من حرر جنوب لبنان من الإحتلال الصهيوني، في العام 2000، ومن يخطط لاستكمال تحرير كسروان بعد سبعة قرون على غزوة المماليك.
ومن شارك بصنع الإنتصارات في اليمن، وفي سوريا، وفي البحرين، وفي فلسطين المحتلة.
ومن أوقف حكّام الكيان الغاصب على “إجر ونص” بإشارة من إصبعه.
ومن أرّخ بداية نهاية إسرائيل ما لا يقل عن عشر مرات في آخر عشرين سنة.
ومن شكّل أقوى ثنائي في تاريخ “الديوات” هو لا يطلب “حصة” مكرّسة عرفاً في السلطة، هو ينتزعها بحد السيف، شاء الآخرون أم أبوا.
إذا فليحكم الإخوان… الإخوان الشيعة طبعاً، ممن يدينون بالولاء المطلق للمرشد الأعلى لجمهورية لبنان الإسلامية ولـ”استيذ” الديموقراطية الأكبر، أكبر من بطرس الأكبر المعروف بـ “بيتر العظيم”.
فليختر الإخوان الشيعة وزراءهم ووزراء الآخرين وحقائبهم في حكومة مستقلّين أو إختصاصيين، في حكومة مهمّة أو حكومة وحدة وطنية، في حكومة ماكرون أو في حكومة جهنّم الحمرا.
فليحكم الإخوان باسم التفوّق العددي.
فليحكموا باسم إنجازاتهم الديموقراطية المبهرة.
فليحكموا بقوة القمصان السود، والرايات الصفر، وبقوة العقيدة، والحجة، وبقوة إيران وروسيا… وبقوة ما لم يرد في الطائف بل في أذهان الطائفيين، روّاد الدولة المدنية.
فليحكم الإخوان في الثنائي الشيعي، كما يطيب لهم أن يحكموا، فإن منّوا على سني أو أرثوذكسي بوزارة سيادية، يكن ذلك من كرم أخلاقهم، وإن منحوا الموارنة حق إبداء الرأي في القضايا الاستراتيجية، فرأيهم غير ملزم.
باستلام الإخوان مقاليد الحكم ينتهي زمن الإبتزاز، والنكد، والإستقواء، والعناد، والتهديد والوعيد والتعطيل ويُستولد من رحم المآسي نظام مدني بطبعة خمينية منقّحة ومزيدة.
أما مطلب المداورة في قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ورئاسة الجمهورية وقيادة قوى الأمن ومجلس القضاء الأعلى، فلن يكون اليوم أكثر من مناورة أو دورة تدريبية. سيكرّس الإخوان العرف في الموقع الذي يشغلونه مرة لا في الموقع الذي أخلوه مرة، وهكذا تنتقل السلطة إلى الثنائي بسلاسة مطلقة، بخاصة بعد استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية ويُسند إلى شيعي، ولاحقاً يصبح نائب الرئيس رئيساً ويُلغى منصب نائب الرئيس.
فليحكم الإخوان لبنان مباشرة، ويربطوه إقتصادياً وسياسياً وفكرياً بمحور الممانعة، فيجلبوا لمواطنيهم الخير والبركات والعقوبات الذكية والمتوسطة الذكاء والغبية.
ومن أولويات الحكم الجديد إعادة علي حسن خليل، وغصباً عن الأميركيين، ونكاية بزياد أسود إلى وزارة المال، بالإضافة إلى توليته رئاسة الحكومة.
عندما يحكم الإخوان، ستتغير المناهج حتماً. ستنسف برامج التلفزيون حتماً. ستختفي الموسيقى حتماً. ستتبدّل سحنات اللبنانيين ويصبح وجه لبنان عبوساً… وسيقودنا الإخوان، بعد استكمال مصائبنا إلى الجنة طبعاً. وهات نلاقي حوريات وهات ما نلاقي!