Site icon IMLebanon

«لبَّيْكَ يا ..نتانياهو»!

مشهد حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو» في قاعة الكونغرس الأميركي، مثيراً للضحك «المُزْمِن» ولأسبابٍ عدّة، أوّلها أنّنا وجدنا أنفسنا في حضرة «السيناتورات» وهم يقفون ثم يقعدون مصفقين بحرارة شديدة لنتانياهو، حتى ظنّنا فيها أنّ هذا التصفيق سيصل إلى لحظة «رفع القبضات.. والهتاف: لبيّك يا نتانياهو»، بصراحة مشهد خطاب الأمس يحتاج إلى كثير من الوقفات عنده، بصرف النظر عن كلّ ما قيل على حوافّه السياسيّة…

تحذير نتانياهو بأنّ «إيران تهيمن على معظم مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وهي سوريا واليمن ولبنان والعراق»، تصدّر كلمته كعنوانٍ، مع  أنّ إيران سبقته وأعلنتْ سيطرتها على دول عربيّة أربعة سبق وقرأنا هذا الكلام «المبتهج» في تصريح لـ»علي أكبر ولايتي»، ولاحقاً على لسان «علي رضا زاكاني» مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، الذي سبق وأدلى بحديث تبّجح فيه قائلاً:»ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران (…) وصنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة(…)  وأن 14 محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريباً من أصل 20 محافظة، وأنها سوف تمتد وتصل إلى داخل السعودية(…) فالثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وان الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي»، نتانياهو لم ينقل جيداً أمام الكونغرس الأميركي الخطورة الحقيقيّة التي تشكلّها إيران ليس فقط على الشرق الأوسط بل على العالم العربي!! وهنا، بدا كلام رئيس وزراء»العدو الإسرائيلي» أكثر لطفاً واحتراماً، من كلام المسؤولين الإيرانيّيْن المتبجّحين بنواياهم الوقحة التي تستعد لاحتلال المملكة العربية السعودية، بل الوصول إلى عمق السعودية الاستراتيجي!! مع ملاحظة أننا لم نسمع ـ للأسف ـ أيّ ردٍّ سعوديٍّ على أيٍّ من هذه التهديدات الخطيرة!!

وقبل العودة لبعض النقاط في خطاب بنيامين نتانياهو، لا بُدّ لنا من طرح السؤال: «هل هذه هي المعادلة التي سعت إيران عبر حزب الله لإرسائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن وما سيتبعها من دول على ما يبدوـ بسبب ما روجت له أحد التحليلات «الفكاهيّة» التي نشطت بها الماكينة الإعلاميّة الإيرانّية، منذ البداية لم نتنبّه أن إيران وحزب الله سعيا لفرض أمر واقع «إما معنا وإما مع إسرائيل»!!

وبصراحة أشدّ وضوحاً نقول؛ نعم، هذا واحد من أخطر التكتيكات التي استخدمتها إيران، لتخرج ماكينتها الإعلامية لتلبس كل الرافضين السير والاستسلام للاحتلال الإيراني، وستدرك إيران لاحقاً أنّها بهذه المعادلة تورّط نفسها بمعادلة أكثر فاعلية وشهرة، وستدفع هي والولايات المتحدة ثمن اتفاق سيسقط من تلقاء نفسه، ومهما حرص أوباما على عدم تسرّب بنود اتفاقه مع الإيراني، فهو بها يضع ملياراً من المسلمين في لحظة عداء كبرى لأميركا، وعندها: «خلّي إيران تنفعو»!!

خلال حديثه أمام أعضاء البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني بحسب موقع «عربي 21» أن إيران تمر في هذه الأيام بمرحلة أسماها «الجهاد الأكبر»، وهذا كلام يقوله هؤلاء الناس عن عقيدة لا عن سياسة، وحتى اللحظة يتعامل العالم مع دولة سياستها «عقيدتها»، فكيف يستقيم أي اتفاق ما دامت أسس الحوار غير متكافئة ولا سويّة!!

أخيراً؛ ثمة نقاط في خطاب رئيس وزراء إسرائيل دولة العدو، أجدني أؤيدها لأنها تضع يدها على جرح المنطقة النازف وجسدها المتشظّي بالسلاح الإيراني، نعم؛ أنا مع هذه النقاط في خطاب نتانياهو، النقطة الأولى: «علينا مواجهة أهداف إيران للتوسع والهيمنة والإرهاب»، والنقطة الثانية: أنّه «على إيران أن توقف عدوانها على دول الشرق الأوسط أولاً، وعليها وقف دعمها للإرهاب قبل أي اتفاق نووي»، والنقطة الثالثة: «على إيران تغيير سلوكها قبل عقد أي صفقة معهم»، والنقطة الرابعة: «الاتفاق سيؤدي إلى سباق على الأسلحة النووية في الشرق الأوسط».

وبالمناسبة؛ هذه مطالب الشعوب العربية والعالم العربي، ومطالب دول مجلس التعاون الخليجي، ومطالبنا في لبنان بشأن سلاح حزب الله و»دويلته» القائمة على حساب الدولة اللبنانيّة، ومن قبل أن تكون مطالب رئيس الحكومة الإسرائيلي التي أطلقها بالأمس، فقد سبقناه ووضعناها على ـ سيئة الذكر ـ طاولة الحوار المستديرة تحت قبة البرلمان في آذار العام 2006، وكانت النتيجة ربط حزب الله للبنان وشعبه بالمشروع الإيراني، وتسليمه قرار الحرب والسّلم ليس في لبنان فقط بل في المنطقة برمتّها.