IMLebanon

«القلوب المليانة» بين الرابية وبنشعي

سواء أكان صحيحاً ما نقله أمس، أحد المواقع الإلكترونية عن  توقيع الوزير روني عريجي على مرسوم فتح الدورة الإستثنائية أم لم يكن صحيحاً فإنه يأتي طبيعياً ولا يفاجىء إلاّ الذين يجهلون طبيعة «المشاعر» التي يكنها النائب سليمان فرنجية للعماد ميشال عون اللذين لا يجمع بينهما سوى ما يسميه فرنجية بـ»الخط الاستراتيجي» الذي إنضمت إليه الرابية متأخرة.

في «8 آذار» الشهير كان فرنجية في صلب هذا الفريق الذي تظاهر شكراً لسوريا ولرئيسها بشار الأسد. بينما كان ميشال عون مكوّناً أساساً في «14 آذار» الأكثر شهرة يوم زحفت المناطق المسيحية «عن بكرة أبيها» تلبية لنداء الرجل الذي كان منفياً في باريس، فخرقت الحواجز والممنوعات المادية والنفسية والتقت بالزاحفين من غرب بيروت والبقاع والإقليم وطرابلس والضنية والمنية في ذلك اليوم المشهود.

وفي إنتخابات الـ2009 بقي العميد فايز كرم مرشحاً عن زغرتا، بإسم التيار الوطني الحر، الى أن زار الرابية في ربع الساعة الأخير منسحباً من المعركة. وكان معروفاً أنه كان سيأخذ أصوات «الحصّة التيارية»، التي عادت فانصبّت الى جانب فرنجية، في وقت كشفت النتائج، يومذاك، فوارق ببضع مئات محدودة من الأصوات بين الأخير في لائحة فرنجية والأوّل في لائحة ميشال معوّض.

وإذا صح ما ينقله «الوشاة» الى الرابية، فإنّ فرنجية لم ينس ما يردده مناصرو التيار في منطقة زغرتا – الزاوية من أنه لولا أصواتهم لكانت لائحة فرنجية خسرت واحداً منها على الأقل لمصلحة معوّض.

ويسهب «الوشاة» في الكلام عمّا يدور في المجالس الخاصّة من نقد لاذع يوجهه فرنجية للجنرال… أمّا في المقابلات والمجالس المعلنة فالكلام من نوع «الجنرال مثل بيي، ولو كان بدّي حاسب كان في ألف سبب وسبب للزعل».

لذلك كان غياب الوزير عريجي (الذي يشيد جميع معارفه بأخلاقه ونهجه في الوزارة) عن جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي مدار الكثير من التعليقات والتفسيرات.

في أي حال… حدث أو لم يحدث فعلى رئيس المردة أن يختار بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري في مسألة توقيع مرسوم فتح الدورة الإستثنائية.

وبالتالي فإن حكاية «ليست رمّانة بل هي قلوب مليانة» تنطبق على الرجلين اللذين يمضيان (ربما) الى تعميق شقة الخلاف في ما بينهما إلى مزيد من الإتساع.

وسيكون على أمين عام حزب اللّه سماحة السيد حسن نصراللّه شغل كبير ليعيد رأب ما يمكن من الصدع الذي يصيب العلاقة الثنائية بين حليفيه. علماً أن الرابية تتفهم موقف وزراء حزب اللّه بتأييد فتح الدورة، ولكنها لا تتفهم، ولا تريد أن تتفهم موقف فرنجية المتمايز كثيراً عن موقفها… هذا التمايز أساساً كان لافتاً من مسألة التعيينات الأمنية عندما يشيد فرنجية بالعميد شامل روكز لقيادة الجيش ولكنه يستدرك انه مع «التمديد للعماد جان قهوجي إذا تعذّر التعيين».

والمكتوب يجب أن تقرأه الرابية من هذا العنوان.