IMLebanon

«غسيل قلوب» بين سليمان و«حزب الله» في اليرزة

الرئيس السابق يحمِّل رعد سلاماً إلى «السيّد»

«غسيل قلوب» بين سليمان و«حزب الله» في اليرزة

«أوصل سلامي إلى السيّد». بهذه العبارة التي توجّه بها الرئيس ميشال سليمان إلى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، اختتم اللقاء الأول بين «حزب الله» وسليمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق.

صحيح أن زيارة وفد «كتلة الوفاء للمقاومة» لسليمان، في منزله في اليرزة، تأتي في سياق تقديم واجب العزاء، لكن طبيعة النقاش أخذت اللقاء إلى ما هو أبعد من ذلك بين سليمان و«حزب الله»، حيث تجاوزا مرحلة القطيعة التي حصلت بسبب ما صدر من مواقف حول «المعادلات الخشبية» و«إعلان بعبدا».

وفد «كتلة الوفاء» ضم بالإضافة إلى رئيسها النائب رعد النائبين علي عمار ونوار الساحلي واستقبلهم سليمان باهتمام بالغ، وجرى تبادل القبلات في الاستقبال وعند المغادرة حرص سليمان على مرافقة الوفد حتى البهو الخارجي، في حين كانت الضحكات مسموعة الى الخارج طيلة اللقاء.

ما الذي دار في اللقاء؟

كانت التعزية اساس اللقاء، ومن ثم جرى الانتقال فورا الى فتح المواضيع المطروحة وضرورة استكمال الحوار على كل المستويات. وكان تركيز على الوضع في لبنان، اذ ثبت في هذه الفترة انه مستقر ويمتلك حداً عالياً من الاستقرار السياسي والامني، رغم كل الذي حصل من حوله في الدول العربية، خاصة في سوريا، اذ طيلة نحو اربع سنوات لا يزال الاستقرار موجودا، ورغم «التعب» في المؤسسات الا انها تقوم بواجباتها، وبرهن الجيش انه موحد وقادر على القيام بمهام تحمي الوطن. فالتوتر المذهبي الموجود في المحيط لم يترجم في لبنان الى مواجهات مسلحة، وهذه امور يمكن الارتكاز عليها لتحسين وضع البلد ووضع الناس والاقتصاد.

كما جرى تناول المواضيع التي طرأت منذ الفترة الماضية، لا سيما بالنسبة إلى موضوع «اعلان بعبدا» والى الوضع السوري والارهاب، وصولا الى كل الاستحقاقات، حيث جرى تبادل وجهات النظر، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار. لم يظهر خلال اللقاء ان هناك خلافا كبيرا، للرئيس سليمان رأي بـ«إعلان بعبدا» ولا يزال عليه لجهة انه يحمي لبنان، والحزب ابدى تقديره لرأي سليمان مع تمسكه برأيه، اما الفتور الذي حصل فهو جراء تفسير بعض الكلام؛ للرئيس سليمان ملاحظات تجاه الحزب قالها بصراحة، والوفد قال ملاحظاته بصراحة ايضا.

اما «المعادلات الخشبية» فحسم النقاش بشأنها ولمرة نهائية. الكلام لم يكن عن «معادلة» انما عن «معادلات»، حتى لو استخدم مصطلح «المعادلة» مَن يقول إن المقصود هو المقاومة؟ هناك جيش وشعب و«إعلان بعبدا».

حقيقة الموقف هي انه بعدما كان الوعد بإدراج «اعلان بعبدا» في صلب البيان الوزاري، كان طلب من الرئيس تمام سلام قبل تشكيل الحكومة بعدم إدراج الاعلان في البيان مقابل عدم ادراج المعادلة الثلاثية. ورغم انزعاج سليمان في حينه، إلا أنه قال: «لا اريد عرقلة الحكومة، لان العهد قارب على نهايته»، ورغم ذلك ايضا، عمل سليمان على صوغ التخريجة للفقرة المتعلقة بالمقاومة في البيان وتحول مكتبه الى خلية نحل.

وذكّر سليمان الوفد بهذا الامر، فـ «لا استهداف للمقاومة، مع التمسك برفض ذهاب الحزب الى سوريا، ولا علاقة للأمرين ببعضهما». كما ذكّر سليمان الوفد انه عند العمل على صوغ «اعلان بعبدا» والحركة التي سبقته وواكبت صدوره، لم يكن موجها ضد «حزب الله» انما جاء نتيجة كشف باخرة السلاح «لطف الله2» وعبور مسلحين للحدود باتجاه سوريا، وهذا ما عمل عليه بالتشارك، ووافقه رعد الرأي.

اكد وفد الحزب انه لا توجد مقاطعة لسليمان وهم لا يتبعون سلوكا كهذا، وكان نصيب من الحديث للحوار المرتقب بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» الذي يذهب اليه الحزب بقلب وعقل منفتحَين وبلا اية عقد او تعقيدات. وكان تشديد من سليمان على ان هذا الحوار يجب ان يستند الى الحقيقة لا ان يكون حوارا حول اكاذيب او تجاوز الحقائق. وكما قال سليمان للرئيس سعد الحريري في باريس قال لوفد الحزب: «ضعوا الحقائق على الطاولة سويا لأن الديموقراطية تُبنى بالحوار والحوار لا يجري الا حول الحقائق. هناك امور مشتركة يتم تثبيتها، وهناك امور متباعدة يتم العمل على التقريب بشأنها.

استمر عتاب غسل القلوب بقول سليمان: «اربع سنوات وانا اقف معكم ومتهم اني مع 8 آذار.. متى بادلتموني؟ باستثناء موقف للسيد حسن نصرالله اثنى فيه على رئيس الجمهورية، في حين كانت جوقة زجّالين للشتيمة والاتهامات ضدي، ووقت الاستحقاقات، عندما اطلب مساعدتكم، تقولون معك حق، ولكننا ملتزمون مع العماد عون. يعني عندما لا يقبل عون لا تقبلون انتم».

اختتم اللقاء بالتأكيد على تكراره.

حبر وميّ.. وقصور

لم يخل اللقاء بين سليمان ووفد «حزب الله» من «نهفات» الحاج علي عمار، عندما توجه سليمان بالعتاب الى رعد لقوله إن «اعلان بعبدا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه» وأن هذا الاعلان «بلّوه واشربوا زومه».. وقال سليمان لرعد «انت قلت الاولى ولم اعد اذكر من قال الثانية»، فاشار عمار الى سليمان بأن رعد قال الأمرين فقال رعد «صحيح انا الذي قلت الموقفين».

وقال سليمان للوفد «حيث استقبلكم الآن ليس قصرا انما بناء اشتريت فيه شقة»، فقال رعد «من يتحدث عن القصور يكون هو من يمتلك القصور».