يستحق اللواء عباس إبراهيم وسام بطل لبنان لانه خاطر بحياته وقام بأكثر من واجبه لتحرير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة.
امضى اللواء عباس إبراهيم ثلاثة ايام بنهارها وليلها في جرود عرسال، وتعرض للخطر وللخطف ولم يأبه للاخطار، بل يوصف بأن قلبه صخر، وصوّان، يجتاز أفقاً من نار، بحراً من المخاطر، ولا يهاب الموت، وكل ذلك في سبيل مصلحة لبنان، وهيبة الجيش اللبناني، والقوى الأمنية، ولذلك عمل فوق طاقته من اجل تحرير العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة.
تعرض اللواء عباس إبراهيم للنكسات في السابق اثناء المفاوضات مع جبهة النصرة وقطر وتركيا لتحرير العسكريين لدى جبهة النصرة، لكنه لم يكلّ ولم يتعب، ولم ييأس، ولم يعرف اليأس درباً وطريقا له الى عقله او قلبه، بل كان بعد كل نكسة اكثر حماسة للمضي في الطريق الصعب، في الطريق المستحيل من اجل تحرير العسكريين لدى جبهة النصرة.
عندما تم تعيين اللواء عباس إبراهيم مديرا عاما للامن العام حسبوه انه ضابط شيعي آت الى الامن العام، فاذا به يهتم بكل اللبنانيين دون تفرقة او تمييز، لا بل يهتم بالمسيحيين مثل المسلمين واكثر، وفي كل مرة كنت أزوره كان يقول لي «ماذا علينا ان نفعل يا شارل لنحافظ على المسيحيين في البلد وان لا يهاجروا وان يكونوا فاعلين ضمن الدولة اللبنانية، فهم أساس في بناء لبنان، لا بل كان همّه وقف الهجرة المسيحية من لبنان، وانشأ جهازاً للأمن العام حديثاً جداً متطورا وافتتح اقساماً له في مناطق عديدة، وخلق قوة ضاربة في الأمن العام لمراقبة شبكات الإرهاب، واستطاع كشف شبكات إرهابية كثيرة وجواسيس لإسرائيل وعملاء لمنظمات إرهابية يقبضون أموالاً ويوزعونها على شبكات نائمة تتحرك للتفجير والإرهاب عند اللزوم».
اعطى اللواء عباس إبراهيم هيبة لنفسه وهي موجودة لديه، واحترم نفسه ففرض الاحترام على الجميع، حتى اصبح في مركزه من خلال الإنجازات التي يقوم بها وينتجها اقوى من مركز وزراء ومن اهم مراكز الدولة الفعّالة، فاذا بالدول الكبرى تحترمه وتوجّه له الدعوات وهو دائما كان في مفاوضاته مع الدول يعمل لمصلحة لبنان ولا يعمل لمصلحة جهة معينة او دولة أخرى او غيرها.
قدم اللواء عباس إبراهيم تضحيات كثيرة، فأصبح الامن العام منارة للأمن ولحفظ الامن ومرجعاً للمواطنين في الخدمات الإدارية وجوازات السفر واذونات الإقامة وأقام جهازا خاصا لاحترام الخدم والخادمات فأنشأ كتابا بكل اللغات يتسلمه كل خادم او خادمة عند الوصول الى لبنان ليعرف حقوقه وبمن يتصل، إضافة الى انه قام بتحسين غرفة الانتظار للخدم في المطار، فقام بتغييرها كليا، وبتركيب أجهزة تبريد او تدفئة ووضع كراسي لهم، بعدما كانوا يجلسون على الأرض.
هو مقدام وحازم في المواقف التي يتخذها، وفي ذات الوقت تصل انسانيته الى متابعة شؤون الخدم كي ينالوا حقوقهم. وهكذا جمع الحزم مع الإنسانية. وجعل من الامن العام وحدة وطنية إدارية بعيدة عن السياسة الفئوية او الطائفية او المذهبية وتابع أمورا كثيرة وانجزها ونجح فيها.
اللواء عباس إبراهيم لا يتكلم عن نفسه، إنجازاته تتكلم عنه، ونجاحه يتكلم عنه، وشجاعته وشهامته وعزة نفسه تتكلم عنه، لم يرض ان يبقى الامن العام في المكاتب بل انشأ قوة ضاربة لحفظ الامن واشترك مع قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني في الحواجز على الطرقات وفي المداهمات وفي مكافحة الإرهاب، واعتقل ادمغة إرهابية لها تاريخ بشع جدا، ولم يخف من ردّات فعل منظمات إرهابية تريد اغتياله.
اللواء عباس إبراهيم حقق خلال 3 أيام انجازاً كبيراً للبنان لا تستطيع دول ان تفعله، وهو تحرير 16 مخطوفا من الجيش وقوى الامن الداخلي من قبضة جبهة النصرة، وتجوّل في وادي حميّد وجرود عرسال 3 أيام متواصلة، وهو يتابع المفاوضات حتى استطاع ضمان التبادل الذي يحافظ على سيادة لبنان وعلى هيبة مؤسساته. وكيف تكون الهيبة الا باسترجاع ابنائنا العسكريين الذين كانوا مخطوفين لدى جبهة النصرة، ولم يتخل عنهم اللواء عباس إبراهيم حتى استطاع الافراج عنهم.
وكم مرة خلال الـ 3 أيام كان يطلب من حرسه الخاص البقاء بعيدين عنه وكان يقود سيارته ويذهب الى جبهة النصرة لوحده، ليفاوضها، ويعود الى عرسال والمنطقة كلها ملغّمة وملغومة، ولا توجد أي ضمانة من جبهة النصرة بعدم اختطاف مدير العام للامن العام او – لا سمح الله – اطلاق النار عليه، ومع ذلك خاطر بحياته ووضع الهدف نصب عينيه وهو تحرير العسكريين ولو كلف الامر حياته، الى أن أثلج قلوب اللبنانيين وقلوب أهالي العسكريين، ورفع معنويات المؤسسات الأمنية، وأعاد لـ 16 عائلة ابناءها هم أبناء لبنان كله.
الى اللواء عباس إبراهيم، مهما كتبنا، فالكلمات لا تفي بحقك في البطولة والواجب الوطني والشهامة والشجاعة وحبك للبنان. لذلك نقول لك كلمة واحدة، انت تستحق وسام بطل لبنان لانك بالفعل بطل.