IMLebanon

رئيس «التيار الوطني الحرّ» يكتسب أوراق قوة تمنعه من سحب ترشيحه

رئيس «التيار الوطني الحرّ» يكتسب أوراق قوة تمنعه من سحب ترشيحه

بعد اتهام 14 آذار محور الممانعة بتعطيل الاستحقاق وإطالة الفراغ

بري يجزم أن الحريري وجعجع يُساهمان في وصول عون الى قصر بعبدا

يسبق ويرافق ويتبع كل جلسة نيابية لا يكتمل نصابها القانوني لانتخاب رئيس للجمهورية تبادل للاتهامات بين القوى السياسية عن الجهة التي تعطل الجمهورية ومؤسساتها.

اذ كالعادة يستحوذ رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون على حيز واسع من الاتهامات وكذلك من يقف خلفه من قوى محلية واقليمية لكونه يصر على ترشحه في حين ان قوى 14 آذار اطلقت مبادرة بهدف اخراج البلاد من الفراغ من خلال التحاور مع عون خصوصا وسائر القوى عموما للتفاهم على رئيس توافقي يبعد رئيس التيار الوطني الحرّ عن قصر بعبدا هذه المرة رئيسا منتخبا للجمهورية… وطي صفحة الفراغ المدمرة للبلاد ومؤسساتها عدا تداعياتها على جميع الاصعدة الحيوية.

لكن ارتفاع عدد الجلسات التي لا يكتمل نصابها لا يشكل حالة ضاغطة على العماد ولا المواقف السياسية التي تحمله وايران «وحزب الله» مسؤولية الفراغ عدا عن الرغبة «الدفينة» بين الضاحية وبين طهران بعدم انجاز هذا الاستحقاق لاستثماره في اوراق الضغط المحيطة بالملف النووي بحسب ما تقوله اوساط في 14 آذار.

الا ان العماد عون ماض في ترشحه غير آبه بالاتهامات التي باتت ضعيفة «الحجة» في ظل حواراته مع المستقبل والقوات اللبنانية لكن في الوقت ذاته لن ينسحب من هذه المعركة للاسباب الثلاثة التالية على ما ينقل عن:

– ان قرار ترشحه ليس ملكا له بل هو ملك لقواعده التي اعادت انتخابه في العام 2009 وبقيت داعمة لخياراته ولذلك فإن هذا الانسحاب ليس في مقدور اللجوء اليه من موقعه المؤتمن على ثقة ناخبيه الذين جددوا دعمهم له بعد زيارته قبيل هذا الاستحقاق يومذاك كلا من سوريا وايران، ولم تتراجع ذلك كتلته وهو الخيار الذي يدفعه الى المضي نحو قصر بعبدا دون تراجع.

– ان تجربة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان كانت جد مخيبة للحياة السياسية ولموقع رئاسة الجمهورية عدا ان الرئيس السابق انضم الى محور 14 آذار في مواجهة عون بعيدا عن انقلابه عليه لناحية الالتزامات التي على سليمان تطبيقها لمصلحة عون كأن يكون «صاحب رأي مؤثر» اقله في ما خص الامور ذات الصلة بالواقع المسيحي…

– في منطق العماد عون ان لحظة التفاهم الدولي – الاقليمي قد اقتربت وهو يراهن على ان دفع الجانب الخارجي للقوى الداخلية لانجاز الاستحقاق قد يكون لمصلحته عندئذ اذ هو لم يخرج من المعركة بعد، عدا دعم حلفائه الدائم له وان هذا الواقع من الضغط سيمارس ايضا على قوى 14 آذار لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وبذلك هو يملك ورقة دعم حلفائه له، ورقته الخاصة كمرشح قوي وورقة حواراته وانفتاحه على كل من تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، بما يمكنه ان «يواجه العالم» انه منفتح على القوى كافة، لا بل ان «التوافقية» المطلوبة في تعبير عون عبر عنها وزراء التكتل بوضوح على مدى عام من مشاركتهم في الحكومة، وذلك خلافاً لاعتبار وزير الداخلية نهاد المشنوق مؤخراً ان عون ليس توافقياً، لا بل ان ربط التكتل مؤخرا موافقته على تشريع الضرورة، يندرج في اطار عدم تعطيل مسار المؤسسات وتفاعل التيار الوطني الحر مع تيار المستقبل.

ان بقاء العماد عون على قراره بالترشح وعدم الانسحاب باتت مترتباته على عاتق قوى 14 آذار، اذ رغم اعتبار وفد «تيار المستقبل» في حواره مع «حزب الله» ان العماد عون هو مرشح ليس توافقياً، مخالفا تمسك وفد «حزب الله» بهذا التوصيف، ومؤكدا على ان هذه الخطوة تدفع بقوى 14 آذار الى التمسك ايضا بمرشحها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، اذ رغم ان هذا النقاش الرئاسي دون آفاق، فإن عراب الحوار بين تيار المستقبل وبين حزب الله رئيس مجلس النواب نبيه بري يدرج «احتفال» رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري و«العاطفة» التي اظهرها للعماد عون وقطع «الكاتو» معا عدا حواره الدائم معه دون اعطاء جواب واضح بعدم تأييدهم لوصوله خطأ، يضاف اليه الحوار الدائر بين عون وجعجع الذي يعطي آمالا لرئيس التيار الوطني الحر، بأن طريقه الى بعبدا غير مقطوعة بل محفوفة بالحفر، وذلك كأن قوى 14 آذار – حسب بري – هي التي تريد عون رئيساً للجمهورية، لا سيما ان حوارات عون محصورة ومحددة فقط بالموضوع الرئاسي، ولذلك فإن لا حزب الله ولا قوى 8 آذار، تبقى مسؤولة اكثر في حسابات بري – اكثر مما هي المسؤولية على الحريري وجعجع اللذين يعززان الآمال لدى عون باحتمال التوصل معه الى «مكان» يناسبه في الوقت الذي قد تكون المعطيات لا تدفع نحو هكذا واقع رئاسي لمصلحة عون.