Site icon IMLebanon

بطل العروبة في العراق

 

بعد ساعات قليلة على إحراق قنصليتها في مدينة البصرة العراقية، بادرت إيران الى “تأديب” إحدى المناطق العراقية، فقصف طيرانها الحربي منطقة “كوية” الشمالية مستهدفة المدنيين الذين سقط منهم العشرات من القتلى وأعداد كبيرة من المصابين.

 

وكأنّ القيادة الإيرانية أرادت أن تبعث برسالة الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأيضاً الى القائد الشيعي السيّد مقتدى الصدر، وإلى شيعة العراق عموماً، ومغزى تلك الرسالة: “انتبهوا نحن هنا”.

إلاّ أنّ هذا كله لا يؤثر في أهمية الحدث العراقي الكبير: إنها بداية انهيار النفوذ الايراني في العراق، ولكنها بداية ذات خطى سريعة قد لا تكون بعيدة المنال.

ويقتضي الإنصاف الإعتراف لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بأنّ وجوده في سدّة المسؤولية وحرصه على مصلحة العراق ورغبته الأكيدة في التخلص من القيود الايرانية المفروضة على العراق حكاماً وشعباً… هذا كلّه أفسح في المجال للشعب العراقي، وبالذات لشيعة العراق العرب، بأن ينتفضوا في وجه “احتلال” (غير معلن رسمياً ولكنه قائم فعلياً).

فقبل أسابيع معدودة مَن كان يصدّق أنّ طهران ستوجّه رسالة الى مواطنيها في العراق بأن يتجنّبوا البصرة، ومَن كان موجوداً منهم في هذه المدينة العراقية ذات الأكثرية الشيعية الساحقة أن يغادرها فوراً.

وهذا تطوّر لا يمكن تجاهله، لأنه منعطف تحوّل كبير في عودة العراق الى دوره العربي، وفي فك القيد الإيراني.

بماذا ردّت إيران على انتفاضة الشعب العراقي العفوية؟ إضافة الى قصفها منطقة “كوية” حرّكت عملاءها من الأحزاب والميليشيات العراقية، كما حرّكت رَجُلَيْها في العراق نوري المالكي وهادي العامري… وكان أن عملت على خلق فتنة وحرباً أهلية شيعية شيعية، وكأنه لا يكفي هذا البلد العربي ما عاناه من حروب وكوارث وفواجع… فكان أن خرجت “عصائب أهل الحق” وواجهت المتظاهرين بالرصاص فسقط بينهم قتلى وجرحى.

بدورها، لم تتوانَ عن الحراك “كتلة الفتح” التي يتزعمها هادي العامري التي لها الإمرة على معظم التنظيمات والميليشيات الموالية لإيران وأبرزها “الحشد الشعبي”… فبدأت تمارس الضغط لإطاحة التحالف الوطني المهم بين الصدر والعبادي…

وكلما ارتفع صوت إيران وعملائها بمطالبة العبادي بالاستقالة، فمن المؤكّد أنّ إيران تكون واقعة تحت ضغط انهيار حلمها في السيطرة على العراق، كما سيسقط دورها في سوريا…

وهذه حتمية التاريخ وعِبره.

عوني الكعكي