IMLebanon

عنفوان الانتصار

مبادرته طيّبة معالي وزير العدلية أشرف ريفي في دار الفتوى أولاً، وفي بكركي ثانياً.

ليس من الإنصاف اتهام وزير العدل المستقيل بالطائفية، لأنه أوجد لنفسه طائفة جديدة، هي طائفة المتفوقين المهزومين سابقاً والمنتصرين لاحقاً.

لكن، بالامكان القول ان المنتصر في الانتخابات البلدية، كرّس ما يمكن تسميته ب عنفوان الانتصار.

وهل هذا ما جعل زعماء طرابلس الكبار والصغار ينكفئون عن بهرجة الفوز الى بساطة الفوز.

طبعاً، ليس ميسوراً ان يحمل أشرف ريفي عنفوان الانتصار في وجه روّاد المعارك والانتصار، لكنه، استطاع خلال أسبوع أن يحمي ١٨ فائزاً في بلدية طرابلس، من رداءة الهزيمة، ويترك ثمانية من الفائزين، حصيلة جهد زعماء المدينة الكبار ورواد العباءة السورية والدينية.

كان يصعب على أحد، أن يتصوّر فوز تكتل المستقبل من دون التحالف مع نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي والكراميين فيصل عمر كرامي وأحمد كرامي المنافس.

لكن، كان من الصعب أيضاً، ان يفوز سعد الحريري ومعه الكراميّان فيصل وأحمد وزعيم المدينة الجديد الميقاتي والوزير الصفدي وحدهم، ومن دون أشرف ريفي.

إلا ان الثنائي ميقاتي والصفدي اشتركا معاً في حكومة واحدة. لكن الصفدي ثابر على تحالفه وصداقاته والتعاون، في حين ظهر تباين مقصود أو غير مقصود بين رئيس الحكومة السابق وحليفه وزير المالية السابق.

ولعل العودة الى التناغم بين الرئيس سعد الحريري والوزير أشرف ريفي، اشارة واضحة الى إمكان ردم الهوّة بين الحليفين على الساحة الحريرية.

طبعاً، لم يقصد، لا الوزير ريفي ولا المرشحون على اللائحة الريفية، غياب المرشحين المسيحيين والعلويين، لكن دقّة المنافسة تكمن وراء الغياب غير المقصود.

إلاّ أن هذا لا يمنع، من تعديل قانون البلديات، وجعل كوتا مسيحية وعلوية، يشار اليهما بالاسم، لضمان الفوز، لمعظم أفرقاء الطوائف المتنافسة على الخدمة العامة.

ولو كان ذلك، خطوة الى الوراء، لا خطوة الى الأمام…

وربما يكون ذلك، فرصة لتكريس التمثيل العادل لمعظم الطوائف.

وهذا يعني ان نتائج المعركة البلدية في طرابلس،. ليست مبرراً لقانون انتخابي صالح أيضا للانتخابات النيابية المقبلة.

والفائزون، من اللائحتين المنتصرتين في الانتخابات البلدية الأخيرة لا يساورهم شعور بالأسى، استنكاراً لما حدث، ذلك ان فيحاء الشمال كانت على مدى عصور واحة للعيش الواحد، وان انتابت الحقبة الأخيرة، رياح طائفية ظلّت تتغلغل في مدينة التآخي، منذ نصف قرن على الأقل.

وفي الانتخابات النيابية السابقة، كان المرشح الأرثوذكسي هو من كان يأتي، بكثافة أصواته بالمرشحين من الطوائف الاسلامية الى المقاعد البارزة في مدينة العيش الواحد.