IMLebanon

مؤشراتٌ صحيَّة… معارضة في السياسة  وثقة في القطاع المصرفي

مجدداً دبَّت الحياة السياسيةُ بزخمها القوي وعلى كل المستويات، بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وبعد انتهاء عطلة عيد الفطر:

تتحرك الدورةُ الإستثنائية لمجلس النواب وجلسات مجلس الوزراء اعتباراً من الأربعاء المقبل، وتضخ الدماء مجدداً في عروق معظم القطاعات ولا سيما الإقتصادية والمالية والمصرفية والإعلامية.

وإذا كان من حدث إعلامي يُسجَّل فهي إطلالة رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل التلفزيونية:

البرنامج الحواري الأول كلام الناس مع الإعلامي مرسال غانم، يستضيف المعارض الوحيد اليوم في الجمهورية اللبنانية. فللمرة الأولى في تاريخ حزب الكتائب يكون الحزب خارج السلطة في ظل مشاركة الجميع. هو يحمل لواء المعارضة في ملفات وقضايا وليس المعارضة للمعارضة:

يعارض إقرار خطة النفط وخطة الكهرباء وخطة النفايات وقانون الإنتخابات والإتفاقات والتسويات والصفقات من خارج الآليات الرسمية. يسأل كيف قُرًّت خطة النفط بسرعة مذهلة في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء؟

يُذكِّر كيف أنَّه الوحيد الذي عارض خطة النفايات، ولا سيما مكب برج حمود، وها أنَّ الجميع اليوم يتذمرون من هذا المكب. يقول:

إننا البلد الوحيد في العالم الذي كان عندنا كهرباء ولم يعد عندنا كهرباء. كان عندنا قطار ولم يعد عندنا قطار.

لكن السؤال:

هل الشيخ سامي الجميِّل ينظر إلى النصف الفارغ من الكوب ويتغاضى عن النصف الملآن؟

ألا يشاهد شيئاً إيجابياً قامت به هذه الحكومة؟

لو كان داخلها، هل كان ليعارض؟

***

وكما دبت الحيوية إعلامياً ونيابياً ووزارياً، تضاعفت الحيوية مصرفياً مع الإنتخابات المحسومة التي سيشهدها القطاع المصرفي اليوم لجمعية المصارف. التنافسُ غير متكافئ بين لائحة القرار المصرفي برئاسة المصرفي العريق جوزيف طربيه، ولائحة التغيير. خبراءُ القطاع يقارنون العناوين، فيعتبرون أنَّ إسم لائحة طربيه يوحي بالثقة لأنَّ القطاع المصرفي يحتاج إلى قرار في ظل العواصف العاتية التي تلاحقه، أما عنوان التغيير مصرفياً، ففيه شيء من الغموض والمجهول، والقطاع المصرفي اللبناني اليوم تكفيه مخاطر المجهول وكذلك الغموض الآتي من تغيير غير محددة معالمه.

رئيس لائحة القرار المصرفي، جوزيف طربيه، مرتاحٌ إلى مسار المعركة، خصوصاً أنَّ إلى جانبه كبار المصرفيين في القطاع، وفي مقدمهم بنك عوده وبلوم بنك وغيرهم من المصارف الذين يتجاوز عددهم الستين مصرفاً ممن يشكلون القوة الناخبة وفق اللوائح الموجودة.

وما هو مضمون أيضاً بالنسبة إلى لائحة القرار المصرفي، أنَّ بعض المصارف الصغيرة التي تعوِّل عليها لائحة التغيير، واقعة في إرباك خصوصاً أنَّ هذه المصالح لديها ارتباطات بمصارف أكبر منها، وهي ستأخذ هذه الإرتباطات بعين الإعتبار عند عملية الإنتخاب.

***

وهناك مسألة حسابية تعني الكثير بالنسبة إلى سير العملية الإنتخابية، فلائحة القرار المصرفي تضم إثني عشر مرشحاً من كبار المصرفيين، فيما لائحة التغيير غير مكتملة، وعدد المرشحين فيها ثمانية فقط.

***

في الموازاة، فإن انتخابات جمعية المصارف ليست جزيرةٌ معزولة بل هي مرتبطة بظروف البلد والقطاع المصرفي ومصرف لبنان، لِما هناك من علاقة وثيقة بين مصرف لبنان وهذا القطاع، انطلاقاً من هذا المعطى فإن الحاكم رياض سلامة يُبدي اهتماماً بمسار العملية الإنتخابية ويُدرِك أنَّ العملية مضبوطة بما لا يُحدِث أي انعكاس سلبي على التماسك والتجانس المصرفيّيْن، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان ضاعف من درجة اهتمامه.

***

بعد الإنتخابات مباشرةً سيتقبَّل جوزيف طربيه التهاني بانتخابه مجدداً وسيُلقي كلمة يعتبرُ فيها أنَّ الإنتخابات أصبحت وراءنا، وليجدد ثقته بالقطاع المصرفي اللبناني وبالعلاقة الوطيدة بين هذا القطاع ومصرف لبنان.