IMLebanon

تنبَّهوا جيِّداً  الحرب المفتوحة على داعش

شهرٌ واسبوع وتُطل أعيادُ نهاية السنة، هكذا صارت تأتي الأعياد، أغمِض عيناً وافتح عيناً، ولأننا في عصر العولمة، فإن أي تنغيصٍ للعيد في موسكو ينعكسُ على لبنان، تماماً كما تنغيص العيد في الضاحية الجنوبية ينعكسُ على غير منطقةٍ وغير بلد.

الأسبوع الفائت كانت عواصمُ العالم تستعد للبدء بزينة الأعياد، باريس العراقة والفن والثقافة، تماماُ كما لندن، تماماً كما نيويورك، تماماً كما بيروت، تماماً كما بروكسيل وغيرها وغيرها… تلقَّت الضاحيةُ الجنوبية الضربةَ، ثم تبعتها باريس وقبلها شرم الشيخ، وَقَف العالم مذهولاً، إنقلب التحضير للعيد إلى تحضيرٍ لمآتم ضحايا التفجيرات، وهي ضحايا لم تَعدُّ بالعشرات بل بالمئات. في باريس تجاوز العدد المئة والثلاثين بالإضافة إلى 350 جريحاً، في كارثة الطائرة الروسية 220 ضحيةً، في الضاحية الجنوبية كان يمكن أن يكون العددُ أكبر بكثير لو نجح الإرهابيون في ما خططوا له، بحسب ما كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق.

إذاً نحن في مواجهةِ حرب عالمية ثالثة أدواتها ليست جيوشاً نظامية، بل هي أقرب إلى الأشباح، لكن انطلاقتها تجعلُ من الممكن الحد من خسائرها، فأين موقع التخطيط؟

أجمعت معظم أجهزة الإستخبارات المحلية والعربية والعالمية أنَّ غرفة عمليات داعش هي في منطقةِ الرقة في سوريا، منها انطلقت المحادثاتُ والتعليمات إلى مصر لتفجير الطائرة الروسية، ومنها انطلقت الإتصالاتُ والتعليمات للتفجير في الضاحية الجنوبية، وحتى منها انطلقت التعليمات لتوجيه الضربات في فرنسا، وليس من باب المصادفة أن الطيران الحربي الفرنسي ضرب بكثافةٍ منطقة الرقة غداة العمليات في باريس.

ولكن ماذا بعد؟

العنوان العريض والكبير ان العمليات لن تتوقف، بدليل المعطيات والمؤشرات التالية:

ما أدلى به وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق من أنَّه من المستحيل أنّْ تكون عملية برج البراجنة هي الأخيرة، كاشفاً أن الإنتحاريين كانوا يُجرون لقاءات مع شخص يدعى أبو وليد وهو موجود في منطقة الرقة السورية.

الدليلُ الثاني أو المؤشر الثاني ما أدلى به رئيس الوزراء الفرنسي من أنَّ إعتداءات باريس نُظِّمَت ودُبِّرَت وخُطط لها من سوريا، والإرهابُ يمكن أن يَضرب مجدداً في الأيام المقبلة.

في الإستنتاج، لم يَعُد الإرهاب وحدَه هو المعوْلَم، بل إنَّ مواجهته أصبحت معولمة أيضاً، فليس من باب المصادفة أن يكون كلام وزير الداخليةِ نهاد المشنوق هو ذاته الذي يتكلَّم به رئيس الوزراء الفرنسي:

غرفةُ العمليات في الرقة.

الإرهابيون يحضرون لعمليات أخرى.

إنه الإرهابُ، والمواجهة لا تكون فرديةً، بل جماعية، بل دولية، فلأن لم يعد أحد بمنأى عنه، فإنَّه مطلوب من الجميع مواجهته.