رئيس الكتائب يحذِّر الجميع من كارثة إقتصادية إذا استمر الفراغ الرئاسي
ميثاق بكركي لم يحصر الترشيحات بالقيادات الأربع وأدعو الحريري وجعجع لسحب مرشحيهما
ما يحدث هو استغناء عن رئاسة الجمهورية وأخاف أن لا يبقى رئيس مسيحي في البلد
كل ما مرّ يوم على تمرّسه في رئاسة حزب الكتائب وفي العمل البرلماني والسياسي إزداد الشاب سامي الجميّل تألّقاً وسعة معرفة وقرباً من الشعب اللبناني بمختلف مكوّناته السياسية والطائفية والمذهبية، وتحوّل في نظره إلى السياسي الواعد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مفاهيم وطنية يفتقر إليها الكثيرون من الساسة الذين يتولون مقاليد الأمور.
الشاب الثلاثيني الواعد الذي حوّل بيت الكتائب في الصيفي إلى خلية نحل من حزبيين ومثقفين وحاملي الأفكار التقدمية والرؤى المستقبلية لوطن تعب من عقم السياسات الضيّقة وحتى العقيمة ومن تأليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة، مصمّم على متابعة السير في طريق التغيير الذي رسمه لنفسه رغم وعورة هذا الطريق.
وفي لقائنا الثاني معه أمس نحن وفد رابطة خرّيجي الإعلام في مكتبه في الصيفي، كان له مواقف صريحة وصادرة من القلب، تناولت الوضع المأزوم في البلاد بسبب استمرار السياسيين باللعب على حافة الهاوية، غير عابئين بمصلحة الدولة والوطن والشعب.
بدأ رئيس الكتائب بالكلام على الأوضاع الصعبة والخطيرة التي تواجه الجميع، إذا لم يطبّق الدستور بنصّه وروحه ويتم انتخاب رئيس للبلاد، والأمور الصعبة تتحوّل إلى سهلة ومريحة إذا طبّقنا الدستور وأوقفنا التلاعب به، ولم نخضع للخارج وإملاءاته ومصالحه، فالأمر متوقف على مصلحة لبنان والشعب اللبناني كأولوية لنا جميعاً، وقد حان الوقت لوضع أولوية النّاس فوق أي اعتبار خاصة وأن الوضع الاقتصادي على حافة الانهيار وفي أي لحظة يمكن أن نصل إلى الانهيار الشامل.
ورأى أن الأزمة الدستورية غير مبرّرة، وعلى القوى السياسية الإستيعاب، مشيراً إلى أننا لا نستطيع الإكمال على هذا النحو، مؤكداً أن المجلس النيابي هيئة إنتخابية في ظل غياب الرئيس، وأي تشريع مخالف للدستور، والقانون هو المانع الأساسي لعدم حضورنا الجلسات التشريعية، وهذا هو ردّنا على مبادرة الرئيس نبيه برّي.
وأكد الجميّل أن الدستور هو ضابط الإيقاع بين اللبنانيين، ويجب عدم اختراع قواعد جديدة كي لا يتحوّل الدستور إلى وجهة نظر، مع العلم أننا لسنا مع الدستور كــ«كتاب منزّل» ونحن مع تغييره، ولكن التغيير يتم عبر طرق قانونية في المجلس النيابي. وسأل: «لماذا يتم تخييرنا بين تطبيق القانون وبين تسيير الأمور في البلد، ومن يُقرّر ما هو التشريع الضروري وما هو التشريع غير الضروري؟ مع العلم أنه تمّ إقرار قانون السير في الجلسة الماضية تحت عنوات تشريع الضرورة.
وأوضح أن التوافق أساسي في البلد، ولكن حين يغيب التوافق يجب أن نعود إلى النص، مؤكداً أنه لا يوجد نصاب لانتخاب الرئيس والمشرّع لم يحدّد ذلك، وموضوع النصاب هو موضوع عرفي تمّ اتباعه في البلد، ونحن لسنا ضده، ولكن في ظل عدم انتخاب الرئيس واستعمال هذا العرف للتعطيل، ندعو لانتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد لحثّ المعطّلين للحضور وانتخاب الرئيس، ولفت إلى أن الرئيس بيار الجميّل كان أكبر رئيس حزب مسيحي، ومع ذلك انتخب الياس سركيس، ولم يرشّح نفسه، وجدّد التأكيد أنه حان الوقت للخروج من الأتون الحالي.
واعتبر أن ما يحدث اليوم هو استغناء عن رئاسة الجمهورية، وأخاف أن لا يبقى هناك رئيس مسيحي في البلد، ولومي على رئيس القوات سمير جعجع أنه يدعم من يعطّل حصول الانتخابات الرئاسية، ويدعم مرشّح حزب الله العماد ميشال عون، ما يعني أن جعجع يدعم تعطيل الانتخابات الرئاسية.
