إن صحّ ما قيل بالأمس أنّه علينا أن نتوقّع بلوغ تنكة البنزين 50 ألف ليرة والمازوت سعر 40 ألف ليرة فأقلّ ما علينا توقّعه جنوناً يبلغ ذروة فوضى عاتية تبلغ حدّ الإنفجار الكبير إن لم أكثر بكثير من انفجارٍ كبير، في ظلّ واقع سياسي هزيل جدّاً يضيّع الوقت اللبناني في ترهات الحديث عن اجتماع بعبدا!!
وإن لم يخرج الدويّ الكبير من هذه الأزمة ليطيح بالبلاد، فالأخطر أنّ حزب الله لن يجد باباً يفرّ منه من مواجهة اللبنانيين وبيئته اللذيْن أوصلهما إلى حافّة الجوع سوى حرباً طاحنة تندلع بينه وبين إسرائيل تغيّر قواعد اللعبة في لبنان والمنطقة ربّما، حربٌ غير كلّ تلك التي عهدناها أو عرفناها، حرب الصواريخ الدقيقة وأهداف الدّاخل الإسرائيلي وعنوان الحزب المستقوي»انتهى الأمر» يدفعنا إلى القول ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ [يوسف/41]…
رسالة «الإعلام الحربي» لحزب الله رسالة لمن؟ للدّاخل اللبناني؟ لإسرائيل؟ لأميركا ودونالد ترامب؟ أمضى الجميع وقتاً وهم يتساءلون لمن قال أمين عام حزب الله «سنقتلك»، يبدو أنّه قالها للجميع، عندما تقفل أبواب العقوبات في وجه حزب الله ووجه لبنان لا يعود في يد هذا الحزب حلولاً إلا استدراج الجميع إلى الحرب، وعلى طريقته المعتادة «لو كنت أعلم»!!
يستطيع حسن نصرالله وضع صوته على إعلان الإعلام الحربي لحزبه لتخويف إسرائيل معلناً: «إننا اليوم لسنا فقط قادرين على ضرب تل أبيب كمدينة، وإنما إن شاء الله وبحول الله وقوته، قادرون على ضرب أهداف محددة جدا في تل أبيب وفي أي مكان من فلسطين المحتلة»، ولكنّه يتجاهل تماماً أن ليس بيروت فقط ستكون مقابل تل أبيب بل لبنان كلّه، ويتجاهل أيضاً أنّ العدو يملك بنية تحتية مهيئة لهكذا حرب ولكن هل يمتلك لبنان هذه البنية؟
سيبقى كلام الإمام جعفر الصادق عليه السلام حقيقة تفضح سعي هؤلاء عبر التاريخ للسلطة وشهوة الحكم عندما قال: إن الناس أولعوا بالكذب علينا، وإني أحدثهم بالحديث فلا يخرج أحدهم من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنّهم لا يطلبون بحديثنا وبحبّنا ما عند الله وإنّما يطلبون الدّنيا» [بحار الأنوار/ ج2- ص 246].
يبقى أن نسأل رئيس الجمهورية ميشال عون ـ الّذي أعلن وفي أكثر من مناسبة أنّه فقط يحاول أن يمارس صلاحياته ـ ورئيس الحكومة حسّان دياب وخطبه العصماء عن حكومته وإنجازاته، هل استأذنهما حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله رأيهما وهو يصادر قرار الحرب والسّلام وهو منوط حسب الدستور بمجلس الوزراء مجتمعاً، خصوصاً أنّ الحرب هذه المرّة ستودي بلبنان وشعبه إلى الهلاك!