليه الوزير المشنوق في حديثه كان في مصلحة «حزب الله» لو أراد «حزب الله» أن يتحرّر من إيران ولكن يبدو أنّه لا يستطيع لأسباب أصبحت معروفة.
أمّا بالنسبة لملف اللاجئين السوريين وكيفية التعامل معهم، فلأوّل مرة يقول مسؤول كبير إننا جميعاً مسؤولون، فلا يتهرّب من المسؤولية بل يقول إنّه كان علينا منذ خمس سنوات، أي منذ بداية الثورة السورية، كان يجب أن يكون هناك خطة يتفق عليها اللبنانيون للتعامل مع هذا الملف الحسّاس.
والنقطة الأهم الحاسمة أن علينا التعامل مع هذا الملف عن طريق الأمم المتحدة.
أمّا بالنسبة للعلاقة مع النظام السوري المجرم فهذه نقطة خلاف كبيرة بين اللبنانيين، وكيف ينسى اللبنانيون المآسي التي ارتكبها النظام في حقهم إضافة الى ما يرتكبه في حق السوريين؟
البعض ينسى أنّ النظام السوري المجرم لا يزال يقتل شعبه حيث وصل عدد القتلى الى أكثر من 600 ألف مواطن سوري وتهجير 11 مليون أي نصف الشعب السوري، وتهديم سوريا، وتسليم الأراضي السورية الى أميركا وروسيا وإيران والميليشيات العراقية و»حزب الله» وأخيراً تركيا، فكيف يمكن لأي لبناني أن يتعامل مع هكذا نظام مجرم؟!.