Site icon IMLebanon

المقاومة والممانعة = فقراً وجوعاً وموتاً  

 

كفى متاجرة بشعارات جميلة المعاني سيّئة التنفيذ. وليتفهم شعب المقاومة وبيئتها الحاضنة ما نرمي إليه، ونسأل بكل تجرّد وموضوعية: أين هي المقاومة؟

 

هل استشهاد ثلاثة آلاف شهيد كرمى لعيون بشار الأسد ولبقائه رئيساً… هو عمل من أعمال المقاومة؟

 

وهل إرسال مقاتلين الى اليمن، لقتل الشعب اليمني، يعتبر عملاً من أعمال المقاومة؟

 

الشعار شيء، وتنفيذه شيء آخر… يا جماعة… تعالوا معي الى ما تعانيه شعوب المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، من ويلات وحالات جوع وفقر لا يمكن لأحد أن يتجاهل الدرجة التي وصلت إليها.

 

وتعود بنا الذاكرة الى العام ٢٠٠٦ في لبنان… فتحت شعار: «لو كنت أعلم» استشهد خمسة آلاف مواطن لبناني من الجيش والمقاومة… فجاء بعد ذلك كله بمقولة «لو كنت أعلم» وسيلة من وسائل حرف الأنظار عن الخسائر البشرية والمادية التي قدّرت يومذاك بـ١٥ مليار دولار نتيجة تهدّم البنية التحتية…

 

كل ذلك… كان تحت شعار المقاومة والممانعة…

 

ورحنا نحن في لبنان نحلم بمستقبل واعد، متخطين الأزمة بمحاولة النسيان… وسارت الأمور كما هي مرسومة حتى جاءت مقولة «بيّ الكل، وأم الكل، وست الكل، وأخت الكل»… فتحوّلت أحلامنا الى سراب، وبتنا نترحّم على ماضٍ اندثر، فكم تعطلت مؤسساتنا الرسمية؟ عامان ونصف من التعطيل لانتخاب رئيس يريده «الحزب العظيم» والأنكى من ذلك «ان الوزير المعجزة» أغرقنا بالديون، وحقق معجزة وحيدة جرّاء فشله في وزارة الطاقة، هو جماعته فرَكّب علينا دَيْناً قيمته زادت على الـ٤٧ مليار دولار متذرّعاً بجملة «ما خلّوني».

 

لقد وصلنا في لبنان بسبب المقاومة والممانعة الى الجوع و»التعتير» والفقر المدقع والحالة التي أعادتنا قروناً الى الوراء.

 

تعالوا الى سوريا التي كانت بلداً لا ديون عليها (صفر ديون)، وكان الدولار فيها يساوي خمس ليرات سورية بالتمام والكمال.

 

وعندما دخلت محور المقاومة والممانعة، تهجّر نصف سكانها، وقتل ما يزيد على المليون ونصف المليون من مواطنيها… دمّرت الجامعات والمستشفيات والنوادي والمعالم السياحية، ومسحت المدارس والمستوصفات من الوجود، وهي تحتاج اليوم الى أكثر من ستمائة مليار دولار لإعادة إعمارها… وكم هو كبير هذا المبلغ، وكم هي جسيمة تلك الخسائر بسبب محور المقاومة والممانعة.

 

أضف الى ذلك أنّ هناك اتفاقاً أميركياً – روسياً على إذكاء الحرب في سوريا لبيع سلاح الدولتين هناك، كما أنّ هناك اتفاقاً آخر بين القوّتين على إعادة الإعمار لجني الأرباح الطائلة..

 

ولننتقل الى إيران التي تحمل مشروع ولاية الفقيه، من خلال تبنيها محور المقاومة والممانعة… لقد جنّدت إيران «أموالها» للتدخل في شؤون الدول والشعوب الأخرى لفرض الهيمنة عليها… خلال إقامة الجمهورية الاسلامية الايرانية، كان الاميركيون يعون تماماً أنّ سلاح الدّين أخطر وأهم من الاسلحة النووية، فجاؤوا بآية الله الخميني حاملاً مشروع ولاية الفقيه، ومشروع التشيّع الذي تبدو إيران مصرّة على تطبيقه…

 

ونتساءل… ماذا حققت هذه الثورة لإيران وللشعب الايراني؟ ففي العام ٢٠١٦ أعلنت الحكومة الايرانية عن تغيير العملة من الريال الى التومان عملاً بمبدأ حذف ٤ أصفار… وها هي ذي العملة الايرانية اليوم في الحضيض، حيث هبطت الى أدنى مستوى لها في التاريخ، إذ كان الدولار في الماضي يساوي في العام ١٩٧٩ عشر تومان.

 

ألَيْس هذا كله بسبب الإنخراط وقيادة محور المقاومة والممانعة؟

 

ولننتقل الى العراق، حيث تدهور الدينار العراقي أمام الدولار الاميركي ينهك كاهل العراقيين، وبات هذا الهبوط يخيف الأسواق والمواطنين، والعراق باتت تنعم بالجوع والفقر والإنحدار بسبب دخولها محور الممانعة.

 

واليمن… حدّث عنها ولا حرج، فهي كذلك لم تسلم من «نعيم» الجوع والعوز بسبب الممانعة، ودخلت جحيم التخلّف بسبب المقاومة ومحورها.

 

يا جماعة، صدّقوني لقد صدّقت معادلة: المقاومة والممانعة = فقراً وجوعاً وموتاً.