Site icon IMLebanon

سمّعونا سكوتكن!

 

من أنتم؟

أنتم لستم أكثر من أمراء حرب وتجّار دم، واختصاصيين باحتكار لقمة العيش وتعب الشعب، ومتخرّجين من سفارات أكثر أنظمة العالم تخلّفاً وديكتاتورية، أو بأفضل الأحوال من خلف متاريس الحرب الأهلية.

من أنتم؟

أنتم نصّبتم أنفسكم أولياء على حريّتنا نحن اللبنانيين وأحلامنا، على شقائنا وطموحنا، على طفولتنا وشيخوختنا.. استوليتم على أموالنا وأملاكنا ومقتنياتنا وشطآننا وجبالنا ومياهنا الجوفية ونفاياتنا.

 

من أنتم؟

أنتم من رأس الهرم إلى أسفله، وفي كل مناصبكم الوزارية والنيابية والاستشارية والإدارية، لا تملكون أدنى فكرة عمّا تفعلون.. وزراء صحة لا يعرفون الفيروس من البكتيريا، وزراء طاقة لا يفرّقون بين الأمبير والفولت، وزراء دفاع يجهلون مَن أعلى رتبة العميد أم العقيد، وزراء مالية غير مؤهّلين لحلّ فحص رياضات في صفّ الروضة، وزراء زراعة يحصدون في الشتاء ويزرعون في أيلول، وزراء خارجية مقتنعون بالسفر إلى القمر بالبرّ… وزراء ووزراء يتنقّلون من وزارة إلى أخرى مثل قطع الليغو، والشعب يدوس عليها صباحاً ومساءً. وحدّث ولا حرج، على النوّاب في البرلمان المتخصّصين في كلّ مواد الطائفية والرجعية والتزلّف، والأنكى أنهم مسؤولون عن تشريع القوانين المفروض أن تطوّر البلد، وإذ بها، وبعزيمتهم تضعنا في أسفل التصنيفات العالمية، مثل البيئة والاقتصاد ومستوى الأمراض والحريّات وحقوق المرأة والدين العام والفساد…

 

أنعِم وأكرِم على هيك مستوى من المسؤولين، كان لهم ملء الوقت خلال الحرب الأهلية أن يوقفوها ولم يفعلوا، وكان لهم ملء الوقت بعدها أن يحسّنوا فاستمرّوا بتفكيرهم الميليشيوي… ومنذ عام 2005 وبعد ثورة الأرز، مرّ 14 عاماً لم يطبّقوا فيها أي نوع من الإصلاحات. تبدّلت الاصطفافات وخُلطت التحالفات وتوزّعت الغنائم، ولم يتبدّل وجعنا ولم يتبدّل قرفنا ولم يتحسّن أملنا… ونحن الذين كنّا ضحايا ورهائن المسلّحين وأحزابهم أيام الحرب، تحوّلنا إلى سبايا لدى أصحاب المولدات وسائقي صهاريج المياه والصرّافين والتجّار وأزلام الزعماء المنتشرين في مفاصل الدولة… اغتصبتمونا ببذّاتكم العسكرية وعدتم واغتصبتمونا بالكرافاتات المتدليّة من بدلاتكم الرسمية.

 

لكن انتبهوا.. نحن استيقظنا من سبات طائفيتكم، ونهضنا من على سرير ميليشياتكم الذي انتهكتم عذرية حريتنا عليه… وفهمنا أنكم غير مؤهّلين على إدارة حضانة أطفال، فكيف بالحري بلد مثل لبنان.

 

أنتم تقبعون في منازلكم ومكاتبكم وتحصيناتكم، ولا تملكون أدنى فكرة أنّ الشباب والشابات القاطنين في الشوارع يملكون وعياً اشتغلتم لسنوات على تسخيفه، وأولئك الذين يحرقون الإطارات ويقفلون الشوارع يتصرّفون من حرقة قلب لن تستطيعوا إخمادها كما أخمدتم حرائق الأحراج بالشحاذة من الدول المجاورة والذلّ أمام أعين المجتمع الدولي. ولن تنطلي عليهم لعبتكم المفضوحة بعصابات التكسير وافتعال الصدامات مع القوى الأمنية والجيش، خصوصاً أنه إذا كان هناك أي أمل وإيمان باقٍ في قلوب المتظاهرين، فهو بسبب وجود عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين يشاركوننا فقرنا وطفح بهم الكيل من تجاوزاتكم أيضاً.

 

لعبة قلب الطاولات انتهت بعد أن سقطت على رؤوسكم، وعملية شراء الوقت والمماطلة وحقن المورفين ستبوء بالفشل لأنّ أطبائها فاشلون… الشعب يريد معرفة المقصّرين بالأسماء، يريد لمس الحقائق بالأرقام والبراهين، يريد حلولاً لمشاكل عمرها من عمر الأرز. سمّعونا سكوتكن وفرجونا إصلاحاتكم، أو ساعدونا بلفّ الحبل على رقبة نظامكم الفاشل.