Site icon IMLebanon

قال..«أجواء إيجابيّة»!

 

انشغل اللبنانيّون ببهجة عيد الميلاد وتحضيراته والشجرات التي «تُشَعْشِع» الليل اللبناني ومدائنه وقراه وبيوته بأضوائها وسحرها، اللبنانيّون منصرفون أساساً عن الاكتراث بما أشارت إليه أوساط قصر بعبدا عن»الأجواء إيجابيّة» وأنّ «اللقاءات تستكمل غدا وبعده»، تماماً مثلما يتفهّم ويفهم اللبنانيّون أن الرئيس ميشال عون ومن موقعه كحامي للدستور يجب أن يجوجل لقاءات علّ وعسى، خصوصاً إذا كان الهدف من اللقاءات هو أن يتحمل المعنيون مسؤوليتهم في معالجة الازمة الحكومية» هنا،لا بدّ لنا من التأكيد أنّ «بخّة» الإيجابيّة التي رشّت في الفضاء اللبناني لن تلبث أن تتبخر بسرعة!

 

مبادرة فخامة رئيس البلاد كما أشارت المعلومات»تقوم على الاتصال بكل المعنيين بملف التشكيل آملاً أن تثمر نتائج ايجابية»، بالتأكيد هذا مطلوب، ولكن إلى أين قد يوصل هذا الأمر؟ عمليّاً خاض لبنان عشرات الحوارات واللقاءات منذ العام 2005 وحتى اليوم، وكانت أكبر وأوسع غنىً، وانتهت كلّ «مقرّراتها» في «سطل الزبالة»، من مؤتمر الحوار والدائرة المستديرة في المجلس النيابي، وكلّ البنود التي اتّفق عليها عاد وانقلب عليها حزب الله، واندثر الحديث عن مقرّراته ونقاطه الأربعة، التي تمّت «دعوستها» في شوارع بيروت يوم غُزيَت كأنّها مدينة الأعداء في 7 أيار، وبعدها أسقطوا بنود اتفاق الدوحة وكل ما تعهدوا به وألقوا بها بنداً بنداً حين اقتضت مصلحة أجندة «الخامنائي» ذلك!

 

التجربة الثانية مضحكة فبعد طول اجتماعات في قصر بعبدا التي «هوبر» له الجميع باعتبار أنه سيناقش الاستراتيجيّة الدفاعية، وبعد الاتفاق والتوقيع على إعلان بعبدا، عندما انحشر حزب الله في الزاوية، خرج علينا نوّابه ليقولوا لنا «كنّا مضطرين نوقّع» وانقلبوا على توقيعهم، كم محاولة على اللبنانيين أن يجرّبوا بعد؟ كم مرّة علينا أنّ نصدّق بعد هذه المناورات المعروفة والمجرّبة لحزب الله؟ يا جماعة الخير أنتم تتعاملون مع حزب «دينه التقيّة» وقاعدته الأساسيّة فيه «لا دين لمن لا تقيّة له»!

 

حاولوا، المحاولة والمحاورة ليست بضارة فعلى الأقلّ ستكشف مركزيّة التعنّت والتعطيل الأساسيّة، من المؤسف أنّ لبنان يحاصره فريق عقليته تشبه المثل الشعبي «لا بيحلب ولا بينحلب»، وعليه أغلب ظنّنا أن لا أفقاً للحل وتجاوز أزمة تشكيل الحكومة، تحاوروا مع أنّ خارطة الموقف رسمها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وحدّد كلّ شروط عقدتها، ورفع سقف الخلاف فيها إلى مستوى «انكساره هو» أو «انكسار سعد الحريري»، ونحن لا نقول هذا الكلام من عنديناتنا، بل استناداً إلى «زبدة» كلام نصر الله في خطابه الأخير في 10 تشرين الثاني الماضي، وهنا سنعيد عليكم بالحرف ما سبق وقاله نصر الله، لأنّ هذين اليومين من المشاورة والإيجابيّة محكومة بسقف كلام نصر الله، يقول نصر الله: «قلنا له (سعد الحريري) نحن لن نعطي أسماء قبل أن تحلوا موضوع الوزير السني، قال لا يوجد وزير سني، كيف لا يوجد وزير سني يا أخي؟! قال لا يوجد، فلا يوجد أسماء، اذهبوا وافعلوا ما تريدون لا يوجد أسماء»!!

 

قال نصر الله في تلك الإطلالة، أخطر خطوطه التي أدّت إلى تعثّر تشكيل الحكومة، وأي مفاوضات ولقاءات لن تجدي إيجابياتها ما لم يسقط هذا السقف على رأس من رفعه «النواب الستة لم يعودوا فقط نواب ستة يمثلون الذين انتخبوهم بالتحديد، وإنما يمثلون هذا الخط السياسي الطويل العريض(…) وحيث أن هؤلاء النواب الإخوة يطالبون بحقهم وبتمثيلهم، وحيث أن من حقهم علينا أن نقف إلى جانبهم بما يمثلون ومن يمثلون، نحن وقفنا معهم ويسمع كل اللبنانيين كلهم وسنبقى معهم وسنبقى معهم سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة»!

 

بعد هكذا كلام، حلّ أزمة تشكيل الحكومة له طريقان فقط، الأول «أن تقوم القيامة» والثاني أن «تقوم قيامة حزب الله»، فيرتاح البلد ونرتاح معه.