Site icon IMLebanon

مهلاً مهلاً يا شباب … ما هكذا يكون التغيير!

… وأنا أنظر الى مشهد الشباب الحالمين بالتغيير، وبعضهم يقتحم وزارة البيئة، بدأت أسأل نفسي: بعد هذا… الى أين نحن ذاهبون؟

يا أمل الغد ويا مستقبل الوطن، انتبهوا جيداً: نحن مع أفكاركم. ومطالبكُم هي مطالبُنا، وشعاراتكم المرفوعة نؤمن بها وندعمكم لتحقيقها. ولكن، هل أنتم الرافعون شعار إنهاء البطالة، مدركون كم من الأعمال تتعطّل بسبب اعتصامكم المستمر منذ أكثر من اسبوعين، وفي قلب العاصمة بيروت، عدا الخراب الذي يلحقه البعض قصداً بالممتلكات العامة والخاصة؟

وهل أنتم واعون لمخاطر ما يفتعله المندسّون والزعران من ممارسات واعتداءات واستفزازات بحق القوى الأمنية، برمي الحجارة والعبوات الحارقة، ومن محاولات لتجاوز الشريط الشائك الذي يحمي السراي؟

وهل أنتم بأكثريتكم الساحقة من الأبرياء، قادرون على منع الخطة الخفية المندسّة، فلا تأخذكم وتأخذ اعتصامكم الأبيض النقي الى مكان آخر، مناقض تماماً، وتلبسكم لبوساً آخر ترفضونه، وتحول أحلامكم الى كوابيس؟

يا أبناءنا واخوتنا الشباب والصبايا في اعتصام وسط بيروت، نتوجه اليكم بملء الحب والإخلاص، ونقول لكم: حذار أن تسقطوا في شراك لعبةٍ يخبئها البعض خلف براءة عيونكم، وبها يخطف نقاء أحلامكم!

هناك مَن نَصب لكم مكمناً في وسط بيروت، وهو صامت يتفرّج من بعيد، لكن أصابعه موجودة هناك، تعبث بكم وبالحراك الذي أردتموه حضارياً… ويتحوّل فوضوياً في بعض محطاته.

قد يكون وزير البيئة مقصّراً، وربما عليه أن يشرح مبررات فشله، وقد يكون عليه أن يستقيل تلقائياً دون ضجة لأنه لم يكن على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولكن في أي حال، ما زالت هناك دولة في لبنان، لها أنظمة وقوانين ترعى اصول المراجعة والمحاسبة. ولكن بالتأكيد ليس السير نحو الخراب والدمار وشلل المؤسسات والشركات التي تحتضن آلاف آلاف اللبنانيين الذين استمروا في العمل حيث تواجه كافة المؤسسات معاناة قلّ نظيرها حتى في الحرب اللبنانية. لقد اقتحم بعض منكم مبنى الوزارة… فماذا بعد؟ واذا تمكّن بعض المندسين من اجتياز الشريط وبلوغ السراي افتراضاً طبعاً – فماذا بعد؟

وكأنه يبدو جلياً تنفيذ انقلاب على المؤسسات الدستورية؟

على الأقل، وليس هذا ما تعلنونه في حراككم المدني وشعاراتكم البريئة.

يا شباب لبنان الواعي على المؤامرات.

لقد بدأت الأمور في وسط بيروت تأخذ طريقها نحو السلبية والمجهول. ولذلك، أنتم مدعوون، الى تحديد خياراتكم بوضوح، ومراجعة روزنامة تحرككم، صوناً لشعاراتكم وحرصاً على استقرار بلدٍ يترنّح في وجه العواصف الآتية من كل صوب.

فلا تدعوا الغوغائيين يسلبونكم الشارع ويصادرون منكم شعاراتكم ويبيعونها ويقبضون ثمنها… فتعودون أنتم الى منازلكم خائبينّ

يُقال ان الثورات تأكل ابناءها. لكننا نخشى أن يأكلوكم… حتى قبل انطلاق الثورة وتحقيق التغيير…

حذار يا شباب لبنان،

أنتم المستقبل. لكن المستقبل مسؤولية. فكونوا في حجم هذه المسؤولية.

وليكن لكم ايمان بأنكم قادرون على تحقيق التغيير. وبهذا الايمان، بمقدار حبة الخردل، يمكنكم أن تقولوا لهذا الجبل من الفساد انتقِلْ… فينتقِلْ…

لكن ايمانكم يجب أن يبقى نظيفاً ساطعاً… فلا تمنحوه لشياطين الأرض!