IMLebanon

«حزب الله» ولعبة الخوارج؟!

اين المنطق في المواجهة القائمة بين الدولة وحزب الله، كما بين الحزب والدولة، حيث يختلف التصرف الى درجة لم تعد تسمح بالسؤال عن مصلحة البلد التي تكاد تضيع في مواجهة ما ليس منه بد ازاء الضرر الذي يلحق بالمصلحة العامة، مع العلم ايضا ان مصلحة الدولة هي غير مصلحة الحزب والعكس صحيح ايضا، طالما ان كل طرف يبحث عما يجنيه من اذى جراء اللعبة العكسية التي تمارس بطريقة سياسية باتت تحتم على الجميع ان يفهموا المعنى الحقيقي للكارثة المرشحة لان تلحق بالبلد؟!

السؤال الذي لا بد منه، يقول «هل يجوز لحزب الله الادعاء انه فصيل مقاومة  لكل ما من شأنه ان يكون في مصلحة الدولة، خصوصا انه عندما يقاوم العدو الاسرائيلي يجد الجميع معه وفي صفه؟» اما ان يظهر مقاومته للاشقاء والحلفاء عندها يختلف السؤال ويختلف معه الواقع الذي يقول ان الخروج على السلطة خطأ سياسي واجتماعي من الصعب الاستمرار فيه، لاسيما عندما تتأذى المصلحة العامة لمجرد ان مصلحة الحزب محسوبة في الاتجاه الذي يحقق له مصالحه؟!

هل يجوز مثلا ظهور فريق في ايران، الزعيم الحقيقي والموجه لحزب الله، يناهض دولته لما فيه  مصلح طرف ثالث؟!

من الضروري والواجب القول عن الخطأ انه خطأ كي لا  تتطور الامور باتجاهات تحتم استمرار الحروب لمجرد ان هناك فئة خارجة على السلطة لا ترى رأيها، اضف الى ذلك عندما يخرج فريق على السلطة من غير ان يتصدى له احد، اقله بالوسائل القانونية والحقوقية. وهذا الامر حاصل مع حزب الله الذي ينشط في غير ما تراه الدولة من علاقات ومصالح مع دول شقيقة وصديقة من غير ان يرى احد كيف يستمر صمت الدولة على الخوارج، هل للخشية من حصول حرب، او للخشية من ان تتطور الامور سلبا باتجاه الغاء الدولة ودورها ومبناها ومعناها من الوجود؟!

هذا هو الحاصل في لبنان: الدولة في مكان وحزب الله في مكان اخر، للدولة وجهة نظر غير وجهة النظر التي تتحكم في مسار السلطة التي لم تعد تعرف كيف تتصرف وماذا بوسعها ان تقول لحزب الله كي توقفه عند حده قبل ان تتطور الامور الى اسوأ مما هي عليه. وهذا التوقع في محله مثله مثل التساؤل عن جدوى الاعتماد على اللعبة السياسية وحدها، كي لا تصل الامور الى حد التصرف بالقوة من جانب السلطة التي تعرف بدورها انها غير مهيأة لان ترفع سلاحها في وجه حزب الله المهيأ لان يرفع سلاحه في وجه اي طرف قد يجيز لنفسه الاقتصاص من الحزب بطريقة ام بأخرى (…)

لقد سبق القول في وقت الشعور بأن الحزب في وارد تخطي دوره كمقاومة ان من الواجب وقفه عند حده خصوصا عندما بدأ توظيفه  لما  فيه مصلحة خارجية سياسية ومذهبية. لكن ذلك لم يحصل خشية الوصول الى فتنة لا تزال واردة حتى هذه اللحظة، من دون ان يداخل الحزب شعور بانه زاد من تطرفه السلبي وبدأ يتصرف وكأنه دولة ضمن دولة، فضلا عن ان كثيرين كانوا  يتوقعون ان تصل «الامور السائبة» الى درجة الاستعداد لان يرفع حزب الله سلاحه في وجه الدولة التي لم تعد تعرف ما اذا كانت في وارد التصدي او العض على الجرح (…)

هذا الخوف ظهر من خلال نظرة الحزب الى الدولة بما في ذلك نظرة الدولة الى الحزب، حيث بدأ الحديث منذ مدة طويلة عن ان الهريان في السلطة ناجم عن فعل ورد فعل مدروسين من جانب حزب الله الذي كان يعرف انه يهيئ الدولة لان تفتح معركة معه، لذا اضطر مسبقا لان يدمر مؤسساتها الواحدة بعد الاخرى، بدءا بشرذمة الحكومة ووصولا الى شل قدرات الجيش على اساسسا التلويح باستعداد الشيعة للانسحاب من القوى المسلحة والانضمام الى الحزب؟!

من هنا تبدو الامور واضحة: اي ان حزب الله قد وضع يده على الدولة وبدأ يتصرف بحسب القاعدة القائلة انه اقوى من الدولة سياسيا وشعبيا وسلاحا، واي كلام مغاير لن يكون في وارد مطلق  نظرة مختلفة الى واقع الدولة وواقع الحزب الذي  يراهن ضمنا على ارتكاب هفوة من جانب السلطة، تسمح له بأن يكشر عن انيابه وينفذ برنامجه الانفصالي حيث تسمح له ظروفه بترجمة ذلك، لاسيما ان انتشاره المسلح لم يعد حاجة بل مجرد وسيلة قادرة على ضرب الدولة عندما يجد ان ظروفه تؤهله لان ينزل الى الشارع الا في حال استمرت الدولة في صمتها خوفا من الاعظم؟!