ولاحظ أن مبادرة رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية ومبادرة جعجع بترشيح عون «استنفذتا» بعد سلسلة من الجلسات التي لم تثمر انتخاب الرئيس، وشدّد على أن معيار التمثيل الشعبي ضروري، ولكن ليس بالضروري أن يكون رئيساً للجمهورية بل يحظى بدعم الأحزاب المسيحية، ومثال على ذلك الرئيس كميل شمعون الذي عند انتخابه لم يكن لديه حزب سياسي ولم يكن لديه حيثية شعبية، لكنه خرج من السلطة بتأييد مسيحي واسع وأصبح لديه أكبر حزب مسيحي في حينه، واعتبر أن مرشح الرئاسة يمكن أن يكون من الشخصيات المستقلة.
وأشار رئيس الكتائب إلى أن الواقع السياسي المتردي والاقتصادي المهترئ يحمل الناس على الهجرة، فالعائلات اللبنانية تعيش تحت خط الفقر، وحكومة فساد وكوارث وطبقة سياسية فاسدة، واستغرب اتهام الوزراء بعضهم البعض بالفساد، دون أن يتحرك القضاء، ودعا القضاء للتحرّك واعتبار كلام الوزراء «وليد جنبلاط – نهاد المشنوق» إخباراً، ويجب المحاسبة بحال كانت الاتهامات صحيحة أو باطلة.
وأكد أن مبادرة بكركي لم تحصر الترشيحات بالقيادات المسيحية الأربعة، بل دعت إلى عدم حصر الترشيح وإلى منع الفيتو بينهم، وأكد أنه من بين ما بات يُعرف من الـ86% من المسيحيين المؤيدين للمصالحة بين القوات والتيار الوطني الحر، متسائلاً عن الـ14 بالمئة الباقين، مؤكداً أن السؤال ليس من مع المصالحة أو ضد، بل من مع انتخاب العماد عون رئيساً أو ضد انتخابه؟
ودعا الجميّل إلى انتخابات تمهيدية بين عون وفرنجية لاختيار مرشح، وعلى فريق 8 آذار انتخاب مرشح لهم لخوض هذه الانتخابات، وكذلك فريق 14 آذار والمستقلين.
وحول ملفات الفساد في البلد، اعتبر أن الباب الصحيح لمحاربة الفساد هو القضاء، والمهم أن تكون هناك عين ساهرة عليه، ودور الإعلام تسليط الضوء على الفساد ومتابعة الموضوع حتى النهاية، ونحن من جهتنا مستمرون بمحاربة الفساد عبر القضاء.
ورداً على مقولة وزير الخارجية حول العدل والمساواة بعد خروجه من جلسة الحوار، اعتبر أن المساواة والعدل ليست بإنتخاب شخص معيّن، بل بممارسة الديمقراطية والانتخاب، ولذلك فإن كلام باسيل ليس بمحله.
ودعا الجميّل كلاً من الحريري وجعجع إلى سحب ترشيح عون وفرنجية لأن هذه الترشيحات لم تصل إلى نتيجة كما أن المرشحين لم يحضرا جلسات الانتخاب، وتوجه إلى القوات اللبنانية بالقول: «لا يمكن البقاء بالتناقض واتهام حزب الله بالتعطيل بالمقابل دعم مرشحه للرئاسة، ودعم من يعطل الانتخابات ألا وهو العماد عون، وكيف تكون ضد حزب الله وتدعم مرشحه؟»، معتبراً أن ورقة التفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر انتهت، وذلك حين لم يلتزم عون بالدستور وحضور جلسات إنتخاب الرئيس، وكذلك حين قال باسيل أن كل شهيد يسقط لحزب الله في سوريا هو شهيد يدافع عن لبنان، فهل يوافق جعجع على ذلك؟.
ووجه رسالة إلى حزب الله، مؤكداً أن لديه دوراً كبيراً جداً والدور الاساسي عنده في هذه المرحلة، وهو يستطيع فتح صفحة جديدة مع جميع اللبنانيين عبر المساهمة بإتيان رئيس جمهورية او بإستكمال تدمير الحالة الذاتية للهيكل اللبناني، وأكد أن التواصل مع حزب الله مستمر ولكن من دون تقدّم يُذكر، وأوضح أن حزب الله مخيّر بين اقرب حليفين له، واعتبر بتحليل ذاتي أنه عندما تكون قادراً على الإتيان برئيس ولا تأتي به، ما يعني أن حزب الله يتطلع إلى ما بعد الرئاسة بإنتظار تطورات المنطقة، لابقاء الاحتمالات مفتوحة أمام تغييرات منتظرة في المنطقة.
واعتبر أن الرئيس نبيه بري يرتكب خطأ كبيراً بحال ذهابه إلى جلسة تشريعية لا تضم القوات والكتائب والتيار الوطني الحر، ولا أعتقد انه سيلجأ إلى هذا الخيار. وسأل: «ماذا بقي من 8 و14 اذار؟».ورداً على سؤال، رأى انه من المعيب التشكيك بحصول الانتخابات البلدية، مؤكدا أن الكتائب يعتبر هذه الانتخابات شأناً داخلياً محلياً انمائياً، وفي كل قرية لها وضعيتها الخاصة، مستثنياً بلدة سن الفيل حيث اعتبر أن المعركة فيها سياسية وكبيرة ضد حزب الكتائب.
وأعلن دعم زياد حواط في جبيل لأنه رجل ناجح، وأن معركة زحلة لها خصوصية وترك الباب مفتوحاً للتحالف مع القوات والتيار الوطني فيها.