Site icon IMLebanon

لبنان الحلال والحرام!!  

 

ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل حلال وترسيم الحدود البريّة والبحريّة مع سوريا حرام، الحدود البريّة الجنوبيّة مع إسرائيل محروسة بالقوات الدوليّة وقرارات مجلس الأمن، مع العلم أنّ إسرائيل العدوّة لا تهرّب لنا شيئاً فيما هرّبنا أكثر من مرة لداخلها مخدرات صنع في لبنان، فيما الحدود البريّة الشماليّة مضبوطة على يد الجيش اللبناني، أما الحدود الشرقيّة ففالتة على يدِ حزب الله ضمانة لتهريب صهاريج المازوت والبنزين وشاحنات الطحين وكل ما يخطر لكم على بال، وبشهادة كبار المهرّبين الذين يوجهون رسائلهم للبنانيين ويهزّون على مسامعهم “صرمايتهن” وإذا كان هناك أحد يستطيع أن يفعل معهم شيئاً، هؤلاء “ولاد الحرام” الذين يسهرون على رعاية تحريم ترسيم الحدود مع الجارة الشقيقة التي احتلتنا وقتاً أطول ممّا احتلتنا فيه إسرائيل!!

 

حرام أن تعالج وزارة الصحة اللبنانية المواطن اللبناني المريض بداء السرطان بالدواء السويسري وحلال عند حزب الله أن يعالج بدواء إيراني غير حاصل على ترخيص من منظمة الصحة العالميّة، الدواء الإيراني الذي تسبب بأمراض عديدة لمواطني الدول التي تم استخدامه فيها كالعراق وسورية، هو الدواء الحلال أم المواطن اللبناني فهو ابن الحرام!!

 

الحلال أن يشتكي الرئيس اللبناني لزوّراه من تعبه النفسيّ، هذا حلال أن تتعب نفسية رئيس يبلغ من العمر 85 عاماً ويقبض ـ اللهم لا حسد أربعة رواتب في الشهر ـ والحرام أن يشعر الشباب اللبناني بأنّ نفسيته تعبة وهو في العشرينات والثلاثينات من عمره فيضبّ حقيبته ويترك البلد لفخامته يحكمه بمن تبقى من الشعب المكتئب والمصاب بأمراض نفسيّة شتّى.. الحلال أن يشتكي الرئيس، والحرام أن يفتح هذا الشعب ابن الحرام فمه بكلمة، ففريق الرئيس فعل له في الوزارات التي استلمها ما لا يُفعل، يكفي أنّه أهداهم صهره العبقري ابن الحلال جبران باسيل ولكن شعب ابن حرام “ما ببيّن فيه”!!

 

الحلال أن يرفع مصرف لبنان الدّعم عن الطحين والدواء والبنزين، والحرام أن تطلع صرخة الشعب لأنّ من لم يمت بجوع الرّغيف، مات بفقدانه حبة الدواء وإذا لم يمت هذا المواطن ابن الحرام بهذيْن مات بثالثهما فبعدما انقطعت سيارته من البنزين مات وهو يتسوّل الرّغيف والدواء سيراً على الأقدام!!

 

والحلال أن يحوّل لصوص الوزارة والنيابة والمصارف ملايينهم وملياراتهم بين ليلة وضحاها إلى مصارف سويسرا وسواها والحرام أن يطلب المواطن اللبناني مبلغاً استأمن البنك عليه فسرقه منه ويمارس عليه كلّ أنواع الذلّ ليحصل على بضعة دولارات يحوّلها إلى ولد يعلّمه في الخارج ليعود إلى بلده ويخدمه من كلّ قلبه، ولكن هذا الوطن أيضاً “وطن الحرام وأولاد الحرام” قلب شبابه عليه وقلب هذا الوطن من حجر!!

 

والحلال أن لا يحاسب القضاء اللصوص والنّهابون بل ويحتال على القانون ويطوّع نصوصه أيضاً لحمايتهم، والحلال أيضاً أن تجد قاضياً نزيهاً جداً و”مقابيلو” عشرة متزلّمين كلّ لزعيم، وحدّث ولا حرج، ولكن الحرام أن يفتح صحافي أو صاحب رأي فمه فتنهال عليه الدعاوى من أشباه مستوزرين ليسوا أكثر من نواطير للناهبين والسارقين مجرّد وكلاء في السرقة لجيوب الأصيلين الذين أوكلوهم، الحلال أن يكون القاضي مسخّراً لحماية اللص، والحرام أن يطالبون الذين يقدّمون له الإثبات والوثائق والبرهان فيستدعيهم إلى التحقيق لأنّهم أولاد الحرام الذين يزعجون اللصوص ويفضحون أرقام الأموال الحرام!!