IMLebanon

الحكومة لم تأخذ الوقت الكافي بعد حزب الله “لن يسمح” بإسقاط دياب  

 

 

لم تسهم عطلة نهاية الاسبوع في تنفيس حدّة الاحتقان السياسي في البلاد، بل ظلت جبهة معارضي الحكومة مشتعلة، بعد تصويب رئيسها حسان دياب من منبر قصر بعبدا على حاكمية مصرف لبنان في الحمراء، وتشكيكه بأداء الحاكم رياض سلامة وتحميله مسؤولية الأزمة المالية وارتفاع سعر صرف الدولار، قبل دعوته الى اعلان الحقائق للبنانيين بصراحة، وبعد حديث رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن “عقلية سياسية مريضة نهبت البلد” ودعوته الى تفعيل قانون كشف الحسابات المالية والأملاك.

 

وفي انتظار تظهير موقف “حزب الله” الحقيقي مما يجري، في اطلالة قريبة لأمينه العام السيد حسن نصرالله كما وعد، بدا ان الحزب يرفض اتهامه بانه هو من يدفع الرئيس دياب لمواجهة الرئيس سعد الحريري او لمواجهة “تيار المستقبل” والسنّية السياسية، ويصف هذا الكلام بانه “باطل مئة في المئة ولا يحتاج الى تأكيد”.

 

وتقول مصادر قيادية بارزة في فريق “الثامن من آذار” ومطلعة على اجواء الحزب لـ”نداء الوطن”: “ان رئيس الحكومة لن يستقيل”، وتكرر هذه العبارة ثلاث مرات، كما تؤكد ان الحكومة “باقية باقية باقية، بقوة دستورية كما جاءت، وبحماية سياسية”.

 

وتعتبر المصادر أن دياب “شخصية وطنية من الطائفة السنّية الكريمة وله مؤيدوه فيها، وهناك رموز وطنية سنية عدة تدعمه في نهجه الاصلاحي، حتى ان بعض من يعارضه في العمق، يؤيد نهجه الاصلاحي”.

 

اما عن حاكم مصرف لبنان، فتشدد المصادر على انه “ما كان ينبغي ان يُترك ليتصرّف على هواه طيلة الفترة الماضية”، وتتساءل: “اين المسؤولون في الدولة، اين رئيس الجمهورية؟ اين مجلس النواب والحكومات السابقة؟ لماذا تُرك على هواه كل هذه الفترة، يفعل ما يريد وينفذ سياسة الادارة الاميركية بخنق لبنان ومحاصرته ومعاقبته ومنع التحويلات والضغط على الشعب؟”.

 

ولم تستغرب المصادر الهجمة على الحكومة، ففي اعتقادها “ما إن لاحت في الافق جديتها وحرصها على انقاذ اللبنانيين من ازمتهم المالية والنقدية الى جانب جديتها في مواجهة فيروس “كورونا”، وما إن شعرت رؤوس الفساد الذين للأسف ينتمون الى كل الطوائف بهذه الجدية وبأن الخطة المالية المقبلة وخطة الانقاذ المتضمنة قوانين ستحاسب وتحقق وتدقق وتكشف، حتى استشاطوا غضباً واستنفروا لمواجهة هذا الاداء الجديد الذي لم يعرفه لبنان في الفترات الماضية وعلى يد اي حكومة”. وتلاحظ ان “كل ذلك ترافق مع التوجه الاميركي الذي يحاول محاصرة “حزب الله” والمقاومة في لبنان ويسعى إلى تصنيف هذه الحكومة بأنها حكومته وحكومة اللون الواحد، فهؤلاء المفسدون والفاسدون والزعامات الفاسدة سياسياً ومالياً وامنياً والذين نهبوا البلد تقاطعت عندهم المصالح الخاصة لتدافع عنها في مواجهة الحكومة، وتقاطع معها ارضاء الولايات المتحدة الاميركية والخارج لمواجهة الحكومة التي يريدون اسقاطها لأسباب سياسية علماً ان الحكومة لم تأخذ الوقت الكافي بعد بسبب كورونا ولم تستطع ايضاً ان تنفذ ما تريد على طريق الاصلاح لكنها ستمضي في طريقه قدماً، لذلك ما نشهده اليوم هو عبارة عن مزيج من موقف سياسي متناغم مع الخارج بما يخالف مصلحة لبنان ومزيج من موقف دفاعي عن مصالحهم وسرقاتهم ونهجهم وحتى لا ينكشفوا امام الشعب ولا تكشف الاوراق ولا تكشف المحاكمات وخصوصاً استعادة الاموال”.

 

بالنسبة الى هذه المصادر فإن “خطة اسقاط دياب ابطالها معروفون، فالنائب نهاد المشنوق اعلن ذلك بوضوح وسمّى الافرقاء الذين يمكن ان يشكّلوا رأس حربة في مواجهة الحكومة، فالامور لا تحتاج الى تسمية بل هي واضحة تماماً وواضحة رغبة الفريق الذي يريد ان يعود الى السلطة، علماً ان “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري فعلا كل مستطاع لكي يبقى في الحكومة ولا يستقيل الا انه اصرّ على الاستقالة، والتهمة اليوم بأن “حزب الله” هو الذي يدفع بدياب لمواجهته باطلة مئة في المئة ولا تحتاج الى تأكيد، لانه بذلنا كل جهدنا في حينه ليبقى الا انه آثر الاستقالة وذهب ولا نعرف لماذا، ربما لارضاء اصدقائه الخارجيين. ولكن رب ضارة نافعة. على كل حال الحكومة اليوم هي حكومة وطنية بامتياز لا تخضع للمعايير المذهبية ولا السنية السياسية ولا الشيعية السياسية ولا المارونية السياسية، بل تعمل بعقل الدولة ومصلحة الوطن ونأمل في ان تنجح هذه التجربة، والهجوم عليها لن يؤدي الى اسقاطها ولا الى استقالة رئيسها حسان دياب لانه رجل ثابت صلب عنيد مؤمن بما يقوم به بعقلية وطنية. واذا سقطت هذه التجربة ونجح الفساد والفاسدون في ان يسقطوا هذه الحكومة فهذا يعني ان الامل بالاصلاح تلاشى لذلك نحن متمسكون بالحكومة وباستمرارها. فعلى رغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة والثانوية فإن الجميع متمسك بها من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب الى “حزب الله” وحركة “امل” و”التيار الوطني الحر” و”المردة” الى كل الوطنيين في كل الساحات سوف ندعم هذه الحكومة ولن نسمح باسقاطها”.

 

وهل من امكانية دعم الحريري اليوم للعودة الى السلطة، تسارع المصادر الى القول: “كل حقبة سياسية لها ملائكتها. بعدما القينا الحجة وكنا بريئي ذمة تجاهه وبذلنا كل مسعى لكي يبقى في السلطة، لم نعد نرتبط معه باي شيء على الاطلاق، بل اصبحنا اليوم امام واقع جديد، امام حكومة وطنية في ظل عهد يريد الاصلاح وانقاذ البلاد وهمنا ان تنجح هذه الحكومة وان ننقذ لبنان من ازماته”.

 

الا ان المصادر تؤكد ان لا قطيعة مع الحريري ولا قرار بذلك “هو ذهب بعد الاستقالة في اتجاه، و”حزب الله” ذهب في اتجاه سياسي آخر، لا شيء يدعو للقاء والتواصل واذا وجد ما يدعو فلا مانع عند الحزب عبر قنوات التواصل التي كانت موجودة اساساً”.