IMLebanon

رؤساء ايام الاحتلال السوري؟!

 

كم كان يستغرق انتخاب رئيس الجمهورية من الوقت خلال الاحتلال السوري، ومن كان يتصور افتعال تعقيدات في وجه الاستحقاق الرئاسي، حيث كان الرئيس يعرف من قبل نهاية من سبقه، من غير حاجة الى تذكير احد بضرورة عقد جلسة الانتخاب بمن حضر، ومن دون حاجة الى جلسة مغلقة يتم فيها الانتخاب برفع الايادي، بعكس تماما ما هو حاصل هذه الايام، على رغم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يتغير من تلك الاونة باستثناء القول ان ما تغير هو واقع البلد ليس الا؟!

ازاء هذه الحقيقة، لا بد من سؤال من كان يفهم انذاك بالانتخاب الرئاسي وما اذا كان من اهتمام بالنصف زائدا واحدا او من خلال ثلثي اصوات النواب زائدا واحدا، الى حد القول ان من كانت ترشحه المخابرات السورية كان يتلقى التهائي من قبل العملية الانتخابية، بالنسبة الى ما سبق حصوله مع الرئيسين الياس الهراوي واميل لحود اللذين وجدا نفسيهما في وضع الرئيس الممدد له، نظرا للحاجة الماسة الى خدماتهما التي لا بد وانها قد قدمت الكثير من تراجعات الدولة في دستورها وفي قوانينها!

ان مدعاة العودة بالذاكرة الى الوراء قد تفيد من لا يزال يعتبر نفسه «مرشح فافوري» او بقوة الحاجة الى خدماته مثل رئيس الحكومة العسكرية العماد ميشال عون الذي وجد نفسه مطاردا من قبل  الجيش السوري في عملية مشتركة مع الجيش اللبناني الى ان اضطرته  الظروف لان يهرب من لبنان لاجئا سياسيا الى العاصمة الفرنسية بعد طول  محاصرته في السفارة الفرنسية القريبة من قصر بعبدا، الى ان جاءه الفرج من خلال ما قيل عن صفقة مخدرات لنجل مسؤول بارز سمحت له بالخروج الى النور الباريسي على مدى عشر سنين واكثر!

ولجهة المرشح الاخر فقد كان رئيس «ميليشيا» القوات اللبنانية الذي ظن بدوره ان من خرج من معارك طويلة عريضة مع السوريين لن يكون بوسع احد مقاربته، الى ان تبين له انه حر في تصرفه شرط دخوله   الحكومة برتبة «باش كاتب»مثله مثل غيره من وزراء تلك المرحلة وقبل ان يتضح له انه امام التوزير او السجن وقد اختار السجن ظنا منه انه سيغادره في ايام الى ان تبين له لاحقا انها اصبحت لسنين طويلة جدا لكنه خرج بعدها معافى؟!

وفي هذه الاونة كان ترشح للعماد المتقاعد ميشال عون وللدكتور سمير جعجع، من غير ان يتأثر احدهما بحرية ما بعد الاحتلال، فيما يعرف الجميع ان عون اصبح حليفا لحليف سوريا حزب الله، بينما ظل الاخير ومؤيدوه على طرفي نقيض مع النظام السوري الذي يتهاوى من غير ان تتأثر اوساطه ومريدوه في لبنان جراء معاناة الحرب الداخلية في سوريا فضلا عن ان استمرارية الفراغ في السلطة لا يزال يحمل رائحة البصمات السورية، ربما لان دمشق لم تكن تعرف ان الحكيم غير مطواع لكنها فضلت تأديبه من خلال حرمانه حريته!

اما بعد، فان ظروف الحاضر قد تخدم او لا تخدم ظروف المستقبل طالما بقي الصراع قائما بين عون وجعجع بتأييد من تحت الطاولة من نظام بشار الاسد، خشية ان يرفع عدد معارضي سوريا في لبنان، لان هؤلاء لا يزالون في موقع القادر على تعقيد الامور النيابية – الديموقراطية من غير حاجة الى قانون يحمي الانتخابات الرئاسية ومن دون دستور يعزز عوامل انتخاب الرئيس على رغم صراحة المواد الدستورية التي تفرض الانتخاب بغير الطريقة السائدة على اساس الثلثين زائدا واحدا ومن دون اعتبار للجلسة الاولى التي شهدت اكثرية؟!

لماذا لا يريد الرئيس نبيه بري «الحكيم» رئيسا للجمهورية هل لانه لا يطيق من يأتي على ذكر سوريا في قديمها اللبناني وفي جديدها الداخلي حيث تبين للجميع انها لولا الدعم الروسي والايراني بما في ذلك دعم حزب الله لما كان بشار الاسد قد بقي لحظة في موقعه، وهذا ما لا تريد سوريا مضاعفته من خلال رصيد جعجع اللبناني والعربي والدولي. لذا، فان انتخاب جعجع دونه تعقيدات من المستحيل تذليلها مهما اختلفت الاعتبارات، بما في ذلك من اعتبار اساسي للسلاح غير الشرعي في يد حزب الله وتأثيره السلبي في المجالين الداخلي والسوري؟!

من هنا بالذات يفهم المطلعون ان الانتخابات الرئاسية  لن تحسم من خلال المرشحين ميشال عون وسمير جعجع، فيما هناك من يجزم بوجود مرشح ثالث يجري تحضيره في اروقة المؤثرات الاقليمية والدولية، بما في ذلك ما يمكن ان يمر عبر اصابع حزب الله وحلفائه في لبنان، الامر الذي يعني امكان انتخاب رئيس للجمهورية شرط عدم مناكفته لسياسة حزب الله في الداخل والخارج، وهذا الرئيس لن يكون الجنرال عون من ضمنه السياسي من غير حاجة الى اعتبارات؟!