Site icon IMLebanon

فضائح صاروخيّة وقانونيّة  

 

 

قد يكون أحد أفضل الأخبار التي سمعها اللبنانيون بالأمس ـ على الرّغم من الأخبار اللبنانية السيّئة اليوميّة ـ هو سقوط قانون العفو بضربة قاضية تحت قبة البرلمان، هذا البرلمان نفسه الذي لم ينعقد بعد تفجير 4 آب ولا بعده على الرّغم من تهدّم ثلاث مناطق في بيروت وتهدّم مرفأها، فيما جرى استغلال إصابة أعداد من السجناء بفيروس كورونا لتمرير “قانون العفو” لإخراج تجار المخدرات وهؤلاء لا يقلّون إرهاباً عن الإرهابيين الإسلاميين، خصوصاً وأنّنا شاهدنا عدد المرّات التي هجموا فيها على الجيش اللبناني وقتلوا منه ضباطاً وأفراداً انتقاماً لاعتقال تاجر مخدّرات، هؤلاء أيضاً إرهابيّين وإخراجهم من السجن جريمة بحق لبنان وأبنائه لأنّهم سيخرجون للعودة إلى تجارة المخدرات!!

 

بدلاً من التعاطي المنطقي مع السجناء المصابين بكورونا هو نقلهم إلى مستشفى يجري تجهيره بشكلٍ آمن ليكون مستشفىً وسجناً، من حقّ السجناء أن يجدوا العلاج المناسب، بل بالإمكان اختيار طابقٍ في أحد سجون لبنان وتجهيزه على وجه السرعة ليتلقّى السجناء المرضى العلاج فيه، أما اتّخاذ كورونا تبريراً للعفو عن مجرمين يستحقون السجن، وبدلاً من هذه الأعذار الواهية تفضلوا واجترحوا تشريعاً يشكّل بموجبه هيئة قضائيّة في ما يكفي من أعداد القضاة تدرس وعلى وجه السرعة ملفّات هؤلاء بدءاً من الأسهل يليه السهل تصاعديّاً إلى الملفّات المعقّدة، على أن تكون هذه اللجنة القضائية متفرّغة تماماً لهذه المهمّة الشائكة والشاقّة.

 

أمّا الفضائح الصاروخيّة التي عايشناها ليل الثلاثاء الماضي عندما قرّر أمين عام حزب الله حسن نصرالله أن يردّ على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي وحديثه عن مخازن صواريخ حزب الله في منطقة الجناح فنفّذ وبسرعة قصوى همروجة إعلاميّة أخذ فيها جحافل وسائل الإعلام والمراسلين والمندوبين، استخفّ بعقولهم وعقول المواطنين الذين جلسوا يتفرّجون على لعبة الحزب السخيفة ليقول لا يوجد صواريخ هنا، وكأنّ الذي يريد تخبئة صواريخ يخبّئهم فوق الأرض وعلى عيون الصحافيين!!

 

وكالعادة احتاج حزب الله إلى “تابعيه” من الطوائف الأخرى فكان بيان “تجمع العلماء المسلمين” دفاعاً عن صواريخ حزب الله ومستودعاتها لتخبرنا أنّ “المقاومة تمتلك صواريخ دقيقة تعرف أين تخزنها لحماية المدنيين الأبرياء لا لإيذائهم”، ويعرف حزب الله أن اللبنانيّون لم يصدّقوه ولم يصدّقوا أمينه العام ولم يصدّقوا تجمّع العلماء “غبّ الطلب”، وأنّ اللبنانيّون يصدّقون أنّ الحزب يخزّن صواريخه في مستودعات تحت الأرض وبين المدنيين والأبرياء، فقط فليتذكر الحزب انفجار عين قانا وأكذوبة تخزين أسلحة لم تنفجر منذ 14 عاماً “بس” بين بيوت الأبرياء والآمنين، وأنّه انتزع من المواطنين هواتفهم وهدد بتكسير الكاميرات التي تصور ما يحدث، وفهم الجنوبيّون رسالة التهديد بالتزام الصمت، فشاهدنا من يدّعي أنّ ما حدث كان مجرّد “غطيطة”!!

 

أمّا فضيحة الفضائح التي نالت من اللبنانيين بالأمس وأصابتهم بالذّهول خصوصاً وأنّهم يطالبون منذ عقود بإقرار قانون مساءلة للمسؤولين والوزراء والنواب وكلّ من يعمل في شأن عام، فوجئوا بالأمس بإقرار المشكوك في ثرواتهم وذممهم قانوناً لا يطالهم ولا يسألهم من أين لكم هذا، بل أقرّوا قانوناً يحاسب المواطن اللبناني ويسأله من أين لك هذا، على الرغم من معرفتهم بأنهم أوصلوا هذا المواطن إلى أسفل سافلين!!

 

* أدين للقارىء بالاعتذار عن غياب الهوامش بسبب وعكة صحيّة ألـمّت بي.