Site icon IMLebanon

نحو دولة “حزب الله”

 

أولوية “حزب الله” استمراره في حمْل السلاح والبقاء قوة مسلحة تقوم بما يوصي به الولي الفقيه الذي يموّل ويسلّح ويكسو ويُطعِم. ليس في هذا الكلام أية إدعاءات. انه الحقيقة العارية كما يعلنها قادة “الحزب”، أما التفاصيل الثانوية فلا تُعَدل في الاساس شيئاً.

 

و”الحزب” في لبنان يأتي قبل الدولة، والدولة المرجوّة والمقبولة هي دولة “حزب الله”.

 

أيضاً ليس في هذا الكلام تضخيم أو مزايدة، فـ”الحزب” يقول ان هذا هو هدفه النهائي، مثلما كان يقول “الحزب الديموقراطي” بقيادة المغفور لهما أميل البيطار وجوزيف مغيزل، ان هدف حزبهما هو إرساء الديموقراطية أو مثلما يقول “حزب الخضر” انه يعمل من أجل لبنان الأخضر.

 

ولبنان المتنوع الأديان والمذاهب والتيارات ليس مشكلة امام تحقيق الأهداف. فالعمل جارٍ على قدمٍ وساق لخلق قناعاتٍ لدى المكونات كافة للقبول بطروحات “الحزب”، عبر بناء التحالفات وتعميقها من جهة، وعبر رسم الخطوط الحُمر امام غير الحلفاء بمن فيهم جمهور المواطنين المنتفض ضد الفساد والهدر وسوء إدارة الطاقم السياسي لشؤون البلد.

 

وإزاء اهتزاز التحالفات يجري إنشاء لجان مشتركة تتولى التنسيق اليومي، فيُضبَط العمل مع “التيار الوطني الحر” عبر لجان نيابية وحكومية، وتُضبَط التغريدات على وسائل التواصل مع “التيار” و”حركة أمل” عبر لجنة موحدة للتغريد…

 

اما الآخرون ممن لم تشملهم نعمة التفاهم أو وحدة الدم، فعليهم ألا ينزلقوا الى انتفاضة ضد الفساد أو ثورةٍ على القمع أو مطالبة بسيادة دولة القانون، فذلك سيكون تصويباً على المقاومة وهو ما يدخل في باب الخطوط الحُمْر، بوصفه من الكبائر.

 

لبنان الآن هو في هذه الوضعية، وتوجيهات الأمين العام لـ”الحزب” واضحة ودقيقة للحلفاء اذا أرادوا الاستمرار في تعاونهم معه، وللخصوم اذا أرادوا تجنب تهمة العمالة وتنفيذ المخططات الاميركية الصهيونية. أما الحكومة فعليها ان تسعى الى تنفيذ برنامج انقاذ سري موجود لدى “الحزب”، عناوينه التفاوض مع المجتمع الدولي بما لا يُضر بالثوابت الآنفة الذِكر، تمهيداً للذهاب شرقاً بإنتاج صناعي وزراعي أسواقه مضمونة في العراق وطريقه تحتاج حُكْماً الى الاسد، ونهايته الصين التي ستتولى تمويل وتنفيذ المشاريع الكبرى. وهذه قصة تحتاج بحثاً آخر.