Site icon IMLebanon

هنا «لبنان والمهجر»: بيروت تستأنف حياتها وكذلك المصرف

تقترب سيدة في العقد الرابع من عمرها إلى مكان الانفجار الذي استهدف مصرف «لبنان والمهجر» أمس في منطقة فردان، وتبدأ بالتقاط الصور.

تملك السيدة محلاً للألبسة مقابل المصرف. تتخيل للحظة لو أن الانفجار وقع في وضح النهار أو خلال أيام العمل الأسبوعية. ترفض التعبير عن شعورها بالخوف الذي انتابها منذ أن سمعت بخبر الانفجار. إلا أن عبارات وجهها تفضحها. وحده سؤالها يعبّر عن حالتها النفسية «هل يا ترى عدنا الى مسلسل الانفجارات».

يختلف صباح الاثنين عند موظفي المصرف الذي استهدف لحظة إفطار مساء الأحد، أول من أمس، في قلب أكثر منطقة حيوية في بيروت. هنا، في المبنى الجديد، الذي استحدثه «لبنان والمهجر» قبل سنوات وجعله مركزه الرئيسي، يتكرر مشهد يلاحق اللبنانيين منذ سنوات، لا بل ربما لم يغب كثيراً عن بالهم وذكرياتهم. تفجير يخفي معالم المباني الموجودة في مكان الانفجار وينثر الزجاج ملء المكان. حول المصرف الذي انهارت واجهته الزجاجية بمعظمها، فيما لم يعد ما بقي منها عالقاً صالحاً للاستعمال، هناك بضع سيارات كانت مركونة هناك لحظة الإنفجار، فنالت نصيبها من الأضرار. لم يكن أحداً من سكان المنطقة ليتوقع ما حصل. رغم ذلك، وعلى غرار انفجارات أو حوادث أمنية سابقة، تكمل الحياة في العاصمة بوتيرة تحاول قدر الإمكان أن تكون طبيعية.

منذ صباح أمس، حضرت الأدلّة الجنائية إلى المكان وكشفت على الأضرار. ومن ثم فُتحت الطريق أمام العمال الذين باشروا في رفع الأنقاض.

في الشارع المنكوب، يوجد مبنيان للمصرف نفسه. انتقل موظفو المبنى المتضرر إلى المبنى الملاصق له، كما توزعت مجموعة كبيرة من بينهم على الفروع الأخرى. هنا أيضاً، تقع ثانوية «رمل الظريف الرسمية المختلطة» التي طالتها بعض الأضرار. المدرسة لم تفتح أبوابها أمس أمام طلاب الثانوية العامة، لتقديم الامتحانات الرسمية. وفي المكان أيضاً الفرع الرئيسي لشركة التأمين «أروب» بعدما تضرّرت مكاتبها في الطابق الأرضي، ما دفعها إلى الانتقال إلى الطوابق السفلية لمتابعة عمل موظفيها.

حضرت إلى المكان مجموعة من الصحافيين المحليين والأجانب، واكتظّ الشارع بسيارات النقل المباشر التابعة للقنوات التلفزيونية.

يتولى أفراد من رجال حماية المصرف وشركة التأمين مهمة رجال الأمن الذين غادروا موقع الانفجار بعد فتح الطريق، ويمنعون التصوير داخل المباني المتضررة. تتحدث المصادر عن أن «زنة العبوة تتراوح بين 7 و8 كلغ موضوعة في حقيبة، وأن قوة العصف موجهة الى داخل المصرف، كذلك تم سحب محتوى الكاميرات و «داتا» الاتصالات في محيط المنطقة المستهدفة.

من جهتهم، يرفض موظفو «لبنان والمهجر» الحديث الى الإعلام. قرّر بعضهم استبدال استراحة الغداء بجولة استكشافية. فها هو مقرّ عملهم ينجو من عملية إرهابية، كادت أن تحدث مجزرة لو اختلف التوقيت.

يشير أحد الموظفين (رفض ذكر اسمه)، إلى أن حركة الزبائن كانت عاديةً بالأمس، كذلك لم تتغيّر ساعات العمل، ولم يشهد يوم أمس أي غياب على صعيد الموظفين. يضحك الموظف نفسه قبل أن يتابع سيره إلى عمله ثم يقول « تعودنا ولو!!، صارت الانفجارات وين ما كان». وعن خشيته بأن تتكرر هذه الرسالة بعبوة ثانية لاحقاً، يجيب بخيبة أمل «هنا مكان عملي واعتبره أهم من مكان سكني».

في المشهد نفسه، تفقد سيدة صوابها أثناء مقابلة أجرتها معها إحدى المراسلات، وتنهال بالشتائم على المجموعات الإرهابية. تدعى السيدة بثينة الحركة، ولم تستيقظ من صدمتها بعد، لان زوجها الذي يملك مكتب محاماة بالقرب من المكان، غادر مكتبه قبل دقيقة واحدة من وقوع الانفجار. برغم ذلك، لم يمنعها أي شيء من الحضور والتفقّد، مؤكدةً على أن» تلك الانفجارات تعزّز من وحدة اللبنانيين ضد الإرهاب».

«لبنان والمهجر» مستمر بتقديم خدماته

بدوره، أصدر «لبنان والمهجر» بياناً ، علّق فيه على التفجير، لافتا إلى أنه «نحمد المولى على أن هذا الحادث لم يؤد إلى أية خسائر بشرية وإنما اقتصرت الأضرار على بعض الماديات، ولم تمس أية أوراق أو مستندات خاصة بالمصرف».

وأكدّ أن «البنك مستمر بتقديم كافة خدماته المصرفية في جميع فروعه، وحتى إصلاح الأضرار يتابع الفرع الرئيسي أعماله من خلال مبنى البنك الملاصق له»، مشددا على ان «البنك يمثل كافة شرائح المجتمع اللبناني وطوائفه ،سواء لجهة زبائنه البالغ عدد حساباتهم أكثر من أربعمئة ألف في لبنان، أو لجهة مساهميه الذين يفوق عددهم العشرة آلاف، أو لجهة موظفيه البالغ عددهم أكثر من ألفين وخمسمئة في لبنان فقط».