Site icon IMLebanon

هل أصيب «حزب الله» بالضعف بعد انفجار مرفأ بيروت؟

 

إذا كنا مثابرين على قراءة الإعلام الاسرائيلي عبر الانترنت كالصحف مثلاً، قبل انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، نلاحظ أنه دأبَ على الكتابة عن السلاح المتطور الذي يمتلكه حزب الله والذي يشكّل خطراً شديداً على إسرائيل. من هنا وبتاريخ 23 تشرين الثاني 2019 ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية أن «حزب الله اللبناني سيرجم إسرائيل بذخيرة متطورة جداً تتصدرها صواريخ كورنيت ومئات الطائرات دون طيار بعضها مسلح وعشرات الصواريخ المتقدمة وصواريخ مؤذية قصيرة المدى».

 

وبالمناسبة قالت مجلة «ذي اتلانتيك» الأميركية بتاريخ 24 تموز 2018 «لن يفيدنا إبعاد القوات الايرانية عن الحدود السورية مع اسرائيل ما دامت هذه القوات تستحوذ على صواريخ يصل مداها إلى 200 كم»، بينما حذر أوفر زالزبرغ، المحلل البارز في القضايا الاسرائيلية لدى مجموعة كرايسيس انترناشيونال، بانه «في حال اندلاع حرب سيتلقى سكان اسرائيل ضربات لم يشهدوها منذ عشرات السنين».

 

كما أعود إلى تاريخ 8/4 / 2016 حيث قال عاموس هارئيل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، بأن «حزب الله جمع خبرة عسكرية هامة من خلال قتاله في سوريا اضافة إلى ان تل أبيب وواشنطن اعترفتا بأن منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي باتت عاجزة عن تأمين الحماية للدولة العبرية في وجه صواريخ حزب الله». إزاء هذه الوضعية العسكرية المريحة للحزب، ومع تمكن العقوبات الأميركية عليه من أن تؤثر بشكل مخيف على الوضع المعيشي لكل لبناني سواءً أكان مؤيداً للحزب ام معارضاً له الامر الذي تسبب بانهيار اقتصادي في البلاد، فإن الكثير من المحللين والمراقبين جزموا بأن لاسرائيل المصلحة العليا واليد الطولى في قصف مرفأ بيروت بهدف اضعاف الحزب في عز الوضع الدراماتيكي وفي ذروة الاحباط الحاد الذي يحيا في أفئدة ونفوس الكثيرين من اللبنانيين جراء تلك العقوبات الأمريكية وبالتالي تعميق جراح الحزب الذي اتهمته عدة أحزاب لبنانية بالتسبب في الانهيار الاقتصادي جراء عدم قبوله بنزع سلاحه وخصوصاً المتعلقة بالصواريخ الدقيقة.

 

انطلاقاً من هذا الواقع ما زالت اسرائيل وأميركا تعتبران ان استمرار العقوبات التي تؤدي إلى  ابقاء فرص العمل في لبنان قابعة في غيبوبة تامة والسماح للبطالة بالتعملق أكثر حتى الوصول إلى درجة التوحش، هما السلاح الوحيد الذي يبقي حزب الله مكتوف الأيدي ويقف موقف المتفرج حيال كارثة حقيقية ومأساة مرعبة، وبالتالي وضعه في خانة العاجز عن اعلان الحرب على اسرائيل نتيجة احساس تل أبيب بانه أي الحزب بات يشعر بأن المواطن اللبناني أمسى مشلولاً وعاجزاً عن تحمل مصائب وكوارث حرب جديدة ستكون أقوى بأضعاف وأضعاف من حرب تموز العام 2006.

 

وللتذكير فقط فبتاريخ 8 آب 2020 قال الصحافي الفرنسي الشهير تيري ميسان على موقع شبكة فولتير بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين نتنياهو هو من اصدر الأوامر بشن هجوم على مرفأ بيروت لسلاح جديد تم اختباره من قبل الجيش الاسرائيلي في أحدى السهول الريفية في سوريا.

 

أما بتاريخ 5 آب 2020 أي بعد يوم واحد من عملية تفجير المرفأ أبدى نائب الرئيس السابق للكنيست الاسرائيلي وزعيم حزب هوية اليميني موشيه فيغلان ابتهاجه بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت حيث قال إن ما حصل في مرفأ بيروت نعتبره يوم شكر حقيقي لله.

 

إذاً وفي المحصلة النهائية نرى أن حزب الله ما زال يحتفظ بكامل أسلحته المتطورة والتقليدية، أما انتظار تسوية سياسية للوضع بين واشنطن وطهران ما زال سيد الموقف، فهذه التسوية إن فشلت فهنالك بركان من السلبيات ينتظر لبنان مع الأخذ بعين الاعتبار أن تطبيع بعض الدول العربية مع اسرائيل أرخى بثقله على ايران والعراق وسوريا ولبنان.

 

وفي الوقت الراهن سوف يراوح الوضع اللبناني بمشهده الحالي مكانه لفترة ليست بقصيرة إلى حين انتهاء الحوار الاميركي الايراني المرتقب عقب تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في البيت الأبيض. لكن على ما يبدو فإن الخوف الاسرائيلي من حزب الله ما زال قائماً رغم تأثر الحزب نفسياً ومعنوياً بأوضاع اللبنانيين المعيشية المتدهورة، بدليل انه بتاريخ 1 تشرين الأول 2020 قال المسؤول العسكري الاسرائيلي البارز امير أيشل وهو الوكيل العام لوزارة الأمن الاسرائيلية بأن المطلوب من الجيش الاسرائيلي هذه المرة القتال بضراوة أكثر ولأشهر عديدة، لأنّ المهمة لن تكون سهلة هذه المرة خصوصاً ان احتمال سقوط 40 الف صاروخ في العمق الاسرائيلي ومصدرهم حزب الله هو أمر محتمل.

 

أما المخيف في الامر هو امكانية استمرار حرب الأعصاب والاستنزاف والتجويع جراء العقوبات الأمريكية طيلة الفترة المتبقية من هذا العهد في ظل تكاثر موجات الهجرة على قاعدة «بحبك يا اسواري بس مش قد زندي» لكن مع كل مآسينا فعلى كل من يقرر البقاء في لبنان وخصوصاً فقراءه، التحلي بالصمود والصبر سواءً كنا من مؤيدين حزب الله أم من مناوئيه، ويبقى وطني دائماً على حق.