Site icon IMLebanon

فالج

 

«طلع الشعر» على لساننا ونحن نناشد حزبي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أنّ يعقدا هدنة إعلامية حقيقية. أن يمارس كلّ منهما حقه في الموقف السياسي ولكن بعيداً عن خلفية الحقد والبغضاء وأيضاً خلفية الماضي الأسود.

 

ولكن، عبثاً نحاول، على ما يبدو.

 

فهل يدري هذان الفصيلان الكبيران أي ضرر يلحقه خلافهما بالوطن؟

 

لا شك في أن قيادتيهما تدريان، وتدركان. ولكن يبدو أن تمكن الحقد من النفوس،  والبغضاء من القلوب قاد الطرفين الى البعيد بحيث نخشى أن يكون الرجوع الى الصواب بات متعذراً. وهذا ما لا نريده، ولا يريده  المحبون وأيضاً الحريصون على مصلحة الوطن  خصوصاً في هذه الظروف القاسية جداً التي يمرّ بها لبنان، كما المنطقة برمتها، والتي من شأنها أن تنعكس على لبنان واللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بعواقب لا نظن أنهما يجهلانها.

 

ونود أن نلفت الحزبين معاً إلى أنّ الخطيئة الكبرى هي ألا يقعا في فخ النفاق والتدليس والكذب وسائر ما يحوط كلاً منهما من ادعاءات التضامن والمودّة والدعم من قبل الذين لا يريدون لأي منهما الخير، والذين يعملون دائماً وأبداً على تسعير نيران الخلاف بينهما وتأجيجها  في شكل دائم.

 

قلنا ونكرّر إن أطرافاً عدة عملت وتعمل على ألاّ  يقوم وفاق حقيقي بين ميرنا الشالوحي ومعراب. وأنّ    هذه الأطراف متضررة (سياسياً) فعلاً من المصالحة التاريخية ومن ورقة معراب. وإذا كان القاصي والداني، حتى المبتدئين في السياسة يدركون هذه الحقيقة، ألم يحن الأوان كي تدركها القيادتان.

 

إنّ لبنان في واحدة من أكثر مراحل تاريخه دقة وحراجة، وإنّ ما يُخطط للبنان من خلال مشاريع المنطقة هو أكثر من خطر. ولا شك في أن الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع الأكثر تحسساً بذلك كلّه… فالسؤال الذي يطرح ذاته، وبإلحاح هو: هل نواجه المخططات تلك بشرخ عميق وصفوف مفرّقة؟!

 

ليس ما نقوله يدخل في باب «نظرية المؤامرة».

 

فالواقع من حولنا ليس مجرّد نظرية، إنه ملموس في الوثائق والتقارير وعلى الأرض!

 

قد نكون كمن «يدق الميّ» ونحن نكرر ذاتنا في مسألة العلاقة بين التيار والقوات. ولقد كنا  في هذه الزاوية من أشد المقاتلين في سبيل نجاح مساعي المصالحة من دون أن نكون على أي صلة بهذا الحزب أو بذاك، إنما كنا وما زلنا على صلة بما نراه أنه في مصلحة لبنان وشعبه كله، وبالتحديد في مصلحة المسيحيين، ولا شك في أن خلاف الحزبين يتهدد تلك المصلحة بأبشع النتائج. حتى إذا انتهى الدور المسيحي انتهى لبنان! وهذا اقتناع راسخ  في وجداننا ووجدان الكثيرين من إخوتنا المسلمين.